د.هشام البحيري: جائحة كورونا كانت سببا مباشرا فى ارتفاع نسبة البطالة
قال الدكتور هشام البحيري أستاذ إدارة الموارد البشرية كلية التجارة جامعة القاهرة إن البطالة هى الحالة التى لا يستطيع فيها الفرد العثور على وظيفة ولكنه يبحث عن وظيفة بدوام كلى، والعاطل هو كل شخص قادر على العمل، ويبحث عنه دون جدوى، وليس معنى ذلك أن ليس كل من لا يعمل عاطل، فالتلاميذ وكبار السن ومن فقد الأمل فى العثور على عمل وأصحاب العمل المؤقت لا يتم اعتبارهم عاطلين عن العمل.
وأوضح د.البحيري أن هناك العديد من الأسباب التى تؤدى لازدياد نسبة البطالة ربما أهمها هو الانفجار السكانى، فمعدلات السكان فى مصر تتزايد بسرعة كبيرة لا تتماشى مع عدد الوظائف الجديدة، ويلعب النظام الاقتصادى أيضًا دورًا هامًا فى البطالة، وهى تؤثر بشكل مباشر على الأفراد والمجتمع لأنها من الممكن أن تؤدى لمشكلات نفسية، وهى ظاهرة لها أبعاد كثيرة لابد من التعامل معها بشمولية٠
وأضاف دكتور هشام البحيرى خلال حواره فى الفترة المفتوحة (بلا حدود) عبر أثير البرنامج الثقافى، أن الاختلاف بين النصف الشمالي والجنوبي فى موضوع البطالة يرجع لعوامل تاريخية واقتصادية وتنموية، فأوروبا وأمريكا الشمالية مرت بمرحلة التصنيع والتحديث مبكرًا جدًا، وبنت أنظمة تعليمية قوية وبنية تحتية اقتصادية مستقرة، ووفر هذا فرص عمل متنوعة ومستقرة، أما دول الجنوب فكثير منها مر بتجارب استعمارية أنهكت مواردها ومعظمها يعاني من ضعف فى التعليم الفنى والتكنولوجي، ومشاكل تتعلق بالنمو السكاني السريع، مشيرًا إلى أن هناك دراسات كثيرة تتناول الفجوة بين الشمال والجنوب، لكن فى نفس الوقت فى بعض من دول الجنوب بدأت تحقق تقدما ملحوظا مثل الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، ويعنى ذلك أن المشكلة لها حلول ممكنة، ولكن تحتاج لرؤية واضحة واستثمار فى البشر قبل أى شيء.
ولفت إلى أن جائحة كورونا كانت سببا مباشرا فى ارتفاع نسبة البطالة، فقد كشفت عن مشاكل كانت موجودة قبلها مثل هشاشة بعض أسواق العمل، وعدم جاهزية بعض الدول للتعامل مع الأزمات أما بخصوص الصين فهى فعلاً تواجه بطالة خصوصًا بين خريجي الجامعات الجدد، وهذا بسبب التغير السريع فى هيكل الاقتصاد الصيني الذى تحول من تصنيع تقليدي لاقتصاد رقمي٠
وتطرق البحيري إلى أن أزمة الوظائف العالمية ناتجة عن تداخل عوامل كثيرة من أهمها التطور التكنولوجي السريع الذى استبعد وظائف تقليدية والتغيرات المناخية التى أثرت على بعض الصناعات والتباطؤ الاقتصادي الذى زاد مع جائحة كورونا وعدم التوازن بين مهارات الأفراد الذين يبحثون عن عمل واحتياجات سوق العمل وتعتبر نقطة محورية فى الأزمة، والبنك الدولي له دور مهم جدًأ لأنه يوفر التمويل واستثمارات فنية للدول النامية، ويتبنى برامج لتأهيل الشباب ، وتمويل المشاريع الصغيرة والمتوسطة التى تخلق فرص عمل، وهو ليس فقط جهة تمويل لكنه أيضًا شريك فى وضع سياسات مستدامة لمواجهة البطالة ٠
وأشار البحيري إلى أن برامج التنمية المستدامة التى أطلقتها الأمم المتحدة ضمن رؤية ٢٠٣٠ تمثل خارطة طريق شاملة لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادى، والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة، ومن منظور الموارد البشرية أن هذه البرامج تركز على التعليم الجيد بشكل كبير والعمل اللائق، والمساواة بين الجنسين، وهذه العناصر أساسية فى تنمية رأس المال البشرى، وتطوير التعليم المهني هو حجر الأساس لأى مشروع توطين صناعي حقيقي لأن الصناعة لا تحتاج إلى رؤوس أموال أو تكنولوجيا، لكن تحتاج عمالة ماهرة ومدربة، ونحن لم نهتم بالتعليم المهني ونطوره بشكل حديث، وللاعتماد على كوادر وطنية قادرة أن تدير وتشغل وتطور لابد من ربط التعليم المهني باحتياجات كل قطاع صناعي، وهذا يتطلب شراكة مباشرة مع مراكز التدريب المهني والمؤسسات الصناعية والحكومية٠
واختتم البحيري بأن الدعم الحكومي لعب دورا هاما فى حل أزمة الوظائف فى عدد من الدول خاصة بعد الأزمات الاقتصادية أو الصحية مثل جائحة كورونا، والمهم أن يكون هناك رؤية وطنية واضحة نستطيع من خلالها أن نختار من التجارب العالمية مايناسبنا، وهذا دور خبراء الاقتصاد والموارد البشرية أن يصمموا سياسات واقعية قابلة للتطبيق وتناسب واقعنا الاجتماعي والاقتصادي، معربا عن سعادته بزيارة الرئيس ماكرون ، قائلا إن زيارته تمثل فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والتعاون بين بلدين لهم تاريخ طويل من العلاقات الثقافية والتعليمية، وهذه الزيارة ليست مجرد بروتوكول سياسي، لكن من الممكن أن تفتح مجالات لتدريب الشباب٠
تذاع الفترة المفتوحة ( بلا حدود ) عبر أثير البرنامج الثقافى يوم الأحد فى تمام الساعة ٣،٣٠ عصرًا تردد ٩١،٥٠ ، إعداد: هبة محمود، تقديم : أمل بيومى، إخراج: مى نبيل.
لمتابعة البث المباشر لإذاعة البرنامج الثقافي..اضغط هنا