سلوى محمد على: الدراما قادرة علـى معالجة الواقع

هناك أعمال اثبتت جدارتها فى الماراثون الماضى
دورى فى «أثينا» نقطة تحول فى مشوارى الفنى
فنانة قديرة.. شاركت فى الكثير من الأعمال فى الدراما والسينما والمسرح، واستطاعت النجاح، وأثبتت دائما قدرتها على التشخيص. سلوى محمد على أعربت عن سعادتها بالتواجد فى الماراثون الرمضانى الماضى من خلال مسلسل “أثينا” مع الفنانة ريهام حجاج، كما استكملت دورها فى العمل الكوميدى “أشغال شقة جدا”.
ما الذى جذبك للمشاركة فى مسلسل “أثينا”؟
فى البداية، قبل موافقتى على أى عمل أنظر إليه من حيث مضمونه، وماذا يستفيد منه الجمهور ويعود عليه بالنفع والإرشاد، فأنا دائما تستهوينى التراجيديا الاجتماعية، وهذا ما وجدته عندما عرض علىّ مسلسل “أثينا”، لأنه يصنف تحت بند الدراما النفسية والإنسانية، حيث يناقش قضية معينة ومهمة مثل التطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعى الذى طرأ على المجتمع موخرا ودخل بيوتنا دون استئذان واقتحم خصوصيتنا ووصل لأولادنا ويتعاملون معه، فكان لا بد أن يتم عرضها بشكل درامى وتوعوى للتحذير من سلبيات ومخاطر التكنولوجيا ووسائل التواصل الشائعة بين الشباب والتى أدت إلى الكثير من المشاكل والابتزاز الإلكترونى الذى عانى منه الكثير من الشباب وأدى إلى انتحار البعض منهم للتخلص من هذا الابتزاز، وهذا ما حاول العمل عرضه بشكل واضح.
كيف رأيت الرسالة المقدمة من العمل؟
أرى أنها رسالة مهمة وكان يجب طرحها فى عمل درامى ويجسدها أشخاص من لحم ودم لكى تصل المعلومة أو الهدف من العمل إلى الجمهور سواء أولياء الأمور أو الشباب لكى تتم التوعية بشكل إيجابى ومفيد، فالفن رسالة، وهذا هو دور الفن بنوعيه سواء الدراما أو السينما، وأخص الدراما لأنها داخل كل بيت، ويتم عرضها بشكل دائم ومستمر، وتستطيع متابعتها.. فلا بد من تسخير الدراما لمحاكاة الواقع وطرح السلبيات والمشاكل التى يعانى منها المجتمع وتسليط الضوء عليها ومحاولة المساهمة فى حلها، لذا أرى أنه لا بد أن يكون هذا هو هدف الدراما دائما.
فى اعتقادك.. هل الدراما قادرة على تغيير الواقع والمساهمة فى حل مشكلات المجتمع؟
الدراما والواقع وجهان لعملة واحدة، فلا بد أن يتأثر ويؤثر كلاهما فى الآخر، فالدراما قادرة على تسليط الضوء على كل ما هو موجود فى الواقع من قضايا وأزمات تحدث بالفعل، فدورها هو طرح المشكلة ومحاولة إيجاد الحل من خلال تقديم أعمال اجتماعية وإنسانية تسرد حكاوى الناس وما مروا به من مشاكل وأزمات، وأرى أن هناك بعض قوانين الخاصة بالمرأة والطفل قد تم تغييرها بسبب أعمال درامية معينة وضعت خطا أحمر تحت الكثير من القضايا التى واجهت المرأة والطفل فى السنوات الأخيرة، مثل قانون الرؤية وإثبات النسب، وحتى حقوق المرأة العاملة، وأيضا مشاكل الإنجاب كما تحدثنا عنها فى “صلة رحم”، حيث كان ذلك موضوعا مهما وشائكا، وتطرقنا له بشكل مختلف وغير مبالغ فيه نظرا لحساسية الموقف، وقد لاقى استحسان الجمهور وقوبل بردود فعل قوية.. فالدراما قادرة على معالجة الواقع.
قدمت شخصية زوجة الأب، فهل هذا يختلف عن نطاق دور الأم الذى تقدمينه دائما؟
بالفعل.. فى مسلسل “أثينا” قدمت دور زوجة الفنان محمود قابيل، وهو والد الفنانة ريهام حجاج، وأرى أن زوجة الأب أحيانا تكون مثل الأم وأكثر، وهذا حسب الظروف التى تطرح فيها الشخصية، فإذا كانت الأم متوفاة فهى تحل محل الأم الحقيقية وتعطى شعور الأمومة المفتقد لأبناء الزوج، وإذا كانت الأم مطلقة فهذا سوف يختلف وأيضا الشخصية ستختلف فى المشاعر والأحاسيس، مما يتناسب مع البناء الدرامى للعمل والأحداث، وهذا ما يتدخل فيه الكاتب من خلال السيناريو والمخرج من خلال توظيف الشخصيات والاستقرار على الأداء المطلوب، ففى كل الحالات تظل الأم هى الأساس فى الحياة وفى الأعمال الدرامية أيضا، ولا يمكن إغفال دورها أو الاستغناء عنه، لكننا نتناوله بشكل مختلف فى كل مرة وبقصة وحكاية جديدة، فهناك الكثير من الأمهات لديهن الكثير من المواقف والتحديات التى يقابلنها فى مشوار حياتهن، ومهمتنا هو عرض هذه التحديات والتضحيات على الشاشة لتحفيزهن ومساندتهن.
كيف كانت كواليس العمل؟
كانت فى منتهى الرقى والشياكة، وكانت تسودها الروح الأسرية والاحترام والتعاون، مما أضفى حالة من المحبة والسعادة بين فريق العمل، وأنا سعيدة بالتعاون مع مختلف الأجيال، مما يدل على حالة من تبادل الثقافات والآراء، فلا بد على جيل الكبار أن يندمج مع جيل الشباب لكى يتبادلوا الخبرات ويتم تقديم أفضل ما لديهم، وهذا ما لمسته فى هذا العمل.. وأرى أنه نقطة تحول فى مشوارى الفنى لهذا السبب، لأنه جذبنى فى كل شىء، من أول السيناريو والمخرج والمشاركة فى العمل مع الفنان القدير محمود قابيل، وأنا سعيدة بالتعاون معه، فهو قامة وقيمة كبيرة، وأيضا الموهوبة ريهام حجاج فهى فنانة مجتهدة ودؤوبة وتبذل جهدا كبيرا فى أدوارها، وجميع الشباب المشاركين فى العمل لديهم القدر الكافى من الموهوبة والذكاء.
ما رأيك فى وضع الدراما حاليا والأعمال التى عرضت فى الماراثون الرمضانى الماضى؟
أرى أن هناك انتعاشة وتنوعا ملحوظا فى الاعمال المقدمة فى الماراثون الماضى، حيث شهد الكثير من الأعمال الهادفة التى ارتكزت على الكثير من القضايا المجتمعية وناقشتها بشكل موضوعى واحترافى، فكلما كان لدينا كتاب ومؤلفون موهوبون يمتلكون كل الأدوات الفنية التى تجعلهم يرصدون هموم الناس وأيضا أفراحهم فى إطار درامى اجتماعى لا يخل بالعادات والتقاليد فهذا يدل على أن هناك تطورا ملحوظا فى الأعمال التى سوف تقدم، وينطبق هذا أيضا على المخرجين والنجوم الشباب الذين أثبتوا جدارتهم من خلال تقديم أعمال حققت نجاحا كبيرا وعلقت فى أذهان الجمهور، فقد تابعت بعض الأعمال التى عرضت ووجدت فيها ما أتحدث عنه، مثل “ولاد الشمس” و”إخواتى” و”قلبى ومفتاحه” وغيرها من الأعمال، فكلها أعمال مختلفة وحققت نسب مشاهدة عالية، وأثبتت جدارتها بالمنافسة فى الماراثون الرمضانى الماضى.
ماذا عن مشاركتك فى الجزء الثانى من “أشغال شقة”؟
من اكثر الأعمال التى سعدت جدا بالمشاركة بها، وأرى نفسى محظوظة لأننى جزء من هذا العمل الكوميدى الذى جاء مختلفا وجديدا وفكرته خارج الصندوق.. فعندما عرض علىّ العمل قبلت على الفور لأكثر من سبب، أولها أننى فى الحقيقة من جمهور هشام ماجد واستمتعت بالعمل معه، فهو فنان موهوب ولديه براعة فى كوميديا الموقف، مما يجعله من أهم أبطالها على الساحة الفنية حاليا، ويطور دائما من نفسه ومن الموضوعات التى يقدمها.. والسبب الثانى هو السيناريو الذى جاء بشكل محترم ومترابط يجذبك لدرجة أنك تكون متحمسا لتبدأ التحضير والتصوير على الفور، فالكوميديا تجذبنى بشدة، كما أن العمل مع أسماء جلال وشيرين وكل النجوم التى شرفتنا وتعاونت معنا كضيوف شرف، فكل ضيف عشنا معه حكاية جميلة كلها حب ومغامرة، حيث كانت مشاركتى فى الجزء الثانى الذى حمل اسم “أشغال شقة جدا”، فهو بمثابة استكمال لدورى فى الجزء الأول، بشخصية “سوسن”، وهى والدة ياسمين وحماة حمدى.
هل هناك نية لعمل جزء ثالث من العمل؟
ليس لدىّ علم بذلك، فهذا من اختصاص القائمين على العمل وهم أصحاب القرار فى هذا، فأنا أرى أن العمل منذ الجزء الأول حقق نجاحا كبيرا ولاقى ردود فعل قوية، لأنه عمل كوميدى متكامل الأركان الفنية والأدوات التمثيلية، ويتمتع بالعديد من التفاصيل التى يتعرض لها الزوجان فى حياتهما بشكل كوميدى خفيف الظل، فما دام العمل حقق نجاحا كبيرا فلابد من استثمار ذلك فى أكثر من جزء، وأعتقد أن هذه أيضا رغبة الجمهور الذى أحب يوميات حمدى وياسمين، وكان من أشد المتابعين لهما والتفاعل معهما، فليس هناك مانع من تقديم جزء ثالث بأفكار وخطوط درامية جديدة تزيد من نجاحه وتألقه.