"بلا حدود" وحلقة خاصة بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد البرنامج الثقافي

"بلا حدود" وحلقة خاصة بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد البرنامج الثقافي

قدمت الفترة المفتوحة”بلا حدود” يوم الإثنين ٥ مايو حلقة خاصة بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد البرنامج الثقافى،  فعلى مدار ٦٨ عامًا قدمت إذاعة البرنامج الثقافى مختلف أطياف الثقافة الرفيعة من الفنون والآداب والعلوم الإنسانية،  ونالت الدراما الإذاعية حظًا وافرا من الاهتمام عبر تقديم المحطة لكلاسيكيات المسرح العالمي ، وأشهر أعمال الموسيقى الكلاسيكية ، وفي استعراض لصفحات تاريخ الدراما الإذاعية استرجع البرنامج بداياتها ورصد مسيرتها مع عدد من الضيوف المميزين.

 

قال الكاتب الإذاعي طارق يوسف إن  البرنامج الثقافى جزء من الذاكرة الثقافية المصرية، واليوم نحتفل بتاريخ ومشوار من الوعي وذاكرة الجمال، مضيفا أن البرنامج الثقافى لم يكن يومًا تردد على موجات الأثير ، بل كان نافذة نطل منها على العالم ، وبوصلة نعيد بها اكتشاف أنفسنا ، قائلا “أذكر جيدًا وأنا شاب يخطو خطواته الأولى فى هذا المبني العريق كنت أرتجف رهبة وأنا أدخل أستوديوهات البرنامج الثقافي كان الصوت له مهابة والكلمة لها سلطة والميكرفون له شرف لا يستهان به ، وتعلمنا جيل الإذاعيين أن المسؤولية لا تكمن فقط فى ما نقول بل فى كيف نقول ولماذا نقول ، والبرنامج الثقافي هو بمثابة مرآة لضمير هذا الوطن من خلاله عبرت قصائد الشعراء وتأملات الفلاسفة ومن خلاله نقلت المكتبات والكتب إلى بيوت وقلوب الناس، متمنيا من البرنامج الثقافي مزيد من الانفتاح على الأجيال الجديدة وتطوير المحتوى وإنتاج برامج تحاكي التحديات الفكرية المعاصرة “، مشيرا إلى تقديمه عدة برامج بارزة وسلاسل درامية وأدبية ولقاءات نادرة مع رموز فكرية في البرنامج الثقافي ٠
 
وقال الفنان مفيد عاشور ” البرنامج الثقافى كان رفيقًا لنا نحن الفنانين نستمع إلى القصيدة فنراها مشهدًا، نسمع الفلسفة فنحولها إلى صراع درامي نتابع مناقشة كتاب فنجده يتسلل إلى سيناريو نكتبه أو عرض نحلم بإخراجه، تعلمنا أن الفن لا يعيش فى فراغ بل ينبض من رحم الثقافة، واليوم نحتفل بعيد ميلاده واستمرارية الجمال وسط كل هذا القبح وصوت لا يزال يقول إن الثقافة ليست ترفًا وإنها ضرورة، مضيفا ” أول عمل كنت فى بداياتي الفنية وشاركت بعمل ” أوراق منسية ” أخرجه الراحل كمال ياسين ، وكنت أجسد شخصية شاب مثقف يتخبط بين المثال والحقيقة ، وتلك التجربة علمتنى الكثير من ظبط الإلقاء إلى فهم إيقاع الكلمة ، وإلى كيفية بناء الحالة الشعورية بالصوت فقط ، واليوم لا ننظر إلى الوراء فقط بل نطل إلى المستقبل مستندين إلى إرث عظيم ، وعلينا أن نخاطب أبناء اليوم بذات اللغة الصادقة ، ولكن بأدوات الزمن الجديد لأن التكنولوجيا ليست عدوًا للثقافة بل وسيلتها الجديدة لتصل للجمهور ، وفى الختام أحيي كل من مر من هنا وترك بصمة وكل من يضيء هذا الأثير بالكلمة الطيبة والفكرة الراقية وكل عام والبرنامج الثقافي منارة لا تنطفئ” ٠
ومن جهته أعرب الفنان محمد رياض عن مدى امتنانه قائلا ” أنا مدين للبرنامج الثقافي بالكثير ، ربما يعرفني الجمهور من أدوارى فى التليفزيون والمسرح لكن القليل يعرف أنني بدأت مشوارى الإذاعى من خلال هذا البرنامج العريق ، وكانت أول تجربة لي فيه من خلال مسلسل إذاعي قصير بعنوان ” ظلال فى الذاكرة ” وكان الدور تحديًا حقيقيًا لأن الإذاعة كما تعلمون لا تعتمد إلا على الصوت والإحساس والصدق الداخلي ، وشاركت بعدها فى أكثر من عمل منها دراما تاريخية ، ومنها قراءات درامية لنصوص أدبية ، والبرنامج الثقافي منحني فرصة لفهم الكلمة قبل أن أنطقها وعلمني أن الأداء الجيد لا يحتاج أضواء بل روحًا صادقة ، وفى عيد ميلاده أقول له كنت مدرسة ومختبرًا ومجالًا رحبًا للتجريب النظيف ، ولكل شاب يخطو فى طريق الفن لا تهمل الإذاعة فهنا تصقل الأدوات” ٠
وقال الناقد المسرحي أ .دكتور أسامة أبو طالب ” البرنامج الثقافي بالنسبة لي ليس مجرد محطة إذاعية بل هو ذاكرة نقدية وفكرية وفنية عشت فيها وشاركت من خلالها فى تشكيل وعى أجيال كاملة ، وهو بمثابة مختبر ثقافي مفتوح متاح لكل من يملك سؤالًأ حقيقيًا عن الفن والمعرفة،  فى نهاية الثمانينيات كمستمع شغوف ثم كمشارك فى تقديم رؤى نقدية حول المسرح المصرى والعربي ، وأول مشاركتي كانت من خلال حلقة تحليلية حول تطور فن الإخراج المسرحي
وشاركت فى إعداد وتقديم عدة حلقات ضمت برامج مثل ” آفاق مسرحية ” ونقاش حول النص” وكنت أستضيف خلالها مخرجين وكتاب شباب، كما ساهمت بتحليلات نقدية مسجلة لبعض العروض المسرحية التى نقلت إلى المستمعين ، ولي قراءات نقدية لأعمال رواد المسرح مثل ” توفيق الحكيم ، ميخائيل رومان ، رأفت الدويري ” تلك القراءات كانت بمثابة محاولات لإعادة تقديم النصوص للمستمع بروح العصر ، وللقائمين على البرنامج
أن يواصلوا الإيمان بدورهم لأن البرنامج الثقافي خلق ليبقي مختلفًا لأنه نادر وثمين ٠
 
وأوضح الفنان خالد الذهبي قائلا “علاقتي بالبرنامج الثقافى بدأت منذ أكثر من عشرين عامًا وكانت أولي تجاربي من خلال مسلسل إذاعي بعنوان ” أصداء النيل ” وكان يتناول قصصًا من التاريخ المصري القديم بصياغة درامية رائعة كانت تجربة ثرية ، ومن يومها أدركت كم هو مهم أن يكون للفنان مساحة حقيقية مع الكلمة والصوت فقط دون مؤثرات بصرية ، شاركت فى عدد من الأعمال التى أعتز بها جداً منها مسلسل ” أنشودة المطر “، و البرنامج الثقافى هو بيت من بيوت التكوين الفني الحقيقي ، هو المكان الذى يعلم الفنان كيف يضبط نفسه ويحمل المعنى داخل نبرته وكيف يصوغ الشخصية بالهمس أحيانًا فهو تحد دائم لكن ممتع
 
وتجاذبت أطراف الحديث الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز ، قائلة “علاقتي بدأت من أوائل السبعينيات بالبرنامج الثقافى،  وشاركت بأول عمل درامي باسم “حديث الأرواح ” كان مسلسلًا فلسفيًا من تأليف الدكتور زكي نجيب محمود ، ومن هذا الوقت وأنا مستمرة بصوتي وحبي فى كل ما يقدمه هذا البرنامج العريق،  وأعمالي كثيرة لكن هناك أعمال مميزة لا أنساها مثل مسلسل ” الرحيل ” والبرنامج الثقافي هو المكان الذى صقل أحساسي بالكلمة وفهمت أن الفن ليس مجرد أداء لكنه حالة داخلية تبني من الفكر والبرنامج الثقافي صنع جيلاً كاملًا  من الفنانين والمستمعين تربى على الوعي ، وكل عام والبرنامج الثقافي بخير ويظل منارة للثقافة فى مصر والعالم العربي” ٠
 
تذاع الفترة المفتوحة ” بلا حدود ” عبر أثير البرنامج الثقافى تردد ٩١،٥٠  الساعة ٣:٣٠ عصراً حلقة  الإثنين، إعداد : شيرين فكري، تقديم : رامي شفيق إخراج : ياسر زهدي.