صور من حب الصحابة والتابعين لله ورسوله

إن أعظم رزق يُكرم به العبد حب الله تعالى وحبُّ نبيّه إمام الأنبياء وخاتم المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد ضرب الصحابة والتابعين الكرام أروع النماذج التي ينبغي على كل مسلم الاقتداء بها في حب الله ورسوله .
وفي السياق ذاته ، ألقى برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) الضوء على الصحابي الجليل ذي البجادين ، حيث عاش ذو البجادين يتيمًا مع عمه في مكة عيشةٍ مُترفة، ووقع الإسلام في قلبه وهو حينئذٍ ابن 16 عامًا، فلمّا علِم عمه وقومه بإسلامه سلبوه هذا الترف وذاك النعيم ، وجردوه من كل ما عليه ،فقال ذو البجادين لعمه: افعل ما شئت ، ما أنا بالذي يختار على الله ورسوله شيئًا، فقال له عمه : إن أصررت على إيمانك جردتك حتى من ملابسك التي عليك ، وبالفعل قام عمه بمنتهى العنف بتمزيق ملابسه ، فقال لعمه: والله لأهاجرن إلى رسول الله مهما فعلت بي .
وتابع البرنامج : بدأ ذو البجادين هجرته وهو شبه عارٍ في الصحراء ؛ حتى وجد بجادًا ( وهو شوال من الصوف الخشن ) ، فأخذه وشقه نصفين ، ربط نصفه في وسطه ، ونصفه الآخر وضعه على كتفه ، ومن هنا جاءت تسميته “بذي البجادين ” ؛ حتى وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله : من أنت ؟ قال : أنا عبد العزى ، فسأله النبي : ولمّا تلبس هكذا ؟ قال ذو البجادين : لقد أسلمت فجردني عمي من كل ما أملك حتى ملابسى ، فلم أجد في طريقي إلا هذين البجادين ؛ فأتيت بهما. فقال له النبي ؟ من اليوم أنت عبد الله ذو البجادين ، ولست عبد العزى ، أنت عبد لله أبدلك عن هذين البجادين رداءً في الجنة تلبس منه حيث تشاء.
وأضاف البرنامج أنه من أحب الله عز وجل حبًا صادقًا أحب كل ما يأتي منه سبحانه ، مشيرًا في هذا الصدد إلى أن التابعي عامر بن عبد القيس ضرب مثلاً رائعًا في ذلك ، فكان يقول : أحببت الله عز وجل حبًا سَهَل َعليَّ كل مصيبة ورضاني في كل قضية ، فما أبالي مع حبي إياه ما أصبحت عليه وما أمسيت .
يذاع برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) يوميًا عبد أثير إذاعة القرآن الكريم، تقديم الإذاعي شحاتة العرابي.
لمتابعة البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم .. اضغط هنا