قصة مصورة – يحمل “شيكارة” على رأسه

كأنها معجزة!
يمشى الطفلُ الضئيل رازحاً تحت “الشيكارة” العملاقة الممددة فوق دماغه، يثبِّتها من منتصفها على رأسه ليتزن طرفاها فىكتلتين متساويتين، ويسندها، ببساطة، بذراعيه الصغيرين النحيلين، كأنها مجرد “صحن” أو “سَبت” خفيف، رغم أنها عملياً تحتاج إلى أكثر من رجل عفى لحملها!
توازُن مذهل، يمشىبه الصبى، بهدوء وثبات، كأنه نسىأنه يحمل ثقلاً، كأن جسده الهش لا ينوء تحت وزنٍ هائل، بل إن الطفل يتوقف أحياناً ليتحدث مع هذا أو ذاك، ويهز رأسه ببساطة وهو يتكلم، دون أن يُنزل الحمولة، كأنما وُلِد وهو يحملها، وكأنها صارت جزءاً من جسده!
يبدو مثل لاعب سيرك أتقن الحيلة، وفقرة الشقاء اليومىتتحول إلى فقرة لهو أمام متفرجيه، فالناس يتوقفون للحظات حين يمر يهم، يتأملونه بإعجاب، وبذهول واندهاش، متسائلين عن الطريقة التىاستطاع بها أن يُتقن ضبط “الشيلة” دون أن يفقد الاتزان أو يختل منه الثبات!
ينظر للمتفرجين بزهو لحظى، ويقول لمن يسأله عن الطريقة: تعالى أعلّمك!
ساحر صغير، أجبرته الدنيا على إدراك الحيلة كىتتوفر المعايش وتستمر الحياة.. وإن وجد شخصاً يعامله بفظاظه، يقول له على الفور: لو انت على راسك ريشة..
أنا على راسى.