إيران وإسرائيل: تفاقم التوتر العسكري وسط خشية من نزاع شامل

لليوم الرابع على التوالي.. يتواصل التصعيد العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران.. وسط توسع رقعة العمليات العسكرية من الطرفين وارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا.. فيما تغيب مساعي التهدئة عن مسرح الأحداث في صراع بات يهدد الاستقرار الإقليمي ويثير قلقا دوليا متزايدا.. وينذر بإمكانية انزلاق الأوضاع إلى حرب واسعة تشمل المنطقة برمتها..
فهل أقفلت الأبواب أمام الجهود الدبلوماسية؟ أم أن المواجهة بين تل أبيب وطهران ستستمر إلى حين تكريس معادلات سياسية وعسكرية جديدة لتثبيت النفوذ؟
الصراع المباشر تفجر بين إسرائيل وإيران الجمعة الماضي، وبدأته إسرائيل واستهدفت برنامج إيران النووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية..
لترد إيران على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة.
وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية الإثنين عن مقتل 224 مواطنا إيرانيا وإصابة أكثر من 1000 آخرين، جراء الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الثلاثة الماضية على مواقع في البلاد.. كما أفادت وكالة “فارس” بإعدام شخص اتهم بالتجسس لصالح الموساد، في ثالث عملية من نوعها خلال أسبوع.
في حين، قتل 24 شخصا جراء الضربات الصاروخية الإيرانية التي استهدفت إسرائيل منذ (الجمعة)، ردا على هجوم الدولة العبرية على إيران، وذلك وفق حصيلة جديدة صادرة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الاثنين.
اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، طهران بتعمد استهداف المدنيين الإسرائيليين، متوعدا بأن إيران “ستدفع ثمنا باهظا”. وأكد أن الغارات تهدف إلى تقويض القدرات النووية والصاروخية الإيرانية.
أحدث التطورات
أحدث هجوم إيراني.. الأوسع حتى الآن
فجر الاثنين.. هجوم صاروخي إيراني غير مسبوق على إسرائيل ودمار واسع في كل مكان
وتركز الهجوم الصاروخي الإيراني على تل أبيب وحيفا وغرب القدس وإيلات وعكا، الجليل الغربي، خليج حيفا، الجليل الأسفل، وطبريا، وسط حالة من الذعر.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن إيران أطلقت نحو 100 صاروخ في دفعة واحدة باتجاه إسرائيل، في تصعيد عسكري كبير وغير مسبوق.
الهجمة الإيرانية “هي الأوسع حتى الآن”، حيث سقوط صواريخ في تل أبيب وحيفا، و أظهرت صور انهيار مبان عدة.
و قتل 4 أشخاص وأصيب العشرات في هجوم إيراني بالصواريخ البالستية على البنية التحتية لميناء حيفا وعند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا في إسرائيل، وسط تصعيد الصراع مع إسرائيل.
أعلن الجيش الإسرائيلي عن تضرر خطوط الأنابيب والنقل بمصفاة حيفا جراء الهجوم الصاروخي الإيراني.
وتم رصد حرائق و رصدت لقطات مصورة لاعتراض الجيش الإسرائيلي الهجمات الصاروخية، وأعقب ذلك مشاهد لسقوط اثنين من الصواريخ الفوق صوتية.
ونشرت منصات التواصل الاجتماعي سقوط الصاروخين، وسط تقارير تفيد باشتعال النيران في محطة كهرباء حيفا.
وكشفت لقطات فيديو دمار عدة مبان في تل أبيب جراء القصف الإيراني.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن صافرات الإنذار دوت في جميع أنحاء إسرائيل، من الجليل شمالا إلى إيلات جنوبا، وسط تقارير عن سقوط عدة صواريخ في المنطقة الوسطى وأن انفجارات قوية سمعت في القدس.
ولاحقا أعلنت مصادر طبية إسرائيلية أن 90 شخصا على الأقل أصيبوا، من بينهم اثنان في حالة حرجة، فضلا عن 4 مفقودين.
– قصف إسرائيلي يستهدف مستشفى في غرب إيران
وأعلنت الخارجية الإيرانية، أن الهجوم الإسرائيلي على مستشفى في غرب إيران جريمة حرب.
– إسرائيل تستهدف التلفزيون الحكومي الإيراني
أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، استهداف هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية.
وفي بيان، صرح كاتس بأن الهجوم وقع بعد “إجلاء واسع النطاق للسكان المحليين”، مضيفا أن إسرائيل “ستضرب الديكتاتور الإيراني أينما كان”.
– الجيش الإسرائيلي يقول إنه دمر “ثلث” منصات إطلاق صواريخ أرض-أرض الإيرانية
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه نفذ ضربات جوية “نوعية” أسفرت عن تدمير نحو ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية.
– تعرض مبنى السفارة الأمريكية في تل أبيب لأضرار جراء هجوم إيرانى
وأعلن السفير الأمريكي بإسرائيل إغلاق السفارة الأمريكية، مشيرا إلى عدم وقوع إصابات بين الموظفين.
ماذا حدث؟
فجر الجمعة.. شنت إسرائيل سلسلة غارات على مناطق عدة في العمق الإيراني، مستهدفة منشآت نووية، وقواعد عسكرية، ومخازن صواريخ، وأنظمة دفاع جوية كما اغتالت قياديين بارزين وعلماء نوويين.
الجيش الإسرائيلي أطلق على هذه العملية واسعة النطاق إسم “الأسد الصاعد” ضد إيران.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الهجوم “استباقي” وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية “غير المسبوقة” تهدف إلى “ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى”.
في المقابل، ردت إيران على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة.. وأطلقت عليها عملية “الوعد الصادق 3” ردا على الضربات الإسرائيلية.. ما أدى إلى مقتل وإصابة المئات، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
تبادل الضربات الإيرانية والاسرائيلية
وخلال يوم الأحد.. استمرت إسرائيل وإيران في تبادل الهجمات، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات وأثار مخاوف من اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
فقد أكد بيان للجيش الإسرائيلي استهداف مواقع لإنتاج الأسلحة الإيرانية في طهران.
وفي المقابل ضربت إيران العقل العلمي الإسرائيلي.. أضرار جسيمة في معهد وايزمان للعلوم في مدينة رحوفوت وسط إسرائيل في الساعات الأولى من صباح الأحد، ما أسفر عن اندلاع حريق واسع في أحد مبانيه البحثية المتقدمة.
الحريق الذي وصف بأنه “ضربة دقيقة للبنية التحتية العلمية الإسرائيلية” طال بحسب المعلومات الأولية أحد المختبرات المتخصصة في بحوث الكيمياء والبيولوجيا، ما أثار مخاوف حقيقية من تسرب معلومات أو مواد حساسة.
جاء الهجوم الذي طال المعهد العلمي الشهير، ردًا على ما يعرف بعملية “شعب كالأسد” التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرا ضد منشآت إيرانية حساسة، من بينها مواقع نووية وعسكرية، ويعد استهداف معهد وايزمان تطورا نوعيا، إذ لم يسجل من قبل تعرضه لأي أذى مباشر في نزاع عسكري سابق.
صاروخ يضرب مدينة بات يام
إلى جانب الضربة التي لحقت بمعهد وايزمان، شهدت مدينة “بات يام” الساحلية انهيار مبنى سكني جراء الهجمات، وبذلك يرتفع عدد القتلى في هذا الهجوم إلى 8 إسرائيليين، بينما لا يزال شخص آخر مفقودا.. بينما لا يزال عشرات العالقين تحت الأنقاض، كما أسفر سقوط صاروخ في مدينة طمرة شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة عن قتل 4 من أسرة واحدة، في مشهد أعاد إلى الأذهان صور الحروب السابقة التي خاضها الكيان الصهيوني.
أسابيع من العمليات المقبلة
مصادر في البيت الأبيض والحكومة الإسرائيلية قالت إن العملية العسكرية ضد إيران مرشحة للاستمرار “لأسابيع وليس لأيام”، مشيرين إلى وجود دعم أمريكي ضمني في هذه المرحلة، دون استبعاد مشاركة أمريكية مستقبلية إذا اقتضى الأمر.
في هذه الأثناء، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل عملياتها حتى “شل قدرة إيران على تهديد أمنها”، في وقت تواصل فيه طهران إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة.
عراقجي: النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة
شدد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، على أن النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة.
وقال عراقجي إن كل دول المنطقة تقريبا أدانت وبشكل جيد العدوان الإسرائيلي.
وأضاف أن القوات المسلحة الإيرانية تقوم وباقتدار بتوفير أمن البلاد.
وأكد وزير الخارجية أنه إذا توقف العدوان فستتوفر أرضية العودة إلى الدبلوماسية والمفاوضات، مؤكدا على أن استمرار الهجمات يقوض أي مساع سياسية.
واتهم عباس عراقجي الولايات المتحدة والدول الأوروبية بدعم الهجمات الإسرائيلية على بلاده، معتبرا أن مواقف الغرب “منحازة بشكل أحادي لصالح إسرائيل”.
وأفاد بأن “تشجيع واشنطن وبعض العواصم الأوروبية للعدوان الإسرائيلي يُعد خطأ تاريخيا ستكون له تداعيات كبيرة على مستوى العالم”.
كان عراقجي قد أكد أن طهران مستعدة لاتفاق نووي يضمن عدم امتلاكها سلاحا نوويا، لكنها ترفض التخلي عن “حقوقها” على صعيد برنامج نووي.
الرئيس الإيرانى: لا مفاوضات فى ظل العدوان الإسرائيلى
استبعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إمكانية إجراء مفاوضات طالما استمرت هجمات إسرائيل على إيران.
وقال إن إيران لا تسعى للحرب أو سفك الدماء، لكنها سترد بحزم على أي تهديد، مشددًا على أن طهران لطالما فضلت حل القضايا بالطرق الدبلوماسية.
وأكد أن إيران لم تسع قط إلى الصراعات، ومع ذلك لن تتردد في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات، مضيفا أن “الاعتقاد بأن طهران تخضع للمطالب غير المنطقية والمعايير المزدوجة تحت الضغط، أو ستتفاوض بينما يواصل النظام الصهيوني هجماته، هو سوء تقدير”.
ترامب: إيران لن تنتصر.. ويجب أن تتفاوض “قبل فوات الأوان”
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإثنين، قال إن استعداد إيران للتفاوض إشارة إلى نيتها خفض التصعيد تجاه إسرائيل.
وأشار ترامب على هامش قمة السبع في كندا “لكن كان عليهم فعل ذلك من قبل. أعطيتهم 60 يوما، وكان لدي 60 يوما لإبرام اتفاق نووي وفي اليوم الـ61 قلت: ‘ليس لدينا اتفاق”.
وأضاف ترامب: “عليهم إبرام اتفاق، إنه أمر مؤلم للطرفين، لكنني أقول إن إيران لن تفوز بهذه الحرب.. ويجب أن يتفاوضوا فورا قبل فوات الأوان”.
وعند سؤاله عن إمكانية تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الصراع بين طهران وتل أبيب، رفض ترامب التعليق قائلا “لا أريد الحديث عن ذلك”.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي، إنه سيتم التوصل “قريبا” إلى سلام بين إسرائيل وإيران.
وذكر ترامب “إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماما كما جعلت الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق”.
الرئيس السيسي: أهمية وقف العمليات الإسرائيلية على مختلف الجبهات
حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي على التأكيد على رفض مصر التام توسيع دائرة الصراع في المنطقة، مشيرا إلى أهمية وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على مختلف الجبهات الإقليمية، ومحذرا من أن استمرار النهج الحالي ستكون له أضراره الجسيمة على شعوب المنطقة كافة دون استثناء.
الرئيس شدد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بدور أكثر فاعلية في دفع الأطراف الإقليمية للتحلي بالمسئولية، مؤكداً على أن الحلول السلمية تبقى الوحيدة القادرة على ضمان الأمن والاستقرار بالإقليم.
وأكد الرئيس في هذا الصدد على ضرورة العودة إلى المفاوضات الأمريكية الإيرانية برعاية سلطنة عمان الشقيقة، التي تمثل الحل الأمثل للتوتر الجاري، مشددا على موقف مصر الثابت بضرورة إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالشرق الأوسط، بما يشمل كافة دول الإقليم.
الخارجية: ضرورة خفض حدة التوتر
أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لخفض حدة التوتر واحتواء التصعيد بالمنطقة، أخذت في الاعتبار خطورة الوضع القائم وعواقبه.
وشدد على ضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وعدم المساس بسيادة الدول وسلامة أراضيها، وأنه لا حلول عسكرية للأزمات الإقليمية، وأن السبيل الوحيد لاحتواء التوتر يرتكز على بذل الجهود الدبلوماسية والسياسية لتجنيب الإقليم مزيد من مظاهر عدم الاستقرار.