أزهري: الخشوع يكون بالقلب وتظهر آثاره على الجوارح لأنها تتبع القلب

قال الدكتور محمد حسنين البطح الأستاذ بجامعة الأزهر إن الخشوع ورد في القرآن الكريم بأربعة معانٍ، أولها بمعنى التصديق والتسليم، مستدلًا بقول الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴿٤٥﴾ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾، أما المعنى الثاني فهو التواضع والخضوع، كما جاء في قوله تعالى عن نبي الله زكريا وأهله ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ ، ويأتي المعنى الثالث للخشوع بمعنى التذلل، لقوله تعالى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ﴿١﴾ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ ، أما المعنى الرابع، فهو سكون الجوارح، كما في قوله تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾.
وأوضح البطح من خلال حديثه لبرنامج (رأي الدين) أن الخشوع يكون بالقلب، وتظهر آثاره على الجوارح؛ لأنها تتبع القلب، فإن خشع القلب خشعت الجوارح وبيَّن أن خشوع النفاق هو أن يظهر الجسد خاشعًا، بينما القلب ليس بخاشع، فيبدو على الجوارح فقط بتصنّع وتكلّف، أما خشوع المؤمنين، فيكون نابعًا من استحضار القلب لعظمة الله، وإجلاله، ومهابته، والحياء منه، فإذا خشع القلب خشعت الجوارح تبعًا له.
وأضاف الأستاذ بجامعة الأزهر أن خشوع القلب يتحقّق بمعرفة الله سبحانه وتعالى، ومعرفة عظمته وجلاله، كما يتحقّق الخشوع أيضًا بمطالعة العبد لقرب الله منه، واطلاعه على سره وضميره، مما يبعث في القلب الحياء من الله ومراقبته في كل الحركات والسكنات، فإذا استشعر الإنسان هذا المعنى استشعارًا حقيقيًا، خشع قلبه ومما يبعث على الخشوع أيضًا، تذكّر شدة بطش الله وعقابه لمن عصاه وأعرض عن سبيله، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ﴾.
برنامج (رأي الدين) يُذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، من إعداد وتقديم الإذاعي ياسر سعد.
لمتابعة البث المباشر لإذاعة البرنامج العام..اضغط هنا