صور.. سفير قطر بمصر يفتتح أعمال منتدى "السياسات الإقليمي العربي"

صور.. سفير قطر بمصر يفتتح أعمال منتدى "السياسات الإقليمي العربي"

انطلقت الأربعاء أعمال منتدى “السياسات الإقليمي العربي الأول حول إعلان الدوحة، الأسرة والتغيرات الكبرى المعاصرة”، الذي ينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة – عضو مؤسسة قطر – بالتعاون مع المندوبية الدائمة لدولة قطر لدى جامعة الدول العربية وبالشراكة مع الأمانة العامة للجامعة العربية.

ويتضمن المنتدي عدد من الجلسات، تتناول الأسرة العربية والتحولات المعاصرة وسبل الدعم والمهددات الراهنة لثوابت الأسرة في المنطقة العربية وسبل مواجهتها على الصعيدين الوطني والإقليمي كما يسلط الضوء علي الدوحة نموذج شراكة لأسرة متماسكة بجانب تناول دور الأسرة والتغيرات التكنولوجية في العالم العربي، والأسرة والتغيرات التكنولوجية في العالم العربي، وتمكين الأسرة في مصر لاحتواء مخاطر وتحديات الذكاء الاصطناعي والأسرة والهجرة والتمدن العمراني، والأسرة العربية والتغير المناخي، رؤية استراتيجية لصمود اجتماعي مستدام ويتضمن المنتدي أيضا جلسة مهمة حول تجارب الدول حول التغيرات الكبرى المعاصرة.

هذا وقد شارك في الجلسة الافتتاحية للمنتدى، الدكتورة، مايا مرسي – وزيرة التضامن الاجتماعي، والشيخة الدكتورة حصة بنت حمد آل ثاني – أستاذ مشارك بجامعة قطر، د/ شريفة نعمان العمادي – المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، والدكتور/هيفاء أبو غزالة – الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، والسفير/ طارق الأنصاري – سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، بالإضافة إلى لفيف من أصحاب السعادة السادة السفراء والشخصيات العامة ورموز الفكر والثقافة والفن وكوكبة من الخبراء وممثلي الآليات المعنية بالأسرة في الدول العربية.

وفى السياق ذاته، أكد السفير، طارق الأنصاري – سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية فى كلمتة الإفتتاحية لأعمال المنتدى – أكد سعادته بإفتتاح أعمال منتدى السياسات الإقليمية العربي الأول حول إعلان الدوحة: “الأسرة والتغيرات الكبرى المعاصرة”، والذي تنظمه دولة قطر ممثلةً في معهد الدوحة الدولي للأسرة، بالتنسيق مع مندوبية دولة قطر في القاهرة، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية.

وصرح الأنصاري بإن هذا المنتدى يشكل امتدادًا لجهود قطر في دعم قضايا الأسرة إقليميًا ودوليًا، وكان آخرها مؤتمر الذكرى الثلاثين للسنة الدولية للأسرة الذي عُقد في الدوحة في أكتوبر 2023، بمناسبة مرور ثلاثة عقود على إعلان الأمم المتحدة لعام 1994.

وناقش المؤتمر تحديات معاصرة مثل التغيرات الديموغرافية والتكنولوجية والهجرة والتغير المناخي، وأصدر “إعلان الدوحة” متضمنًا أكثر من 30 توصية لدعم الأسر وتعزيز السياسات الاجتماعية. ويُعد هذا الإعلان مكمّلًا لنداء الدوحة لعام 2014 الذي دعا لتمكين الأسر وتحقيق التوازن بين العمل والحياة والتنمية الشاملة.

وقال السفير/ طارق الأنصاري – سفير دولة قطر لدى جمهورية مصر العربية المندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية – في هذا الصدد، فإن اجتماعنا اليوم يأتي ليحمل مشعل المتابعة والتفعيل لما ورد في إعلان الدوحة، متجاوزًا حدود التوصيات النظرية إلى بحث الآليات الواقعية لتطبيقها، في ضوء ما تشهده الأسرة العربية من تحولات عميقة. فهو منصة حوارية رفيعة تُعزز التكامل بين صناع السياسات والباحثين والممارسين، وتهيئ الأرضية اللازمة لبناء سياسات أسرية مدروسة، تستند إلى المعرفة الدقيقة، والتجارب الميدانية الناجحة، والتعاون المؤسسي الفعّال.

فإن الأسرة العربية تواجه اليوم تحديات معقدة ومتعددة الأبعاد، تتجاوز التحولات العالمية كالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية، لتتداخل مع خصوصيات ثقافية واجتماعية واقتصادية تميز المنطقة. فبينما تعصف النزاعات والصراعات ببعض الأسر، تعاني أخرى من ضغوط اقتصادية متزايدة، وتحديات الهجرة والفجوة الرقمية. ولا ينفصل ذلك عن التغيرات الثقافية والاجتماعية التي تهديد الهويات الأسرية التقليدية وتؤثر بشكل كبير على دور الأسرة وقدرتها على توفير الاستقرار النفسي والاجتماعي لأفرادها.

ولا يمكن الحديث عن التحديات التي تواجه الأسرة العربية دون التوقف عند الأثر المدمّر للاحتلال الإسرائيلي على كيان الأسرة واستقرارها، إذ تمثل الأسر الواقعة تحت الاحتلال – وعلى رأسها الأسر الفلسطينية، وتلك في الجولان السوري المحتل، ولبنان – نموذجًا صارخًا لتفكك البُنى الاجتماعية بفعل القهر المنهجي. فالاحتلال لم يكتفِ بتجريد الأرض من أهلها، بل استهدف بشكل مباشر الأسر عبر سياسات الاعتقال وهدم المنازل، والفصل القسري بين أفراد العائلة، وفرض الحصار، ما أدى إلى تفكيك الروابط الأسرية وتشويه الأدوار داخل العائلة. كما أن هذا الاستهداف البنيوي للأسرة بوصفها نواة المجتمع العربي، يتجاوز الأبعاد الإنسانية ليمس جوهر الهوية والانتماء، ويهدد بتوارث المعاناة وعدم الاستقرار عبر الأجيال. لذا فإن أي رؤية استراتيجية لتمكين الأسرة العربية لا تكتمل دون إدراج الاحتلال باعتباره عاملًا بنيويًا يقوّض كيان الأسرة.

وفي ظل هذا الواقع المعقد، فإن الاستجابة الفاعلة لتلك التحديات لا يمكن أن تكون آنية أو جزئية، بل ينبغي أن تكون استجابات حكيمة وشاملة تستند إلى رؤية استراتيجية واعية تضع الأسرة في قلب السياسات العامة. فتمكين الأسرة اليوم لم يعد ترفا اجتماعيا، بل هو استثمار في استقرار المجتمعات، وبناء لمستقبل أكثر تماسكا وعدلا وقدرة على التكيف مع عالم سريع التغير.

إن الاهتمام باستقرار الأسرة وأفرادها وتعزيز التماسك الأسري يعد من الغايات الجوهرية التي ترتكز عليها رؤية قطر الوطنية 2030، إذ تنطلق هذه الرؤية من إيمان راسخ بأن الأسرة المتماسكة هي الأساس في بناء مجتمع مزدهر ومستقر. ومن هذا المنطلق، أولت دولة قطر قضايا الأسرة اهتماما محوريا في رؤيتها التنموية، إدراكًا منها بأن التماسك الأسري يشكل ركيزة الاستقرار الاجتماعي وأساس بناء الإنسان. وفي ظل التحديات المتنامية التي تواجه الأسر في منطقتنا، من تحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة إلى الأزمات الإنسانية والنزاعات، حرصت قطر على أن تكون في طليعة الدول التي تبادر بفهم هذه التحولات والتعامل معها بمنظور شامل، يوازن بين الحفاظ على القيم الأسرية والانفتاح على مقتضيات العصر. وقد تجسد هذا الالتزام في دعمها المستمر للبحوث والسياسات التي تعزز من صمود الأسرة، وترسّخ مكانتها كمحور للتنمية المستدامة والنهضة المجتمعية.

وفي ختام الكلمة ، أعرب سفير قطر بالقاهرة السفير طارق الأنصاري انه لا يسعه إلا أن يعرب عن تقديره العميق لمعهد الدوحة الدولي للأسرة، وجامعة الدول العربية، وكل الشركاء الذين أسهموا بجهد مخلص في إطلاق هذا المنتدى كما أكد، دعمنا بلاده الراسخ لكل المبادرات الإقليمية والدولية التي تسعى إلى تمكين الأسرة، وصون كرامتها، وتعزيز قدرتها على الصمود في وجه التغيرات المتسارعة.

أملا أن يكون هذا المنتدى خطوة جادة نحو صياغة رؤية عربية مشتركة، تُترجم التنسيق إلى سياسات، وتُحوّل التوصيات إلى أثر ملموس في حياة أسرنا ومجتمعاتنا.

سفير قطر بمصر