دراسة: الطهى أخطر على الصحة من الشوارع المزدحمة
كشفت دراسة أجرتها مجموعة Which الاستهلاكية أن استخدام المواقد الغازية في الطهي قد يؤدي إلى مستويات تلوث هواء داخلي تفوق تلك الموجودة في الشوارع المزدحمة.
أثارت هذه النتائج مخاوف بشأن التأثيرات الصحية المحتملة لعملية الطهي بالغاز، لا سيما على الأطفال والأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية.
وقد طلب من المشاركين فى الدراسة استخدام شفاطات الهواء، وتنفيذ مهام طهي مختلفة خلال أسبوع، مع إبقاء النوافذ والأبواب مغلقة، باستثناء اختبار واحد جرى فيه تهوية المطبخ بالكامل.
ركزت الدراسة على ملوثين رئيسيين:
ثاني أكسيد النيتروجين (NO2)، المرتبط بتفاقم مشكلات الجهاز التنفسي وتطور الربو لدى الأطفال. الجسيمات الدقيقة (PM2.5)، القادرة على اختراق الرئتين ومجرى الدم، وترتبط بأمراض الجهاز التنفسي وسرطان الرئة وأمراض القلب ومرض باركنسون.
النتائج الرئيسية أظهرت الدراسة وجود علاقة مباشرة بين استخدام المواقد الغازية وارتفاع مستويات ثاني أكسيد النيتروجين، حيث زادت هذه المستويات تبعًا لمدة وكثافة استخدام الغاز.
في سيناريو “الطهي البطيء” باستخدام موقد واحد، تضاعفت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين لدى جميع المشاركين الذين يستخدمون المواقد الغازية. استمرت المستويات المرتفعة لعدة ساعات بعد الطهي، مما يعزز مخاطر التعرض المطول، خصوصًا في المنازل ذات المساحات المفتوحة. أشارت النتائج إلى أن التعرض المستمر قد يتجاوز بكثير إرشادات منظمة الصحة العالمية (WHO). في المقابل، لم تُسجل زيادات ملحوظة في مستويات ثاني أكسيد النيتروجين لدى المتطوع الذي استخدم الموقد الحثي، حيث بقيت قراءات التلوث عند مستويات الخلفية الطبيعية، الناتجة عن مصادر خارجية مثل عوادم السيارات.
مقارنة بمستويات التلوث في لندن خلال فترة الدراسة، بلغ متوسط مستويات ثاني أكسيد النيتروجين في شارع ماريليبون المزدحم بلندن 33 ميكروغرامًا لكل متر مكعب. متوسط الجسيمات الدقيقة PM2.5 خلال 24 ساعة في نوفمبر 2024 وصل إلى 14 ميكروغرامًا لكل متر مكعب. في التجربة، تجاوزت مستويات PM2.5 لدى ثلاثة من مستخدمي المواقد الغازية 100 ميكروغرام لكل متر مكعب في عدة مناسبات، بينما بلغت الذروة لدى أحدهم 650 ميكروغرامًا لكل متر مكعب عند قلي الفلفل، وهو أعلى بكثير من الحد الأقصى الذي توصي به منظمة الصحة العالمية لمتوسط 24 ساعة، والمحدد بـ 15 ميكروغرامًا لكل متر مكعب.
انتشار التلوث داخل المنزل أظهرت النتائج أن تلوث الهواء الناتج عن الطهي بالغاز لا يقتصر على المطبخ، بل ينتشر بسرعة إلى باقي أرجاء المنزل، حيث وصلت مستويات ثاني أكسيد النيتروجين وPM2.5 إلى ذروتها في الغرف المجاورة واستمرت لساعات بعد انتهاء الطهي.
توصيات الخبراء قالت إيميلي سيمور من Which: من المدهش أن يكون نشاط يومي مثل طهي العشاء مصدرًا لانبعاث ملوثات ضارة داخل منازلنا. لكن دراستنا تؤكد أن تلوث الهواء ينتشر بسرعة ويظل لفترات طويلة. إذا كنت قلقًا بشأن هذه المشكلة، فإن التهوية باستخدام شفاط الهواء وفتح النوافذ يمكن أن يكون لهما تأثير كبير. كما يمكن التفكير في التحول إلى الموقد الحثي عند استبدال الموقد الحالي.