صبري الجندي: السادات عبقرية سياسية على صعيدي الحرب والسلام

أكد الكاتب الصحفي صبري الجندي أن معركة استرداد الكرامة في 6 أكتوبر 1973 هي المعركة الأبرز في تاريخ مصر والعرب الحديث كما تعتبر الانتصار الأكبر في العصر الحديث أعقبها عدة معارك سياسية ودبلوماسية وقانونية وصلنا بها إلى استرداد كامل للأراضي المصرية من بين أنياب العدو الصهيوني والتي احتلها في حرب 1967 وانتهى هذا الاحتلال فعليا في حرب 1973.
وأضاف الجندي خلال حواره لبرنامج ( سبوت لايت ) أنه تم استكمال الحصول على كامل التراب عند رفع العلم المصرى 25 أبريل 1982 موضحا أن استرداد كامل التراب الوطني لم يكن سهلا سواء كان بالحرب والتضحيات التي قدمتها قواتنا المسلحة أو بالعقول الدبلوماسية والقانونية التي أدت إلى استرجاع آخر نقطة من تراب الوطن والتي بلغت مساحتها كيلومتر مربع ( طابا ) والتى خضنا فيها معركة دولية قانونية لم تحدث مثلها من قبل.
وأشار إلى وقوف الرئيس أنور السادات في 9 نوفمبر1977 في مقر مجلس الشعب وتصريحه الشهير أنه على استعداد للذهاب لآخر نقطة بالعالم أو إلى القدس ذاتها وحينها لم يكن في الحسبان ولم يتصور أحد في العالم ولا فى إسرائيل ولا حلفاء إسرائيل أن ذلك قابل للحدوث ولو بمرور مئات السنين، ولكن بالدهاء السياسي والذكاء الفطري الذي تمتع به الرئيس السادات والحنكة السياسية التي غلبت على كل قراراته وتوجهاته حدثت، مؤكدا أن السادات تحرك بعقلية فاجأت أقرب الأقربين إليه .
واستكمل قائلا إنه بعد تصريح السادات باستعداده الذهاب إلى إسرائيل عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا طارئاً وكل أجهزة الأمن تدارست فيه ما جاء بحديث السادات وكانوا متشككين من كلمته أن تكون جادة وبدأ دراسة الوضع من كل جوانبه، وتم توجيه الدعوة للرئيس السادات عن طريق وسيط غير معلن مقدماً له دعوة مناحم بيجين لزيارة القدس وإلقاء خطابه بالكنيست الإسرائيلي وبعد عشرة أيام من خطابه بمجلس الشعب المصري ذهب في 19 نوفمبر 1977 إلى القدس وألقى كلمته كالصاعقة في عقر دارهم والتي نالت إعجاب العالم وسط ذهول المجتمع الدولي.
وأوضح الجندي أن هذا الخطاب كان يحمل جملا وعبارات تخاطب العقل والقلب معا وخاطب فيه المجتمع الإسرائيلي والذي يغلب عليه التفكير بالعقل أكثر من القلب ولكن الكلمات لامست المشاعر حيث لعب السادات على مشاعر اليهود والعرب جاذباً انتباه الجميع، وحظي باهتمام وتأييد على كل ما جاء بهذا الخطاب ، وبعد هذا تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978 تلاها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتي أعلن عنها في مارس 1979 وكان هناك إصرار من الزعيم السادات على تحقيق كافة أهدافه مع الجانب الإسرائيلي .
يذاع برنامج ( سبوت لايت ) على موجات إذاعة الشرق الأوسط من الثالثة وحتى الخامسة عصرا
إعداد: نجوى إبراهيم، تقديم : محمد يوسف.