د.شقرة: مشروع قناة السويس العملاق لم يكن لأمريكا فيه أي دور

د.شقرة: مشروع قناة السويس العملاق لم يكن لأمريكا فيه أي دور

أكد الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس أن ما يروجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول وجود حق لأمريكا في قناة السويس هو ادعاء لا يمت للحقيقة بصلة، موضحًا أن الولايات المتحدة وقت بدء حفر القناة عام 1859 كانت غارقة في حربها الأهلية ولم تكن قد استقرت كقوة دولية، في حين أن آلاف المصريين شاركوا في حفر القناة وقدموا أرواحهم في سبيل هذا المشروع العملاق الذي لم يكن للولايات المتحدة أي دور فيه.

أشار شقرة إلى أن الموقف الأمريكي من مصر لطالما كان منحازًا لإسرائيل، مستشهدًا بما حدث إبان العدوان الثلاثي عام 1956 حين استخدمت أمريكا إنذاراتها لخدمة مصالحها الاستراتيجية فقط دون اعتبار للحق المصري، وهو ما يؤكد أن واشنطن لم تكن يومًا داعما حقيقيًا لحقوق مصر أو سيادتها، وأن تاريخ قناة السويس يكشف زيف هذه الادعاءات.

وأضاف أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس من خلال برنامج (مساء الخير) أن قناة السويس تخضع لاتفاقية القسطنطينية الموقعة عام 1888 والتي تنص صراحة على أن مصر لا يمكنها منح امتيازات مجانية لأي دولة لعبور القناة، حتى لو كانت صديقة، كما أن الاتفاقية تمنح مصر السلطة الكاملة في إدارة القناة ولها الاستعانة بالدول الموقعة إذا استدعى الأمر ذلك، وهو ما يعزز السيادة المصرية الكاملة على الممر المائي.

أفاد الدكتور جمال شقرة بأن فكرة القناة تعود للعصور الفرعونية وكانت تربط البحر الأحمر بالمتوسط وتستخدمها دول مثل عُمان ودول آسيا، مشيراً إلى أن المشروع أعيد التفكير فيه زمن الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت ثم سرقه ديليسبس وقدّمه للخديوي سعيد، لتبدأ بعدها فصول من الاستغلال الاستعماري انتهت بتأميم الرئيس جمال عبد الناصر للقناة عام 1956 لتعود خالصة لمصر دون منازع.

الجدير بالذكر أن برنامج (مساء الخير) يُذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، مم تقديم أسماء موسى وميكسر وسام محمد ورئيس التحرير أحمد دياب.