مهرجان أسوان لأفلام المرأة يناقش عمالة الأطفال في السينما

مهرجان أسوان لأفلام المرأة يناقش عمالة الأطفال في السينما

نظم مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة التي تقام في الفترة من 2 إلى 7 مايو الجاري، ملتقى حواريا لمناقشة قضية عمل الأطفال من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية، اليوم السبت، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية.

وأوضح المهرجان – في بيان صحفي – أن السيناريست محمد عبدالخالق، رئيس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، تحدث عن دور السينما في تناول عمالة الأطفال منذ بدايات السينما، وأشار إلى أن القضية عميقة اجتماعيا، كما تحدث عن المعاناة التي قد يتعرض لها الأطفال في أوقات كثيرة بسبب الأسر التي تدفعهم لذلك بسبب الحاجة، فضلا عن الضغوط التي يتعرض لها الأطفال في التعليم.

وتحدث عبدالخالق عن جمع الياسمين وما يمثله هذا العمل من أهمية في محافظة الغربية تحديدا حيث يتم تصدير الياسمين لشركات العطور العالمية من قرى بالغربية تعتمد على الأطفال بنسب متفاوتة.

وحول أبعاد قضية عمالة الأطفال تحدثت مروة صلاح، مديرة مشروعات مكافحة عمل الأطفال بمنظمة العمل الدولية، وتناولت فكرة الجودة في وضع التشريعات، ومحددات هذا الأمر، وشددت على أهمية ضبط العلاقة بين العامل وصاحب العمل فمن المحرم أن يعمل الأطفال بين الساعة 7 صباحا إلى الساعة السابعة مساء، والشركات العالمية والمنظمات الدولية بحثت الحوار الاجتماعي والأجر اللائق والحقوق الأساسية.

وأشارت إلى أنها توجهت إلى مواقع تصوير لمعرفة كيف يتم تقديم رسالة الفن بأدوات جذابة.

وأكدت على ضرورة وجود حزمة اجتماعية منضبطة لمنع عمالة الأطفال، حتى لا أدخل على أسرة وأطلب منها ألا تدفع أطفالها للعمل، ونفاجأ بالرفض، نريد طرح بدائل وتفعيل الخدمات لمنع عمالة الأطفال، وذلك من خلال المنظمات الأهلية إلى جانب الجهود الحكومية.

وأشار البيان إلى أنه تم عرض فيلم قصير بعنوان “أطفال ولكن” وتناول عمالة الأطفال في الفيوم، ورصد نموذجا لطفل عمره 14 سنة يعمل في مجال البناء ليساعد أسرته خصوصا بعد مرض والده، ويعمل مقابل 60 جنيها في اليوم، وعرض الفيلم نموذجا آخر لطفلة عمرها 13 سنة تعمل في مصنع ملابس لتساعد والدها الذي يعمل في مجال البناء في مكان بعيد، وتحدث عدد من الآباء بشكل مؤثر عن اضطرارهم لدفع أبنائهم للعمل ليتمكنوا من توفير مصاريف المعيشة، وعجزهم عن ذلك.

وقالت مروة صلاح إن هناك أنشطة مثل الشعر والرسم والمسرحيات يتم إعدادها للتعافي من مسألة عمالة الأطفال وعودتهم للتعليم ومساعدة أسرهم، هذا البرنامج في وزارة التضامن يسعى لحل المشكلة بشكل عملي، الصورة ليست سوداء تماما، ولكن حتى يصل البرنامج لكل الأسر المحتاجة نحتاج إلى وقت كبير.

وأشارت إلى استخدام القوانين المحلية مصطلحات منها تدريب وتشغيل الأطفال وهو يبدو طبيعيا ومقبولا، لكن هناك مصطلح عمل الأطفال، كيف نخرج من دائرة التدريب والتشغيل إلى دائرة عمالة الأطفال، حين يؤثر ذلك في دراسته وفي صحته وفي طريقة تربيته بحسب البيئة المتواجد فيها.

وعرضت مروة صلاح مجموعة عناصر منها تحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاقية حقوق الطفل واتفاقيات منظمة العمل الدولية، فهذه الاتفاقية تتحدث عن تدريب الأطفال في سن 14 سنة، وفي سن 15 سنة ويمكن تشغيلهم بعد التدريب، دون التأثير على التعليم أو حياته حيث لا تزيد مدة عمله عن 6 ساعات وأشارت إلى أن لعب الأطفال ليس رفاهية وإنما هو جزء من حقوقهم بحكم سنهم.

ولفتت إلى وجود استراتيجية وطنية لحماية الأطفال من العمالة من خلال عدة برامج تعتمد على التعبئة وتنمية الوعي إلى جانب ضبط التشريعات والسياسات المختلفة التي تساهم في حماية الأطفال، وأكدت أن مشروطية التعليم تستطيع أن تقدم خدمة في حماية الأطفال.

واختتمت الندوة بعرض لقطات من أفلام تناولت عمالة الأطفال وممنها فيلم “الأسطى حسن” عام 1952، وكذلك فيلم “الحرام” 1965 ، وفيلم “نحن لانزرع الشوك” عام 1970، وفيلم “العفاريت” 1995، وفيلم “الجراج” 1995، وفيلم “بلية ودماغة العالية” عام 2000 وكذلك مسلسل “ولاد الشمس” الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي.