100 يوم من ولاية ترامب.. قرارات صادمة وتصريحات مثيرة

يقترب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من إكمال 100 يوم على ولايته الثانية وسط مشهد سياسي داخلي محتدم وملفات دولية ساخنة ..
100 يوم فقط كانت كافية لتغيير السياسة الأمريكية وإثارة الكثير من الجدل بعد قرارت عاجلة أصدرها ترامب فور توليه منصبه حملت الكثير من الرهانات والتحديات التي لا تخلو من المخاطر وأدت إلى قلب أجزاء من النظام العالمي القائم.
وأدت سياسات ترامب القائمة على مبدأ “أمريكا أولا” في ولايته الثانية إلى نفور الأصدقاء واكتساب الخصوم.. وأثار أيضا تساؤلات حول إلى أي مدى هو مستعد للذهاب.
وما بين سحق الحكومة، وفرض السلطة على الحلفاء، وإشعال حروبا تجارية.. أثارت أفعال ترامب قلق بعض الحكومات ويأتي كل هذا في ظل ما يراه منتقدو الرئيس الجمهوري من مؤشرات على تراجع الديمقراطية في الداخل مما أثار الكثير من المخاوف.
* حصيلة 100 يوم
بعد 100 يوم فقط قدم ترامب حصيلة مثيرة للجدل.. في يومه الأول وقع 26 مرسوما تنفيذيا من بينها ها الانسحاب من منظمة الصحة العالمية والعفو عن مدانين باقتحام مبنى الكابيتول عام 2021.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، أعلن ترامب عن خطة لتطوير قطاع غزة بإشراف أمريكي مع اقتراحات لإعادة توطين سكان القطاع وهو ماأثار موجة رفض دولية.
كما استأنف التواصل المباشر مع الرئيس الروسي بوتين وهو ما أثار قلقا أوروبيا من تهميش حلف الناتو.
وصعدت إدارة ترامب تجاه ايران وجدد مساعيه لضم جرينلاند واستعادة قناة بنما وجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51.
ومثلت قرارات ترامب الاقتصادية حرب جمركية عالمية غير مسبوقة، وعمل على خفض المساعدات الخارجية الأمريكية والاستخفاف بالدول الأخرى في حلف شمال الأطلسي.
* تدهور في شعبية ترامب وتراجعها
أظهرت استطلاعات الرأي تدهور في شعبية ترامب وتراجعها إلى مستوى غير مسبوق لرئيس أمريكي منذ 80 عاما في هذه الفترة المبكرة من ولايته الرئاسية.
وكشف استطلاع رأى جديد أجرته وكالة “أسوشيتدبرس” أن الكثير من الأمريكيين لا يتفقون مع الجهود العدوانية للرئيس دونالد ترامب لسن أجندته بشكل سريع، وحتى الجمهوريين ليسوا مقتنعين تماما بأن نيته كانت في الاتجاه الصحيح.
وأشار الاستطلاع أن الأمريكيين أكثر ترجيحا بمقدار الضعف تقريبا للقول إن ترامب كان يركز في الأغلب على أولويات خاطئة، مقارنة بالقول إنه كان يركز على الأولويات الصحيحة.
فضلا عن ذلك، فإن نحو 40% من الأمريكيين قالوا إن ترامب كان رئيسا مروعا في رئاسته الثانية، بينما قال 10% إنه كان سيئا.
وفى المقابل، قال حوالي 30% إنه كان عظيما أو جيدا، بينما قال 20% إنه كان متوسطا.
ووجد استطلاع “أسوشيتدبرس” أن الأغلبية لم يكونوا مصدومين بالدراما التي حدثت خلال أول 100 يوم لترامب في الحكم.
وقال 70% من البالغين إن الأشهر الأولى في ولاية ترامب الثانية كانت كما توقعوها في الأغلب، بينما قال 30% إن تصرفات الرئيس الجمهوري لم تكن متوقعة إلى حد كبير إلا أن هذا لا يعني رضاهم عما حدث في الأشهر الأولى.
ويبدو الديمقراطيين أكثر استياء من واقع الولاية الثانية لترامب مقارنة بما كان عليه قبل تنصيبه في 20 يناير.
يقول حوالي ثلاثة أرباع الديمقراطيين إن ترامب يركز على موضوعات خاطئة، كما يعتقد 7 من كل 10 تقريبا أنه كان رئيسا سيئا حتى الآن، وهو يمثل زيادة عما كانت عليه في استطلاع يناير بمعدل 6 من كل 10.
ويساند الجمهوريون ترامب إلى حد كبير، لكنهم مترددون بشأن ما يختاره للتركيز عليه. وقال 70% تقريبا إنه كان رئيسا جيدا على الأقل.
لكن حوالي النصف فقط يقول إن أولوياته كانت صحيحة في الغالب حتى الآن، بينما يقول حوالي الربع إنها كانت مزيجا متوازنا، وقال 1 من كل 10 من الجمهوريين إن أولويات ترامب كانت خاطئة في الغالب.
بينما استطلاعات شبكة ABC News وصحيفة واشنطن بوست أظهرت أن ترامب حصل على أدنى نسبة تأييد لأداء الرئيس خلال 100 يوم من توليه منصبه، مقارنة بأي رئيس آخر خلال الثمانين عاما الماضية.
ورصد الاستطلاع وجود معارضة شعبية للعديد من سياساته واستياء اقتصادي واسع النطاق، بما في ذلك مخاوف واسعة النطاق من الركود الاقتصادي.
كما أعربت الأغلبية عن قلقها من أن الرئيس سيبذل الكثير لتقليص حجم ودور الحكومة بنسبة (58%)، وقال 56% إنه تصرف خارج نطاق سلطته كرئيس دون مبرر، فيما شكك 55% في التزام إدارة ترامب بحماية حقوق المواطنين وحرياتهم.
* تصريحات المثيرة للجدل
خلال الـ00 يوم.. أدلى ترامب بسلسلة تصريحات مثيرة للجدل شملت مواضيع منها الهجرة والدبلوماسية.
– ريفييرا الشرق الأوسط
أعلن ترامب عن رؤيته التي وصفها بـ”المذهلة” لقطاع غزة المدمر نتيجة الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، والقاضية بالسيطرة على القطاع الفلسطيني وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.
وفاجأت هذه التصريحات الجميع وأثارت موجة غضب دولية.
– استغلال الولايات المتحدة
اعتبر ترامب أن سبب إنشاء الاتحاد الأوروبي هو “استغلال” الولايات المتحدة وهاجم الأوروبيين مرارا مستخدما هذه العبارة، ومتهما إياهم بأنهم “انتهازيون”.
لكن أوروبا لم تكن وحدها في مرمى انتقاداته، إذ اعتبر ترامب أيضا أن زيارة الرئيس الصيني لفيتنام تهدف إلى الإضرار بالولايات المتحدة.
– كندا “ولاينا العزيزة الحادية والخمسون”
أعلن ترامب مرارا رغبته في جعل كندا “الولاية الأمريكية الحادية والخمسين”، واصفا الحدود مع الجارة الشمالية للولايات المتحدة بأنها “خطّمصطنع”.
ولم يتوقف الرئيس الأمريكي عند هذا الحد، بل قال أيضا “نحن بحاجة” إلى جرينلاند و”سنستعيد” قناة بنما.
– زيلينسكي “ديكتاتور”
انتقد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرارا، حتى إنه وصفه بـ”الديكتاتور غير المنتخب”، قبل أن يصل التوتر بينهما إلى ذروته في المكتب البيضاوي، حين شن الرئيس ونائبه جيه دي فانس هجوما لاذعا على زيلينسكي خلال اجتماع انتشرت مشاهده على نطاق واسع.
– “إقالة” قاضي
دخل ترامب في صراع مفتوح مع السلطة القضائية عندما طالب بإقالة قاضي اتحادي منع ترحيل مهاجرين.
وشبه ترامب هذا القاضي بمن وصفهم بـ”القضاة الفاسدين” الذين مثل أمامهم، خصوصا خلال محاكمته في نيويورك العام الماضي.
كما يصف ترامب القضاة الذين يعارضون قراراته بأنهم “متطرفون ومسيسون”.
– ولاية ثالثة
لمح ترامب مرارا إلى إمكان ترشحه لولاية ثالثة، وهو أمر يحظره الدستور الأمريكي.
وأعلن ترامب أنه “لا يمزح” بشأن ذلك، قائلا إن هناك “وسائل” لتحقيق هذا الهدف، مثل سيناريو يقضي بترشح نائب الرئيس جيه دي فانس للرئاسة ثم تنازله عنها لترامب.