د.جرجس:مصر تقود تحركًا دبلوماسيًا وقانونيًا ضد التهجير القسري للفلسطينيين

د.جرجس:مصر تقود تحركًا دبلوماسيًا وقانونيًا ضد التهجير القسري للفلسطينيين

قال الدكتور وليد جرجس، المحامي والمحكم الدولي ومستشار العلاقات الدولية وفض النزاعات، إن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تقود حملة دبلوماسية مكثفة تشمل زيارات إلى دول مثل قطر والكويت، بهدف تعزيز الدعم العربي والدولي لوقف التهجير القسري للفلسطينيين من غزة.

وأشاد بالجهود المصرية التي تهدف إلى توحيد المواقف العربية، ورفض أي مخططات لإعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، والضغط على المؤسسات الدولية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وأكد جرجس خلال حواره في برنامج “ساعة إخبارية” المذاع على قناة النيل للأخبار أن التهجير القسري يُعد جريمة دولية بموجب المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تحظر نقل الأفراد أو الجماعات قسرًا من الأراضي المحتلة تحت أي ذريعة كانت، سواء كانت أمنية أو اقتصادية. وأضاف أن التهجير لا يقتصر فقط على الإخلاء المباشر بل يشمل أيضًا ممارسات غير مباشرة مثل هدم المنازل، وفرض قيود على التنقل عبر نظام التصاريح، ومصادرة الأراضي، وحرمان السكان من الاحتياجات الأساسية كالغذاء والدواء.

وأوضح أن مصر تتحرك على الصعيدين العربي والدولي لرفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من غزة، مع الضغط لتطبيق قرارات الشرعية الدولية ودعم إعادة الإعمار تحت إشراف دولي بعيدًا عن الاحتلال. كما أشار إلى أن الزيارات التي يقوم بها الرئيس السيسي إلى بعض الدول العربية تأتي في إطار السعي لتوحيد الجبهة العربية لمواجهة المخططات الإسرائيلية.

وشدد على أن ما تقوم به إسرائيل من استهداف للمستشفيات وعرقلة عمل الطواقم الطبية يُعد جريمة حرب وفقًا للمادة 18 من إتفاقية جنيف، التي تحظر المساس بالمنشآت الطبية. ولفت إلى أن منع إدخال المساعدات الإنسانية يُعد شكلًا من أشكال التجويع الجماعي، وهو محظور تمامًا في القانون الدولي الإنساني.

وانتقد جرجس فشل المجتمع الدولي في معاقبة إسرائيل على هذه الانتهاكات، مشيرًا إلى أن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن يعطل صدور أي قرار يدينها، كما أن المحكمة الجنائية الدولية، رغم إصدارها مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه، إلا أن تنفيذها مرهون بتعاون الدول، وهو ما تعرقله دول كبرى مثل الولايات المتحدة. وأضاف أن عدم عضوية إسرائيل في نظام روما الأساسي يُضعف من سلطة المحكمة عليها، معتبرًا أن النظام الدولي الحالي يُعاني من انتقائية وعدالة مشروطة.

واختتم الدكتور وليد جرجس حواره  بالتأكيد على أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم وفقًا للمادة 29 من نظام روما، مشيرًا إلى أن جميع الانتهاكات الإسرائيلية موثقة وستظل قائمة أمام المحاكم، مهما تغيرت الحكومات. كما عبّر عن أمله في أن تثمر التحركات القانونية الحالية، وعلى رأسها دعوى جنوب إفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، في إحداث اختراق حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، مشددًا على أن العدالة تتطلب إرادة جماعية وموقفًا عربيًا موحدًا لكسر حالة الإفلات من العقاب وأن مصر تبذل جهودًا قانونية ودبلوماسية لمواجهة التهجير القسري، لكن فعالية هذه الجهود تبقى مرتبطة بإصلاح النظام الدولي ووقف الدعم الغربي غير المشروط لإسرائيل.

برنامج “ساعة إخبارية” يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامية دينا إبراهيم.

 

لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار..اضغط هنا