داليا وفقى: برامجنا أرشفة لتاريخ مثقفى مصر

الدولة اهتمت بالثقافة وطرحت مبادرات مهمة
مذيعة من العيار الثقيل، ولها حضور خاص على الشاشة.. هى من الجيل الأول لقناة النيل الثقافية، وقدمت على شاشتها العديد من البرامج، واشتركت فى تغطية محافل ثقافية فى مصر والوطن العربى، تستضيف فى برامجها أبرز الشخصيات الثقافية فى مصر والوطن العربي، ممن أثروا الحياة الثقافية بتجارب مهمة.. كان لنا معها حوارًا في السطور التالية.
هل من شروط نجاح البرامج على “الثقافية” عمق الشخصية الإبداعية للمشاهد؟
لا شك فى ذلك، فنحن فى برامجنا نبحر فى عقل الضيف ونقترب من وجهة نظره بشكل أكثر دقة وعمقا، وكيف يتعامل مع أى موقف صعب يمر به، ونتعرف على مشروعه بشكل عام، وكتبه، وأحلامه وطموحاته، والجوائز والتكريمات التى حصل عليها، والأهم أننا نرصد رحلة صعود ونجاح لهذه الشخصية لكى يتعلم منها المشاهد، كما نستمع إلى آراء النقاد والمتخصصين فى هذه الشخصية.
تميزت فى البرامج الحوارية.. فما الشروط اللازمة لمذيع هذه البرامج؟
أن يحب الحوار مع الضيف والغوص فى عقله، ليعطى الفرصة للمشاهد كى يتعرف على عقلية الضيف، ويكون أكتر تركيزا ومتابعة للحلقة، وكيف يفكر هذا المثقف فى قضايا الثقافة، ليس إبداعه فقط، ويتعرف على الآراء المختلفة فى الواقع الثقافي، ولا شك فى أهمية أن يكون المذيع “مذاكرا” للضيف، ويعطيه فرصة حقيقية للحديث. هذه النوعية من البرامج تحفظ ذاكرة الوطن، أى أرشيف ومرجع صحفى وتليفزيونى، يعود له من يريد معرفة تاريخ هذه الشخصية، فهو بمثابة أرشفة ودفتر أخبار يحفظ تاريخ أصحاب المشاريع المهمة فى كل المجالات.
كيف ترى دور قناة النيل الثقافية فى الوسط الثقافى وخارجه؟
أكثر شيء يسعدنى أن القناة تصل للمشاهدين فى مصر والوطن العربي، ويعلقون تعليقات إيجابية على ما نقدمه، وبالفعل نحن نقدم افضل ما عندنا، وهذا معناه أننا لدينا مصداقية وايمان كبير بما نقدمه، لذلك نصل للمشاهد أيا كان مكانه، ودائما القناة لها دور كبير فى الوسط الثقافي، وتعى أهمية دور الثقافة، وتمثل وجها حضاريا لمصر. والدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تهتم بالشأن الثقافي، وبالفعل طرحت مبادرات مهمة للغاية خاصة ببناء الإنسان والثقافة والوعي، فالثقافة إحدى الأذرع المهمة لمصر، ودورنا كإعلام توضيح أن الثقافة ليست مجرد كتاب يقرأ فقط، بل نركز على الأخلاق وعاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما نحاول تقديمه بشكل أفضل ما يكون، حتى ندعم الثقافة، بما يليق بمكانة مصر ثقافيا وحضاريا.
وماذا عن برنامج “شعراء الورد”؟
أقوم بالتعليق الصوتى على بعض المختارات من الشعر الصوفي، وسعيدة بالتجربة لأنها مواكبة للشهر الفضيل. وأقرأ لشعراء كبار أثروا الحياة الشعرية، وأستمتع بلغتهم ومفرداتهم، مثل ابن عربى وغيره. وتصلنى انطباعات جيدة عن هذا التعليق، وأتمنى أن يستمر بعد رمضان.
كيف ترين اختيارك لعمل بروموهات البرامج فى شهر رمضان على شاشة الثقافية؟
سعيدة بها، وأعتبرها من التجارب المهمة فى شهر رمضان الماضى، خاصة أن التعليق الصوتى للبرنامج ليس مجرد أن أقول اسمة فقط، بل للتعريف بمحتوى كل برنامج، فهى تجربة مهمة وبشكل مميز، وأتمنى أن تنال إعجاب المشاهدين.
وما موقف برنامج “المنصة الثقافية”؟
هو مجموعة من الأخبار الثقافية المحلية والعالمية. ونركز على البعد العربى والعالمي، فالمنصة الثقافية تتحدث أيضا عن شخصية مهمة لكى نكون اسما على مسمى، ونواكب المحافل والأحداث الثقافية بتغطيتنا المميزة، وأسعى لعمل فقرات جديدة خلال الفترة المقبلة.
ما هو هدف برنامج “المثقف فى رمضان” الذى قدمتيه على شاشة القناة الثقافية فى رمضان الفائت؟
أذيع برنامج “المثقف فى رمضان” كل أيام الأسبوع، وقدمت حلقة يوم الإثنين، وفى كل حلقة نستضيف أحد المثقفين والمبدعين، ونتناول حياته عن قرب، ونتعرف على نشأته ودراسته وحياته العملية، وتاريخه الإبداعى وما قدمه فى مشواره، وعلاقته بالزملاء فى المجال ذاته، ومدى تأثرهم ببعضهم البعض، فالحوار مبنى على إعطاء مساحة كبيرة للضيف، للتعمق فى مشواره الإبداعى والثقافى.
من أهم الضيوف الذين استضفتهم بهذا البرنامج؟
استضفت فى الحلقة الأولى الروائية والناقدة الدكتورة مى التلمساني، المتخصصة فى السينما، وتحدثنا عن نشأتها وحياتها وكيف تأثرت رحلتها العملية والإنسانية بالسفر للخارج إلى كندا، بالإضافة إلى موضوعات مختلفة، خاصة أن لها باعا كبير أيضا فى مجال الأدب ودراسة النقد، وتكلمنا عن تأثرها بالكاتب الكبير الراحل إدوار الخراط، واشتراكها معه فى تأليف راوية “صدى يوم أخير”، بالإضافة إلى لقاءات لمعرفة آراء الجمهور فى أعمالها. الحلقة الثانية كانت مع الدكتور جمال الأشقر، أستاذ التاريخ المعاصر، وتزامن موعد الحلقة مع العاشر من رمضان لنتعرف على إسهاماته فى كتابة التاريخ وأحداثه المهمة، فهو من أكثر الشخصيات التى رصدت كيف كان حال مصر قديما وحديثا. واستضفنا الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة الذى له باع كبير فى مجال النقد، وصاحب الرؤية التحليلية النقدية للمشهد الإبداعى والواقع الثقافى.. والحلقة الرابعة كانت مع الدكتور أوس الأنصارى إحدى العلامات البارزة فى الخط للعربي، والذى أسهم فى مراجعة المصحف الشريف وتحدثنا عن بدايات ظهور الخط العربى وأنواعه، وإتقانه للخط للعربى، مع دعم ذلك بتقارير مصورة.