د. محمد الزهار: لا سلام دون إنهاء الاحتلال ورفض مصري قاطع للتهجير

قال الدكتور محمد الزهار خبير الشئون السياسية والعلاقات الدولية إن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سواء في غزة أو الضفة الغربية، أصبحت “مُشينة للغاية”، في ظل مواصلة الكيان الصهيوني ارتكاب مجازر وصفها بـ”الوحشية”، مؤكدًا أن هذه الأفعال لن تجلب للاحتلال سوى مزيد من الكراهية من الفلسطينيين والعالم أجمع.
وأضاف الزهار، خلال حواره مع برنامج (المشهد) المذاع علي قناة النيل للأخبار، أن هناك محاولات حثيثة لفرض “التهجير الطوعي” للفلسطينيين تحت نيران القصف والتجويع، مؤكدًا أن هذا يتم بدعم أمريكي وأوروبي واضح.
وأكد الزهار أن مصر تتبنى موقفًا حازمًا وثابتًا تجاه القضية الفلسطينية، وترفض التهجير بجميع أشكاله، سواء القسري أو المُقنّع تحت مسمى “الطوعي”، كما أشار إلى أن مصر تبذل جهودًا ملموسة في فتح معابر غزة رغم العراقيل الإسرائيلية، بهدف إدخال المساعدات الغذائية والدوائية.
وأوضح أن القاهرة تواصل تنسيقها مع الفصائل الفلسطينية لتحقيق وحدة وطنية، معتبرًا أن الانقسام الداخلي يخدم الاحتلال بشكل مباشر، وأشاد الزهار بدور مصر في تنظيم مؤتمرات دولية مثل “قمة فلسطين” التي تهدف لوضع حلول عملية، لكنه شدد على أهمية الحصول على ضمانات دولية لوقف العدوان قبل الشروع في أي حديث عن إعادة إعمار غزة.
وفيما يتعلق بالمجتمع الدولي، أشار الزهار إلى وجود انقسام واضح؛ حيث تواصل الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية دعم إسرائيل، حتى في محاولات محاكمتها دوليًا، في حين تظهر بعض الأصوات الغربية المناهضة للاحتلال، إلا أنها لا تملك التأثير السياسي اللازم. وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فعلية كفرض عقوبات وتجميد المساعدات العسكرية لإسرائيل، بدلًا من الاكتفاء بالبيانات الأممية التي لا تردع الاحتلال.
وفيما يخص الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، أكد الزهار بصوت حازم أن الوحدة الفلسطينية شرط أساسي للتحرير، مشيرًا إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل هذا الانقسام، حيث يروّج بنيامين نتنياهو لفكرة “عدم وجود شريك فلسطيني للسلام”، وأضاف أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لرأب الصدع بين الفصائل، وأن التوصل إلى استراتيجية موحدة تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية هو الطريق الوحيد لنيل الحقوق الوطنية.
وعن الدعم الأمريكي غير المحدود لإسرائيل، انتقد الزهار ما وصفه بـ”الانحياز الفاضح”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تكرر خطاب “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” بينما تغض الطرف عن حرب الإبادة التي تُرتكب بحق المدنيين، بل وتذهب إلى حد معاقبة المحكمة الجنائية الدولية لمحاولتها محاكمة قادة الاحتلال.
رغم هذا الواقع المؤلم، أكد الدكتور الزهار أن الشعب الفلسطيني لا يزال صامدًا، وقال: “منذ نكبة 1948، لم يُهزم الشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أن 80% من المنازل في غزة دُمرت، وهناك مواطنون يأكلون أوراق الأشجار بسبب الحصار، ورغم ذلك يُصرّون على البقاء ويُعلنون: “لن نرحل”. وتابع: “هذه رسالة واضحة للعالم: الهزيمة الوحيدة هي استسلام المجتمع الدولي للاحتلال”.
وفي ختام حواره طرح الزهار مجموعة من الحلول الضرورية لإنهاء الصراع، تتضمن تحقيق وحدة عربية خلف الموقف المصري لفرض حل دولي لممارسة ضغط غربي حقيقي على إسرائيل يشمل وقف الدعم العسكري، وتعزيز الجهود الإعلامية لفضح جرائم الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، وأيضا تنفيذ عملية إعادة إعمار غزة بضمانات دولية تضمن عدم تكرار العدوان.
برنامج (المشهد) يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم أمل نعمان.
لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار..اضغط هنا