خبير استراتيجي: إسرائيل تسعى لاحتلال مناطق بسوريا وفرض واقع جديد

خبير استراتيجي: إسرائيل تسعى لاحتلال مناطق بسوريا وفرض واقع جديد

قال العميد ناجي ملاعب، الخبير الاستراتيجي والعسكري، إن التوغل الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، وتحديداً في منطقة درعا، يأتي في سياق أهداف جغرافية وإقليمية أعمق، مشيرًا إلى أن إسرائيل ربما تسعى لاحتلال مناطق استراتيجية كما فعلت في الجولان، أو الوصول إلى منطقة التنف للسيطرة على الطريق الرابط بين الأردن وسوريا.

أوضح ملاعب خلال مداخلته الهاتفية لبرنامج المشهد أن هناك “قراءتين” لفهم الاستهداف الإسرائيلي لمنطقة درعا، الأولى تتعلق بالجغرافيا حيث إن سهل حوران (يرموك) منطقة زراعية استراتيجية، والثانية ترتبط بتفاهمات إقليمية محتملة، لا سيما بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، و”قوات سوريا الديمقراطية” (الكردية) من جهة أخرى، بهدف قطع الاتصال بين سوريا والعمق الخليجي. وربط ذلك بتصريحات سابقة لوزير الدفاع الإسرائيلي حول مشاريع خطوط نفط تربط السعودية بإسرائيل ومنها إلى أوروبا.

وحول احتمال استمرار التوغل الإسرائيلي، شبّه ملاعب الوضع الحالي بما حدث في لبنان عام 2000، قائلاً: “الوضع اليوم أخطر! الحكومة الإسرائيلية اليمينية تؤمن بحدود من الفرات إلى النيل، وتصرح بأن أي أرض يطأها جندي إسرائيلي هي أرض إسرائيلية”.
وأضاف أنه في لبنان، كان هناك القرار الدولي 1701 كمرجعية، أما في سوريا فلا يوجد قرار دولي يحدد الاحتلال، ولا توجد مقاومة مسلحة فعالة حتى الآن، والجيش السوري يعيد بناء نفسه، لكنه غير قادر على المواجهة حالياً.

وأشار ملاعب إلى أن إسرائيل تستغل الدعم الأمريكي لتصعيد الضغوط، كما في لبنان حيث تُحمّله مسؤولية أي صواريخ تُطلق من أراضيه، بينما تتجاهل جرائمها مثل قتل المدنيين في صيدا والضاحية مؤكدا أن التوغل قد يستمر حتى تحقق إسرائيل أهدافها، مثل فرض مناطق عازلة دائمة أو تسريع التطبيع مع دول الجوار.

وعن إمكانية تدخل الولايات المتحدة لكبح جماح الحكومة الإسرائيلية، قال ملاعب: “التوازن لن يتحقق إلا بموقف عربي موحد، خاصة من مصر ذات القوة العسكرية والاقتصادية و إذا ضغطت مصر بدعم خليجي، قد تُجبَر أمريكا على كبح إسرائيل”.
وأشار إلى أن مصر تطور قدراتها العسكرية بشكل ملحوظ، قائلاً: “مصر اليوم تصنّع معدات عسكرية متطورة، من طائرات مسيرة إلى سفن وذخائر، لكنها بحاجة إلى تحرك سياسي قوي”.

وفيما يخص النفوذين الإيراني والتركي في سوريا، أوضح ملاعب أن النفوذ الإيراني انتهى عملياً بعد انسحاب قواته من الساحل السوري، بينما تركيا لها وجود قوي عبر مستشارين عسكريين يشرفون على إعادة تسليح الجيش السوري، لافتاً إلى أن إسرائيل تستهدف مواقع مثل مطار الضمير لوجود الأتراك فيها. لكنه انتقد الموقف التركي تجاه المقاومة الفلسطينية، قائلاً: تركيا لا تدعم المقاومة فلسطينياً، بل تتعاون مع إسرائيل في مشاريع الطاقة، مثل خط غاز أذربيجان-إسرائيل.

وفي ختام مداخلته الهاتفية أكد العميد ناجي ملاعب أن التهديدات الإسرائيلية في الجنوب السوري مرشحة للتصعيد، ما لم يتحقق تحرك عربي فاعل يعيد التوازن إلى المشهد وشدد على أن الأوضاع الحالية تتطلب يقظة سياسية وعسكرية، خاصة من الدول المؤثرة في المنطقة، للحفاظ على استقرار سوريا ووحدة أراضيها.

برنامج المشهد يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامي محمد أيمن.

لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار...اضغط هنا