نحو الحرية – زيارة ماكرون

نحو الحرية – زيارة ماكرون

جاءت زيارة الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون إلى مصر هذه المرة لتحمل معها دلالات عديدة فهى ليست مجرد زيارة تقليدية ذات طابع رسمى كما هو المعتاد عن زيارات رؤساء الدول بشكل عام،

ولكنها كانت مفاجأة للجميع، حيث أنها حملت معها طاقة من الحب والسعادة شعر بها كل المصريين، وذلك يعكس بالتأكيد رصيد الحب الذى يحمله الشعب المصرى للدولة الفرنسية، ويعكس عمق العلاقات بين البلدين فى عهد الرئيس السيسي، وكذلك التفاهم حول القضايا الدولية المهمة، ولا شك أن من أهم نتائج هذه الزيارة المهمة هى إعلان ماكرون أنه سيعترف بالدولة الفلسطينية، وكلنا شاهدنا مدى دعمه من خلال تصريحاته فى العريش، وعند زيارته للجرحى الفلسطينيين فى المستشفى هناك، وكذلك مدى دعمه وتوافقه مع الخطة المصرية لإنهاء الحرب والإعمار مع رفض التهجير، وهذا يؤكد على أنه كيف كانت غزة وحقوق الفلسطينيين حاضرة بقوة أثناء اجتماعات كل من الرئيسين السيسى وماكرون، وأنها كانت الهدف الرئيسى للزيارة بعد تدهور الأوضاع وخطورتها، والغريب هو ما سمعناه من أصوات معادية تنتقد الزيارة، ويستكثرون على المصريين فرحتهم ونجاح الدولة المصرية كلاعب أساسى ومهم فى السياسية الإقليمية والدولية، ويقابلون ذلك بتعليقات حقودة؛ لقلب الحقائق، وتعكير الأجواء، متجاهلين أن السبب الرئيسى لهذه الزيارة هو للصالح العام، ومن أجل إنقاذ ومساندة غزة وأهلها.

وبالإضافة إلى ما حصدته مصر أيضًا من الزيارة من مكاسب سياسية ودبلوماسية عززت من مكانتها، وحماية أمنها القومى من خلال التأكيد على رفض التهجير، وكذلك حماية الأمن القومى العربي، بالإضافة إلى المكاسب الاقتصادية أيضًا من خلال العديد من الاتفاقيات المهمة فى مجالات مختلفة، حيث بلغت قيمة المشروعات التى تم الاتفاق عليها 262.3 مليون يورو، فقد حصدت ما هو أهم، فقد ظهرت مصر بثوابتها ومكانتها الحقيقية بين الأمم، كما أظهرت الزيارة مدى الأمن والاستقرار الذى تنعم به مصر، بالإضافة إلى إظهار معدن الرئيسين، وما يتمتعان به من بساطة وتواضع وإنسانية، وأثبت الرئيس السيسى لمرة أخرى أنه زعيم بمعنى الكلمة للدولة المصرية خاصة لما يتميز به من ذكاء وتعامل غير تقليدى وحكمة فى إدارة الأمور.