"الفاو" تحذر من تفشي مرض الحمى القلاعية في أوروبا والشرق الأوسط

"الفاو" تحذر من تفشي مرض الحمى القلاعية في أوروبا والشرق الأوسط

دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو”، اليوم الإثنين إلى ضرورة تعزيز الوعي واتخاذ إجراءات عاجلة في ظل تفشي جديد لمرض الحمى القلاعية في أوروبا، وأجزاء من الشرق الأوسط، والذي قد يكون له آثار مدمرة على صحة الحيوان والاقتصادات الإقليمية.

وأوصت “الفاو”، في بيان، باتخاذ تدابير عاجلة للأمن الحيوي وتعزيز المراقبة عقب الكشف مؤخرا عن النمط المصلي”سات 1” لمرض الحمى القلاعية في دول عربية .

وأضافت أن “هذا النمط المصلي غريب على منطقتي الشرق الأدنى وغرب أوراسيا”، ما يعني أن السلالة لا توجد عادة فيهما، مما يثير مخاوف جدية بشأن احتمال انتشاره.

ويظهر مرض الحمى القلاعية عادة بحمى وبثور في الفم وأقدام الماشية المصابة، مصحوبة بعرج، ورغم أن قلة من الحيوانات البالغة تصاب بالمرض، إلا أن صغارها قد تموت بسبب قصور القلب المفاجئ حسبما أفادت المنظمة.

وينتشر الفيروس بسرعة، ويمكن أن يصيب أعدادا كبيرة من الحيوانات، لا سيما في البلدان أو المناطق التي عادة ما تكون خالية من المرض أو لا تستخدم التطعيم بانتظام.

وعلى الرغم من أن مرض الحمى القلاعية لا يشكل تهديدا للصحة العامة، إلا أنه يؤثر بشدة على صحة الحيوان، والأمن الغذائي، والدخل من خلال تقليل الإنتاجية الزراعية، وبالتالي انخفاض إنتاج الحليب واللحوم.

كما أن التأثير الاقتصادي كبير، حيث تقدر خسائر الإنتاج المباشرة العالمية وتكاليف التطعيم في المناطق الموبوءة بنحو 21 مليار دولار سنويا.

وأشارت منظمة “الفاو” إلى أن العبء الاقتصادي الحقيقي، يرجح أن يكون أعلى بكثير عند أخذ الاضطرابات في التجارة الدولية والمحلية في الاعتبار.

وأدى تفش كبير للمرض في المملكة المتحدة عام 2001 إلى إعدام أكثر من ستة ملايين حيوان، وتكبد الاقتصاد مليارات الدولارات، مما دمر قطاع الثروة الحيوانية والسياحة.

وأفادت التقارير بأن سلسلة من التدابير الجديدة التي اتخذت استجابة لذلك قد قللت من المخاطر وحسنت القدرة على التكيف، بما في ذلك خطط طوارئ محلية ووطنية لمواجهة تفشي المرض.

وتم اكتشاف فيروس الحمى القلاعية مؤخرا في أجزاء من أوروبا كانت خالية من المرض عادة، وتشهد القارة الآن أسوأ تفش لها منذ عام 2001.

واكتشفت ألمانيا تفشيا في يناير الماضي، لكنها أعلنت منذ ذلك الحين خالية من الحمى القلاعية، إلا أن تفشي المرض لاحقا في المجر وسلوفاكيا استمر.

وردا على ذلك، أعلنت المملكة المتحدة مؤخرا حظر استيراد اللحوم أو منتجات الألبان من الدول الأوروبية التي اكتشف فيها الفيروس، بالإضافة إلى النمسا بسبب تفشي المرض في المجر المجاورة.

ولا تزال سلالات عديدة من فيروس الحمى القلاعية تنتشر في أنحاء مختلفة من العالم، وتبرز حالات التفشي الأخيرة في كل من أوروبا والشرق الأدنى الخطر المستمر الذي يشكله المرض على سبل العيش والأمن الغذائي والتجارة الآمنة، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).

وفي حين تحث جميع الحكومات على توخي اليقظة، أفادت المنظمة بأنه ينبغي على البلدان المتضررة والمعرضة للخطر الشديد النظر في اتخاذ تدابير توعية بين المزارعين والمجتمعات المحلية لحماية الثروة الحيوانية.

وتشمل التوصيات الأخرى تدابير الأمن الحيوي، مثل فصل الحيوانات المريضة عن الماشية الأخرى وفحصها من قبل متخصصين، إلى جانب التحقق من سجلات التطعيم والتحقق من خطط الطوارئ الخاصة بالحمى القلاعية.

وأكدت “الفاو” أنه من خلال تطبيق هذه التدابير، يمكن للدول الحد من المخاطر بشكل كبير.