المذيع عيد مهنى: تقديم البرامج الدينية علـى السوشيال ميديا خطيـر

المذيع عيد مهنى: تقديم البرامج الدينية علـى السوشيال ميديا خطيـر

المحتوى الدينى الهادف يحتاج لترويج
ينبغى عمل تسويق لبرامجنا كما هو موجود فى القنوات الخاصة وتعريف الجمهور بها

هو أحد مقدمى البرامج الدينية على شاشات ماسبيرو.. عمل معداً بإذاعة القرآن الكريم فى برامج مثل “المجلة الإسلامية” و”جولة حول العالم الإسلامى”.. ثم انتقل للبرامج الدينية فى القناة الثانية كمعد فى “فتاوى وأحكام” و”قولوا للناس حُسنا” و”دنيا ودين”.. وهى البرامج ذاتها التى يقدمها عيد مهنى حالياً بعد انتقاله للعمل كمذيع.

التقينا به وتحدث معنا فى هذا الحوار..

حدثنا عن بداية عملك فى ماسبيرو..

تخرجت فى كلية أصول الدين جامعة الأزهر، وكان حلمى أن أكون معداً أو مذيعاً فى البرامج الدينية، وبالفعل التحقت بإذاعة القرآن الكريم كمعد للبرامج عام 1997 بعد إعلان لطلب معدين بالشبكة، وكان رئيسها آنذاك د.عبدالصمد دسوقي، ثم من بعده د.هاجر سعدالدين، وعملت فى برامج مثل “المجلة الإسلامية” التى قدمها الإذاعى الكبير عبدالله الخولي، وشاركت فى “جولة حول العالم الإسلامى”، وكنت مسئولاً عن التسجيلات الصوتية للدكتور أحمد عمر هاشم وكان وقتها رئيساً لجامعة الأزهر ود.سيد طنطاوى شيخ الأزهر آنذاك.

وفى أواخر عام 1999 انتقلت للقناة الثانية معداً للبرامج عن طريق رئيسة التليفزيون الإعلامية سهير الإتربي، وعملت بالإعداد فى عدد من البرامج التى أقدمها الآن مثل “أنوار القلوب” الذى يهدف لتعليم الإسلام للصم والبكم، وكان يقدمه على عبدالحليم، من إخراج شريف الشناوى، وأقوم بتقديمه حالياً، وكذلك برنامج “وقولوا للناس حُسنا” وبرنامج “مع كتاب الله” وهو برنامج تراثى يتناول القرآن الكريم كاملاً فى فقرتين، الفقرة الأولى تستضيف قارئا يقرأ بسجيته بصُحبة ضيف من كلية القرآن الكريم وعلومه بطنطا، وفى اللقاء نقدم الآية القرآنية واسم السورة ورقمها، وتعليق الضيف على القراءة والنطق الصحيح للحروف والتجويد، ثم نستضيف أحد المتخصصين فى علم المقامات والأصوات، وقد بدأنا البرنامج من 3 سنوات، ونستضيف فى برامجنا المتخصصين فى علوم القرآن والتجويد والفتوى لتصدير العلم الأزهرى الوسطى إلى العالم.

أيضا “فتاوى وأحكام” تقديم على عبدالحليم رحمه الله، وأقدمه حاليا، ونستضيف خلاله أمناء الفتوى بدار الإفتاء ونسجله بدار الإفتاء أيضاً لتقديم الفتوى من جهة مختصة، ولعدم تشعب الآراء والفتاوى، وكذلك تطوير البرنامج، كما كنا نقدم حلقة شهرية مع المفتى السابق د.شوقى علام، وسنقدم حلقات مع المفتى الحالى د.نظير عياد فى الفترة المقبلة.

كما أقدم برنامج “وقولوا للناس حسنا” الذى يتناول قضايا دينية وأسرية وقيما مثل حب الأوطان وكيف يكون الانتماء للوطن، وتربية الأبناء، أما برنامج “دنيا ودين” فأقدم فيه حلقات شهرية تتناول مسائل دينية وأخلاقية وسلوكيات المجتمع مثل التسامح والمواطنة وإمكانية تقبل الاختلاف الفكرى لكن مع الاجتماع على حب الوطن والانتماء له.

 لماذا لا يصل هذا المحتوى للجمهور بشكل كبير؟

البرامج لا تصل للجمهور المستهدف كما ينبغى رغم الجهود الكبيرة التى نبذلها لأنه لا يوجد ترويج لها.. ينبغى عمل تسويق لبرامجنا كما هو موجود فى القنوات الخاصة، وتعريف الجمهور بها، فنحن نبذل جهداً كبيراً فى انتقاء الموضوعات، وعن نفسى حين نختار موضوعاً للنقاش قد أقرأ فى هذا الموضوع من 5 لـ6 كتب كأنى الضيف، أدرس الموضوع وأُلم بجوانبه وجميع الآراء فيه، والكاتب أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام وعد بعودة ماسبيرو وإعادة البهجة له مرة أخرى، وهذا ما بدأ بحفلات ماسبيرو وأحداثه الأخيرة، وماسبيرو يستحق لأنه يُصدر الفكر الوسطى غير المتطرف واللغة الإعلامية الرصينة لمختلف فئات الجمهور.

 لكن لماذا الإصرار على الرصانة الزائدة والكلاسيكية فى المحتوى الدينى؟

فعلا.. لدينا مشكلة كبيرة فى كوننا أكاديميين أكثر مما ينبغى، ولنا “استايل” قديم، مثل ظهور ديكور الأرابيسك فى البرامج الدينية مثلاً وكأنه رمز للدين الإسلامى.. نحتاج تجديد الأفكار وحتى تغييرا فى اللغة بلغة أخرى تجذب الانتباه بأسلوب بسيط ولغة سهلة، خاصة لفئة الشباب، وهذه عوامل نجاح القنوات الخاصة التى تستخدم لغة سهلة مفهومة للجميع، وحتى الأشعار الجميلة المفهومة من الجميع دون عناء، والمشاهد يحتاج لثوان معدودة ويحكم على المحتوى وشكل البرنامج ويأخذ القرار بالاستمرار فى المشاهدة أو المتابعة، وبذلك نكسب مشاهداً جديدياً أو يقلب فورا، وهنا سنكون خسرناه ولن يعود مرة أخرى.

 ولماذا يقبل الجمهور كثيراً على مشاهدة المحتوى الدينى بالسوشال ميديا؟

ظاهرة تقديم محتوى دينى من خلال الفيديوهات أو وسائل السوشيال ميديا هى ظاهرة خطيرة بل ومرض تفشى فى المجتمع، فمن يتصدى لتقديم هذا المحتوى ينبغى أن يكون دارساً وفاهماً ومدرباً، حافظاً للقرآن الكريم، وقدر من الأحاديث النبوية، يستطيع تطويع لغته وفكره لخدمة هذا الهدف النبيل، ويكون متدرباً على الإلقاء كما تدربنا على فنون العمل الإعلامى خاصة الإعلام الدينى.

 إذن.. كيف نتصدى لهذه الظاهرة؟

لا يواجه الفكر إلا بالفكر، وحتى القنوات الخاصة تتعمد تقديم الإعلام الدينى من خلال إحداث مشكلة وعمل خلاف وشد وجذب، وإثارة قضايا الهدف منها “الخناق” لجذب انتباه الجمهور، لكننا فى ماسبيرو نرفض ذلك ونستضيف المتخصصين من أساتذة جامعة الأزهر وأمناء الفتوى بدار الإفتاء، ونخرج من الحلقات بتوصيات ونحث على تحقيقها، والضيف القوى يعلى من المذيع، ويا حبذا أن يكون كل من الضيف والمذيع قويا، فحينها تكون العملية الإعلامية كلها فى صالح المشاهد.

 هل مذيع البرامج الدينية محظوظ.. وهل يعتبره الجمهور”بركة”؟

مذيع البرامج الدينية غير محظوظ ولا “بركة” كما يعتقد البعض، فمثلاً مذيع البرامج الدينية وغيره من المذيعين قديماً كانوا يغردون دون منافسة، مع وجود قناتين فقط وانتهاء الإرسال عند منتصف الليل، فالإعلامى احمد فراج مثلاً لا يقارن بمذيع آخر، وقيمة كبيرة رغم أنه كان فى عصر ذهبي، اليوم الناس بتتعب وتزهق من التقليب بالريموت، ولا بد أن يكون لدى المذيع ما يقدمه حتى يختاره المشاهد دون غيره ويقبل عليه.

 ما الجاذب فى المحتوى الدينى وتفتقده برامجنا فى ماسبيرو؟

لا نفقتد لأى مقومات غير الترويج وتعريف الناس بهذا المحتوى المميز المنضبط المعبر عن الكلام المؤسسى المفيد لكل الناس، والذى يهدف لمصلحتهم بعيداً عن أى انحياز.

وكل الانطباعات بعد مشاهدات صلاة الجمعة أو الفجر تؤكد أن الجمهور يجد لدينا محتوى خاصا وجيدا وممتعا ومفيدا بالمعلومة والآية والحديث والشعر، ودائماً نتلقى ردود الأفعال ونقابل البسطاء فى صلوات الفجر والجمعة وتكون كلماتهم بمثابة مكافأة ربانية لنا.

 على ذكر صلاتى الفجر والجمعة.. هل تقديمهما فى دقائق يظهر موهبة المذيع؟

هذه الدقائق التى هى مقدمة لصلاة الفجر أو الجمعة تظهر تمكن المذيع وتظهر قدرته على الاسترسال، والتليفزيون يصرح لنا بالحديث من 3 – 4 دقائق، وهى ليست فترة كافية للحكم على المذيع وثقافته.