علاقات جغرافية وتاريخية "أزلية" ربطت بين البلدين منذ فجر التاريخ

علاقات جغرافية وتاريخية "أزلية" ربطت بين البلدين منذ فجر التاريخ

علاقات جغرافية وتاريخية “أزلية” ربطت بين البلدين منذ فجر التاريخ.. بأسس متينة امتدت عبر العصور ومواقف داعمة متبادلة بين الدولتين الشقيقتين.. فقد وقف السودان بجانب مصر بعد النكسة وقطع العلاقات مع إسرائيل ووفر مأوى للطائرات.. كما تقوم مصر بجهود مكثفة لانهاء الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان..  وفي  2004 بدأ عهد جديد بين البلدين.. توج بعد ثورة 30 يونيو بزيارات قياسية متتالية.

 
وفي لقاء هام يعكس عمق العلاقات المصرية السودانية.. وتلبية لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. وللتأكيد على دعم ومساندة القاهرة للخرطوم، في ظروف الحرب الداخلية الحالية .. بدأ الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة السودانية الاثنين، زيارة رسمية إلى القاهرة تستمر لمدة يومين.
 
تعزيز التعاون الثنائي، والمساهمة المصرية الفعالة في جهود إعادة إعمار وإعادة تأهيل ما أتلفته الحرب بالسودان.. أبرز محاور المباحثات بين الرئيس السيسي والبرهان.
 
مراسم استقبال رسمية
 
استقبل  الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم بمطار القاهرة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، وتلا ذلك توجه الرئيس ورئيس مجلس السيادة السوداني إلى قصر الاتحادية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين.. ثم عقد الزعيمان جلسة مباحثات مغلقة، تلتها جلسة موسعة بمشاركة وفدي البلدين. 
 
إعادة إعمار السودان
 
الرئيس السيسي استعرض مع البرهان سبل تعزيز التعاون الثنائي، والمساهمة المصرية الفعالة في جهود إعادة إعمار وإعادة تأهيل ما أتلفته الحرب بالسودان.
 
ومع تحقيق الجيش السوداني تقدما ميدانيا واستعادة العاصمة وعدة ولايات اخرى.. فقد أصبح الطريق ممهدا أمام جهود إعادة إعمار المدن التي طالتها الحرب، وتهيئة الخرطوم لإعادة الحكومة السودانية إليها مرة أخرى، بدلا من مدينة بورتسودان.
 
وسبق أن رحب السودان بدور الشركات المصرية في ملف إعادة الإعمار، واتفق البلدان في جلسة مشاورات سياسية بالقاهرة، في فبراير الماضي، على تشكيل فريق مشترك من البلدين لدراسة عملية إعادة الإعمار، مع وضع التصور للبدء في عملية إعادة الإعمار والجدول الزمني
 
مواصلة المشروعات المشتركة
 
 الزعيمان اتفقا على مواصلة المشروعات المشتركة في عدد من المجالات الحيوية مثل الربط الكهربائي، والسكك الحديدية، والتبادل التجاري والثقافي والعلمي، والتعاون في مجالات الصحة والزراعة والصناعة والتعدين، وغيرها من المجالات، بما يحقق هدف التكامل المنشود بين البلدين، والاستغلال الأمثل للإمكانات الضخمة للبلدين وشعبيهما.
 
مشاورات الرئيس السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني، تناولت أيضا التطورات الميدانية الأخيرة في السودان، والتقدم الميداني الذي حققته القوات المسلحة السودانية باستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير الدعم والمساعدة اللازمين للسودانيين المقيمين في مناطق الحرب.
 
رفض الإجراءات الأحادية بحوض النيل
 
في ظل الارتباط الوثيق بين الأمن القومي لكل من مصر والسودان، اتفق الجانبان على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحفظ الأمن المائي للدولتين، ورفض الإجراءات الأحادية بحوض النيل الأزرق، الذي ينبع من إثيوبيا ويعد الرافد الأساسي لنهر النيل، كما شددا على السعي إلى  إعمال القانون الدولي لتحقيق المنفعة المشتركة لجميع الأشقاء بحوض النيل.
 
و تبادل الزعيمان وجهات النظر والرؤى حول الأوضاع الإقليمية الراهنة، لاسيما بحوض نهر النيل والقرن الأفريقي، حيث تطابقت رؤى البلدين .
 
البرهان: علاقاتنا استراتيجية 
 
رئيس مجلس السيادة الانتقالي أعرب عن تقديره لمستوى العلاقات السودانية المصرية، والتي وصفها بالاستراتيجية.
 
وقال خلال مباحثات مع الرئيس السيسي إن هذه العلاقات تاريخية راسخة وذات خصوصية، مؤكدا حرصه على تعزيزها وتطويرها لخدمة مصالح الشعبين، وتحقيق التعاون الاستراتيجي المشترك بين البلدين .
 
وأشاد البرهان بمواقف مصر وقيادتها الحكيمة، الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، ودعمها لمؤسسات الدولة السودانية، ووقوفها بجانب الشعب السوداني، وحرصها على سلامة وأمن واستقرار السودان وسيادته.
 
ونوه رئيس المجلس السيادي إلى الدور الكبير الذي تضطلع به القيادة المصرية تجاه قضايا المنطقة.
 
توقيت مهم
 
توقيت زيارة عبد الفتاح البرهان إلى مصر يحمل دلالات مهمة، بالنظر إلى دخول الحرب في السودان عامها الثالث، وسط الانتصارات الحالية التى حققها الجيش السودانى فى الفترة الأخيرة واستعادته لعدد كبير من أهم الولايات فى السودان وهى ولايات الوسط النيلى، وعلى رأسها ولاية الخرطوم وقبلها ولاية الجزيرة، وسنار .. واتجاه العمليات نحو إقليمي دارفور وكردفان.
 
 إضافة إلى الانتصارات الأخرى التى يحققها الجيش فى أماكن مختلفة مما يشير إلى أن مسار الحرب أصبح يتخذ ملامح واضحة تماما فى صالح مؤسسات الدولة وقواتها المسلحة.. خاصة في مدينة الفاشر التي تمثل أحد أهم مدن إقليم دارفور، حيث فشلت الميليشيات في السيطرة على المدينة، ما يعكس الصمود الكبير للجيش السوداني.
 
كل هذه التطورات الهامة،  أدت إلى بدء عودة العديد من السودانيين النازحين من أماكن مختلفة حول العالم إلى مناطق الكثافة السكانية فى السودان وخاصة الخرطوم والجزيرة، وأيضا عودة عدد كبير من السودانيين المتواجدين فى دول الجوار.
 
جهود مصر لتحقيق السلام في السودان
 
منذ اندلاع الثورة السودانية في 19 ديسمبر 2018 أكدت مصر مرارا احترام خيارات الشعب السوداني، فقد أظهرت مصر الدعم الكامل للحكومة السودانية الجديدة في سعيها إلى تحقيق تطلعات الشعب السوداني.
 
ومع استمرار الأزمة السياسية بشأن تقاسم السلطة بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير، حرصت مصر على نقل خبراتها إلى السودان فيما يخص إدارة المرحلة الانتقالية وبذلت جهودا لتجاوز الخلافات وتشكيل سلطة انتقالية لتمهيد الطريق نحو انتخاب حكومة مدنية، تمثلت في رعاية الوساطة المباشرة لتجميع أطراف الأزمة والمساعدة في بناء استحقاق سياسي للمرحلة الانتقالية بالمشاركة مع القوى الإقليمية الأخرى مثل إثيوبيا والسعودية والاتحاد الأفريقى والتحرك في مسار تقريب وجهات النظر من خلال المحادثات الهاتفية واللقاءات مع الأطياف كافة.
 
بادرت مصر باستضافة قمة تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان في 23 أبريل 2019 بهدف رأب الصدع وحلحلة الخلافات بين كافة الأطراف السودانية بشقيه المدني والعسكري.
 
وفي هذا الصدد، استضافت القاهرة أيضا في 10 أغسطس 2019، اجتماعا بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية السودانية لإجراء مفاوضات استمرت يومين حول ما طالبت به الجبهة الثورية بتضمين اتفاقية السلام التي أبرمت مع الحرية والتغيير في أديس أبابا في 20 يوليو 2019.
 
كما حضرت مصر ممثلة في رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، التوقيع على اتفاق تقاسم السلطة بين المجلس العسكري الانتقالى وممثلو المعارضة في 17 أغسطس 2019، الذي ينص على تكوين مجلس حاكم انتقالى من المدنيين والعسكريين.
 
الحكومة الانتقالية السودانية
 
كانت مصر حاضرة في المفاوضات بين الحكومة الانتقالية السودانية والجبهة الثورية التي تضم عددا من القوى السياسية والفصائل المسلحة والتي هدفت إلى توقيع اتفاقية سلام سودانية تنهي عقودا من الصراع والأزمات التي أنهكت الشعب السوداني.
 
وكان الرئيس السيسي أعلن رفضه تشكيل “حكومة موازية” في مناطق سيطرة “قوات الدعم السريع” المقرر الإعلان عنها قريبا.. وعدها مهددة لوحدة السودان وسيادته.
 
كما شارك  الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان في 16 مايو 2021 حيث ركز الرئيس السيسي على أهمية تكاتف المجتمع الدولي لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التى يمر بها.
 
ويواجه السودان حربا داخلية، منذ أكثر من عامين، بين الجيش و”قوات الدعم السريع”، وتدعو القاهرة، منذ اندلاع المواجهات المسلحة في منتصف أبريل 2023، إلى ضرورة “وقف إطلاق النار، والحفاظ على وحدة واستقرار السودان، ومؤسساته الوطنية”.
 
وتسبب الحرب السودانية في نزوح نحو 14 مليون سوداني داخل وخارج البلاد، حسب تقديرات الأمم المتحدة، بينهم نحو مليون و200 ألف سوداني نزحوا إلى مصر، حسب إحصاءات رسمية.
 
علاقات تاريخية
 
العلاقات المصرية – السودانية علاقات متجذرة، ضاربة فى عمق الدولتين، حيث تعود إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة والوسطى والحديثة.. حيث مدت مصر القديمة صلاتها وتفاعلها السياسي والحضاري إلى المناطق الجغرافية الجنوبية..
 
تاريخ مشترك جمع البلدين منذ عام 1820، عندما قام محمد علي باشا بدخول الاراضي السودانية، وبدأ من هذا التأريخ تأسيس الوحدة السياسية لوادي النيل وأصبحا بلدا واحدا ومصيرا واحدا ومستقبلا واحدا.
 
وحتى بعد هذا التاريخ أى بعد استقلال السودان فى 1956، عاش البلدان تاريخا مشتركا كل هذا أوجد قدرا كبيرا من الامتزاج بين أفراد الشعب العربي في مصر والسودان.
 
وفى العصر الحديث بعد قيام ثورة يوليو عام 1952م، اهتم مجلس قيادة الثورة بمسألة السودان، خاصة أن اللواء محمد نجيب حظى بتقدير عند السودانيين، لصلته الوثيقة بهم، إذ كان يعمل بالسودان
 
ووقفت السودان إلى جوار مصر، فبعد هزيمة يونيو 1967، أعلن محمد أحمد محجوب رئيس الحكومة السودانية آنذاك وقوفه بجانب مصر وتلبية احتياجاتها الحربية، وقطع علاقة السودان بكل من يساعد إسرائيل، ووفر السودان المأوى والملجأ للطائرات المصرية التي لم تطالها آلة الحرب الاسرائيلية.
 
وكان السودان المكان الآمن لدفعات من طلبة الكلية الحربية المصرية خلال تلك الفترة حيث تم نقل الكلية من القاهرة الى منطقة الخزان قرب الخرطوم.
 
وصعدت العلاقات إلى ذروتها بعدما استضافت السودان القمة العربية في الخرطوم المشهورة بلاءاتها الثلاث في مواجهة اسرائيل والتي تم التأكيد فيها على وحدة الصف العربي وتصفية الخلافات.
 
العلاقات الاقتصادية
 
يسعي البلدان باستمرار لتطوير البنية الأساسية من طرق ووسائل النقل لتسهيل حركة التجارة والتبادل التجاري، ومشاركتهما في عدد من التكتلات الاقتصادية الاقليمية واتجاه كل منهما إلي الانفتاح علي الاقتصاد العالمي وتبني برامج للإصلاح الاقتصادي تسهل مشاركة القطاع الخاص الذي يعول عليه تفعيل مشروعات التكامل، وخاصة في قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والصناعات الغذائية، فضلا عن وجود قبول شعبي قوي في البلدين لفكرة التكامل في ظل العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.
 
في إطار تنفيذ وثيقة الشراكة الاستراتيجية التي تم التوقيع عليها بين البلدين في 2016، يعمل البلدان على اتخاذ كافة الخطوات لتفعيل المشروعات الاستراتيجية الكبرى التى تم الاتفاق عليها بين البلدين، بما فيها مشروعات الربط الكهربائي وخطوط السكك الحديدية، وهي المشروعات التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية فى العلاقات بين مصر والسودان، والتشجيع على تنفيذ المزيد من المشروعات الإنتاجية والخدمية المشتركة تحقيقا للمنفعة المتبادلة بين الشعبين الشقيقين وتوفير المزيد من فرص العمل.
 
التبادل التجاري بين مصر والسودان.. 1.2 مليار دولار 
 
 بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء ، كشفت عن وصول قيمة التبادل التجاري بين مصر والسودان إلى 1.2 مليار دولار خلال عام 2024 مقابل 1.4 مليار دولار خلال عام 2023 .
 
حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى السودان 866.2 مليون دولار خلال عام 2024 مقابل 989 مليون دولار خلال عام 2023. 
 
بينما بلغت قيمة الواردات المصرية من السودان 292.4 مليون دولار خلال عام 2024 مقابل 388.2 مليون دولار خلال عام 2023.
 
أهم المجموعات السلعية التي صدرتها مصر إلى السودان خلال عام 2024
 
منتجات مطاحن بقيمة 218 مليون دولار.
وسكر ومصنوعات سكرية بقيمة 84 مليون دولار.
ومحضرات حبوب بقيمة 42 مليون دولار.
وحديد وصلب بقيمة 41 مليون دولار.
وملابس بقيمة 39 مليون دولار.
 
أهم المجموعات السلعية التي استوردتها مصر من السودان خلال عام 2024
حيوانات حية بقيمة 129 مليون دولار.
وحبوب واثمار زيتية بقيمة 87 مليون دولار.
وقطن بقيمة 52 مليون دولار .
ولؤلؤ وأحجار كريمة وحلى بقيمة 17 مليون دولار .
 
وبلغت قيمة تحويلات المصريين العاملين في السودان 3.9 مليون دولار خلال العام المالى 2023/2024 مقابل 8.9 مليون دولار خلال العام المالى 2022/ 2023، بينما بلغت قيمة تحويلات السودانيين العاملين بمصر 521 ألف دولار خلال العام المالى 2023/2024 مقابل 3.4 مليون دولار خلال العام المالى 2022/2023 .
 
وقد بلغت قيمة الاستثمارات السودانية في مصر 1.5 مليون دولار خلال العام المالى 2023/ 2024 مقابل 5.8 مليون دولار خلال العام المالى 2022/2023 .بينما بلغت قيمة الاستثمارات المصرية في السودان 700 ألف دولار خلال العام المالى 2023 / 2024 مقابل 500 ألف دولار خلال العام المالى 2022/2023 .
 
وسجل عدد سكان مصر 107.5 مليـــون نسمة خلال ابريل 2025، بينما سجل عدد سكان السودان 51.4 مليون نسمة خلال نفس الفترة .
 
وبلغ عدد المصريين المتواجدين في السودان طبقا لتقديرات البعثة 550 مصري حتى نهاية عام 2023 .
 
العلاقات السياسية
 
بعد فترة من الصعود والهبوط في العلاقات خلال التسعينيات، ومع مطلع الألفية الجديدة بدأت العلاقات المصرية السودانية في التحسن.
 
 وفي عام 2004، تم توقيع “اتفاق الحريات الأربع” الذي نص على: حرية التنقل، وحرية الإقامة، وحرية العمل، وحرية التملك بين البلدين. واعتبرت أوساط سياسية وإعلامية حينها أن تلك الاتفاقية دشنت عهدا جديدا من العلاقات بين البلدين، وطوت معها صفحة الماضي وأزماته.
 
زيارات قياسية
 
وبعد ثورة 30 يونيو عام 2013، وعقب فوز الرئيس السيسي بمنصب الرئاسة في مصر في يونيو 2014 شهدت علاقات البلدين زيارات قياسية متتالية لم تحدث في تاريخ البلدين، حيث تعمل السياسة المصرية على إقامة علاقات تتميز بالخصوصية والتفاهم العميق مع السودان الشقيق، وتطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة وإحداث نقلة نوعية فى شتى المجالات، فالسودان الدولة الوحيدة التى لديها قنصلية فى محافظة أسوان ما يدل على نمو حجم التبادل التجارى. 
 
وتلك القنصلية لا يتوقف دورها عند تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين الدولتين بل يمتد هذا الدور ليشمل العلاقات فى المجالات المختلفة.
 
وتعد زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى السودان الشقيق دليلا على عمق العلاقات المصرية السودانية، وحرص الرئيس السيسي أن تكون أول جولة خارجية له عقب إعادة انتخابه لولاية ثانية للسودان الشقيق، كما كانت السودان ضمن أول جولة خارجية في ولايته الأولى أيضا والتي تضمنت الجزائر وغينيا الاستوائية والسودان.
 
أعقب ذلك زيارة الرئيس السابق عمر البشير لمصر في اكتوبر 2014 ثم مشاركته في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ في مارس 2015 ثم زيارة الرئيس السيسي للخرطوم في نفس الشهر لتوقيع اتفاق اعلان المبادئ حول سد النهضة الإثيوبي، بالاضافة إلى انغقاد اللجنة المشتركة بين البلدين وافتتاح معبر قسطل التجاري، ومشاركة الرئيس البشير في مؤتمر التكتلات الاقتصادية الافريقية الثلاثة في يونيو 2015 بشرم الشيخ ثم توالت الزيارات المباشرة للرئيس السيسي للخرطوم والتي بلغت 7 زيارات كان آخرها في مارس 2021، حيث التقى الرئيس السيسي مع رئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان.
 
وخلال القمم الثنائية التي جمعت بين قيادتي البلدين كان التأكيد دائما على علاقات الأخوة الأزلية والروابط المشتركة التي تجمع بين شعبي وادي النيل، وإدراكهما لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك، بما يليق بأهمية العلاقات بين البلدين ويرتقى إلى طموحات الشعبين، ويتسق مع ما يجمعهما من تاريخ وعلاقات وطيدة، اجتماعية وثقافية وأيضا سياسية وأمنية واقتصادية.