"علوم البحار" ينفذ دراسة بيئية لتأثير الأنشطة البشرية على الجزر النيلية

"علوم البحار" ينفذ دراسة بيئية لتأثير الأنشطة البشرية على الجزر النيلية

ينفذ المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد خطة بحثية لدراسة تأثير الأنشطة البشرية على الجزر النيلية في مصر، بهدف تحديد أثرها على نوعية المياه والتنوع البيولوجي والترسيبات في مناطق الجزر النيلية.

وتشمل الخطة دراسة المناطق المحيطة بهذه الجزر وتقييم التأثيرات الناتجة عن الأنشطة السكانية والزراعية، وذلك في ظل عدم وجود شبكات صرف صحي أو متابعة بيئية كافية في العديد من هذه الجزر.

وشملت الدراسة الجزر الرئيسية على طول مجرى نهر النيل في أسوان، قنا، سوهاج، أسيوط، بني سويف والقاهرة الكبرى خلال الأعوام الأربعة الماضية، وفي هذا العام، سيتم دراسة الجزر الواقعة في فرع رشيد، على أن يتم في العام التالي دراسة جزر فرع دمياط. يأتي ذلك انطلاقا من الدور العلمي المهم للمعهد في الحفاظ على استدامة البيئة المصرية، حيث تعد الجزر النيلية من العناصر الطبيعية الفريدة التي تساهم في استقرار النظام البيئي لنهر النيل.

هذه الجزر تحتوي على خصائص بيئية متنوعة تسهم في دعم الحياة المائية والبرية في المنطقة.ويبلغ طول نهر النيل حوالي 6825 كم، حيث يمتد من أسوان في الجنوب إلى شمال مصر على مسافة تقدر بحوالي 1800 كم، ويمتد حوض نهر النيل على مساحة قدرها 2.9 مليون كيلومتر مربع، ويعد من أبرز الأنهار في العالم من حيث أهميته الاقتصادية والبيئية.

وقد تكونت العديد من الجزر النيلية نتيجة لحفر السد العالي في أسوان في الستينيات من القرن الماضي، حيث ترسبت الرواسب الطينية فوق الكتل الصدعية التي تكونت بفعل حركة الصفائح التكتونية.

وساعد السد العالي في تباطؤ تيار النهر، مما أتاح ظهور هذه الجزر. وبذلك تكونت نحو 391 جزيرة نيلية في مصر، تم اختيار 144 منها لتكون جزرا محمية بسبب تنوعها البيولوجي والبيئي وأهميتها العالمية، خاصة كونها معبرا للطيور المهاجرة القادمة من أوروبا.

وتتوزع الجزر النيلية على طول مجرى نهر النيل من أسوان إلى دلتا النيل، حيث توجد في المنطقة من أسوان إلى القاهرة 95 جزيرة، وفي فرع النيل رشيد يوجد 30 جزيرة، بينما تقع 19 جزيرة على طول فرع النيل دمياط. وتصنف هذه الجزر إلى ثلاث فئات ،الجزر الدائمة التي تتكون من جزر كبيرة لا يتأثر حجمها أو مستوى ارتفاعها بشكل كبير بسبب الترسيب أو التآكل، الجزر المندمجة مع ضفتي النيل والتي تكون جزءا من دلتا النيل الرسوبية، والجزر الحديثة التي تكونت بعد بناء السد العالي، حيث ظهرت بعضها نتيجة لانخفاض منسوب المياه في فصل الشتاء، بينما ظهرت بعض الجزر الأخرى نتيجة لارتفاع منسوب تربتها مقارنة بمياه النيل.

وتتميز جزر نهر النيل بخصوبتها العالية وصلاحيتها للأنشطة الزراعية، حيث يشكل النشاط الزراعي أكثر من 70% من أنشطة السكان المحليين بهذه الجزر، ومع ذلك، تؤثر الأنشطة البشرية على نوعية المياه والتنوع البيولوجي في هذه الجزر، بما في ذلك الأنشطة السكانية والزراعية، حيث تفتقر العديد من هذه الجزر إلى شبكات الصرف الصحي والرقابة البيئية المناسبة.

ومن أجل دراسة تأثير هذه الأنشطة على البيئة، قام المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بتمويل خطة بحثية لدراسة التأثيرات البيئية والتنوع البيولوجي والترسيبات في مناطق الجزر النيلية بمصر.