د.حسن يوسف: الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا في مستوى غير مسبوق
قال الدكتور حسن يوسف علي رئيس مجلس أمناء منتدى البحوث الاقتصادية إن التصعيد الذي تعمده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستهدف منه عودة الهيمنة التجارية والصناعية وبالتالي الاقتصادية للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعدما خرجت معظم -إن لم تكن جميعها -الصناعات من أمريكا للصين، حتى أكثر الصناعات التي اشتهرت بها الولايات المتحدة – كصناعة السيارات – استحوذت عليها الصين دونما ترك مساحة منافسة لأمريكا، فأراد ترامب أن يُعيد أمجاد الصناعة لبلاده؛ لأنها العمود الفقري للاقتصاد .
وأضاف يوسف أثناء حواره لبرنامج (مباشر من مصر) أن الرئيس ترامب لم يأخذ قرار رفع الرسوم الجمركية بهذا الشكل غير المسبوق – والذي أحدث هزة اقتصادية عالمية -إلا من بعد أخذ استشارة أكبر العقول الاقتصادية العالمية، ومن أشهر مستشاري ترامب الاقتصاديين رأينا (بيتر نافارو) وهو شخصية تحب الظهور وإحداث حالة من الجدل ؛لأن خطته الاقتصادية لا تتماشى مع مباديء الحزب الجمهوري، كما أن أبسط ردود الأفعال من الدول ذات الهيمنة الاقتصادية العالمية كالصين أنها لن تسمح لأمريكا بالتفرد بالهيمنة الاقتصادية وحدها، خاصةً وأن الصين تمتلك أهم عوامل إنجاح هذه الهيمنة لصالحها؛ لأنها تمتلك العامل البشري، ولا ينكر عاقل سيطرة البضائع الصينية على الأسواق الأمريكية .
أشار يوسف إلى تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية التي ذكرت أن الصين أصبحت مصنع العالم، حتى أن العلم الأمريكي صُنِع بالصين وأرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تُحدث ما يسمى( بالحمائية التجارية ) وهذه الحمائية أو الحماية مفهومها أن أرفع تكلفة أي سلعة واردة من الخارج بشكل مبالغ فيه حتى يضطر المواطن للتنازل عن هذه السلعة المستوردة والبحث عن بديلها المحلي، وهنا يأتي دور المُصنِّع الأمريكي.
ويرى يوسف أن ما يفعله ترامب هو لعب خطر بالأدوات الإقتصادية ،وهذا اللعب لن يؤتي ثماره المتوقعة ،لأن ترامب – مع الوقت – يقتل المنافسة بين المنتج الأمريكي وغيره في ظل تفرده في السوق الأمريكي ،و إذا فقد عنصر المنتج عنصر المنافسة فإنه فقد عنصر البقاء.
برنامج (مباشر من مصر) يعرض يوميًا على شاشة الفضائية في تمام السابعة مساءً
تقديم: محمد الجندي