شيخ الأزهر ورئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان يبحثان تعزيز التعاون

شيخ الأزهر ورئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان يبحثان تعزيز التعاون

بحث فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بمشيخة الأزهر، مع وفد من المجلس القومي لحقوق الإنسان، برئاسة السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس، سبل تعزيز التعاون المشترك بين الأزهر الشريف والمجلس القومي لحقوق الإنسان، بهدف نشر وترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع، انطلاقا من الدور المحوري الذي يلعبه الأزهر كمرجعية دينية وفكرية رائدة.

وخلال اللقاء، قدم فضيلة الإمام الأكبر عرضا مفصلا لجهود الأزهر الشريف التاريخية والمعاصرة في مجال حماية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.

وأكد فضيلته أن الأزهر، بمنارته العلمية الشامخة، أسهم عبر تاريخه في صياغة مفاهيم العدل والمساواة المستمدة من الفكر الإسلامي السمح.

وأشار الإمام الطيب إلى “وثيقة الأزهر لحقوق الإنسان” الصادرة عام 2018، باعتبارها مرجعية فكرية هامة تجمع بين المبادئ الراسخة في الشريعة الإسلامية والمعايير الدولية لحقوق الإنسان.

كما استعرض فضيلته دور التعليم والتربية كأدوات أساسية في نشر ثقافة حقوق الإنسان، لافتا إلى إدماج هذه المفاهيم بشكل منهجي في مناهج الأزهر التعليمية بكافة مراحلها، وفي سياق تعزيز الحوار والتعايش، تطرق فضيلته إلى جهود الأزهر الملموسة، ومن أبرزها إنشاء “بيت العائلة المصرية” كنموذج رائد لتعزيز الحوار الإسلامي المسيحي، بالإضافة إلى مشاركات الأزهر الفاعلة في مبادرات عالمية تهدف إلى محاربة خطاب الكراهية والتطرف، مثل مؤتمر “حرية العقيدة وبناء السلام” الذي عقد في عام 2023.

وفيما يخص حقوق المرأة، أكد فضيلة الإمام الأكبر أن الشريعة الإسلامية كرمت المرأة ومنحتها حقوقها كاملة وحمتها من أشكال الظلم، مشيرا إلى المشاريع والمبادرات التي يتبناها الأزهر لدعم تعليم الفتيات وتمكين المرأة وتأهيلها لتولي المناصب القيادية، فضلا عن إصدار كتيبات توعوية، بالشراكة مع منظمات حقوقية، لمواجهة الممارسات الضارة كالزواج المبكر.

من جانبها، أعربت السفيرة مشيرة خطاب عن بالغ تقديرها للعرض الوافي والشامل الذي قدمه فضيلة الإمام الأكبر، والذي يجسد بوضوح عمق رؤية الأزهر الشريف وجهوده الممتدة في مجال حقوق الإنسان.

وأشادت بالدور الريادي الذي يقوم به الأزهر، تحت قيادة فضيلته، في نشر قيم العدل والمساواة والتسامح، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان انطلاقا من المبادئ الإسلامية السمحة، مؤكدة أن الأزهر يمثل صوت الحكمة والاعتدال في العالم.

كما أكدت السفيرة خطاب على اعتزازها بالعلاقة الوثيقة والطيبة التي تجمعها بفضيلة الإمام الأكبر، مثنية على حكمته العميقة وقيادته الرشيدة لمؤسسة الأزهر العريقة.

وأعربت عن تقديرها الكبير لشخص فضيلته، ورؤيته المستنيرة، ودوره البارز ليس فقط كرمز ديني عالمي، بل كداعم أساسي لقيم الحوار والتفاهم وحقوق الإنسان، معتبرة إياه شخصية وطنية وعالمية جامعة ومصدر إلهام.

وناقشت السفيرة مشيرة خطاب سبل تفعيل وتعزيز آليات التعاون بين الأزهر الشريف والمجلس القومي لحقوق الإنسان في مجالات التوعية ونشر ثقافة حقوق الإنسان.

وقد رحب فضيلة الإمام الأكبر بمقترحات التعاون، مؤكدا جاهزية الأزهر الشريف التامة والفورية للعمل المشترك مع المجلس القومي لحقوق الإنسان في كل ما من شأنه خدمة قضايا الإنسان وحقوقه.

وفي ختام اللقاء، أشاد وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان بالجهود الكبيرة التي يبذلها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر في ترسيخ قيم حقوق الإنسان، واقترح الوفد أهمية تعميم النماذج الفكرية الرائدة التي أصدرها الأزهر، مثل “وثيقة الأزهر لحقوق الإنسان”، لتكون مرجعية ملهمة على المستوى الإقليمي.