الأسواق تترقب تعليق رئيس الاحتياطي الفيدرالي حول آفاق التضخم والبطالة
مع السياسة المتقلبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مجال الرسوم الجمركية التي تثير حالة من عدم اليقين الهائل في التوقعات الاقتصادية، من المتوقع أن يعلق رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، اليوم الأربعاء، على ما ينتظر الأمريكيين من حيث التضخم وفرص العمل، وما قد يفعله بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إذا انحرفت الأمور عن المسار المتوقع.
وكان باول قد تحدث – في 4 أبريل الجاري – في فترة انتقالية بين إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 10% على معظم واردات الولايات المتحدة وفرض رسوم إضافية كبيرة على السلع القادمة من العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، وبين قرار ترامب المفاجئ بتعليق هذه الرسوم – باستثناء الصين – لمدة 90 يوما، في مواجهة الاضطرابات التي نشأت في أسواق المال.
وفي تلك اللحظة، كان باول قد قيم بالفعل أن الرسوم الجمركية من المرجح أن تخلق مزيجا صعبا من تضخم أعلى ونمو أبطأ، مما قد يضطر الاحتياطي الفيدرالي لاختيار أي من الاثنين يجب محاربته، ومع ذلك، أشار إلى أنه من المبكر جدا تحديد المسار المناسب للسياسة النقدية في ذلك الوقت، بحسب ما نقلته منصة “ياهو فاينانس” الاقتصادية.
ويتوجه التركيز الآن على مدى تأثير تراجع ترامب المؤقت، وما يرافقه من تمديد لحالة عدم اليقين، على توقعات باول الاقتصادية، إن كان هناك تأثير على الإطلاق، خاصة في ظل تقلبات السوق الكبرى التي تعصف بالأسواق المالية العالمية والتي تعتبر من الأشد منذ بداية جائحة كورونا قبل خمس سنوات.
وقد تسببت المخاوف من أن مجموعة الرسوم الجمركية الأكبر من المتوقع قد تؤدي إلى ركود اقتصادي في هبوط حاد للأسواق العالمية، كما شهد سوق السندات حالة من الفوضى حيث ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بأكبر نسبة لها منذ عقود، مما ساهم في تغير موقف ترامب المفاجئ فيما يتعلق بمعظم الرسوم “المقابلة” التي كان قد فرضها، رغم أنه رفع الرسوم على الواردات الصينية إلى 145%.
وتزداد تعقيدات الموقف في ظل وجود أخبار متعلقة بمزيد من الرسوم الجمركية القطاعية قد يتم فرضها قريبا، خاصة تلك المتعلقة بصناعة الإلكترونيات، والتي أعلنت إدارة ترامب إعفائها من الرسوم الجمركية بشكل تام لمدة مؤقتة.