الظلم .. ظلمات وعواقب

الظلم .. ظلمات وعواقب

الظلم مُهلك للمجتمعات ، مُفسد للأوطان ، هو أساسُ كلِّ بليَّة، بسببه تَشُب الحروب وتثور الشعوب وتحل المصائب، فهو منبع الرذائل ومصدر الشرور، ما فشَا في أمة وشاع فيها إلا أهلكها ومزق وحدتها، وفرق كلمتها، وشق صفها.

وحول هذا السياق ، أكد برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان ) أن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه ، وتوعد الظالمين بالقصاص منهم ، حتى وإن أفلت الظالم بظلمه في الدنيا ، فلا مفر له يوم القيامة ، ولا ملجأ له من الله ، حيث لا ينفع مال ولا بنون ، الله الحكم العدل اقتضت سنته تعالى هلاكَ الظالمين، ومحق المعتدين وقطع دابر المفسدين.

وتطرق البرنامج في هذا الصدد إلى حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: “مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه” ؛ رواه البخاري.

على صعيدٍ آخر ، ألقى البرنامج الضوء على ورع الإمام الشافعي رحمه الله ، وكيف أنه ضرب مثلاً يحتذى به في الخشية من الله رب العالمين ، فقد روي عن عبد الله بن حمد البلوي قال : كنت أنا وعمر بن نباته دروسًا نتذاكر العبَّاد والزهاد ، فقال عمر بن نباتة: «ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي، خرجت أنا وهو والحارث بن لبيد إلى الصفا، فافتتح يقرأ، وكان حسن الصوت، فقرأ: “هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون”. فرأيت الشافعي، وقد تغير لونه، واقشعر جلده، واضطرب اضطرابا شديدا، وخرّ مغشيا عليه. فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكذّابين، وإعراض الغافلين، اللهم لك خضعت قلوب العارفين، وذلّت هيبة المشتاقين، إلهي هب لي جودك، وجلِّلني بسترك، واعف عن تقصيري بكرم وجهك». يقول الله جل وعلا : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ } (فاطر:٢٨)

يذاع برنامج ( قطوف من حدائق الإيمان) يوميًا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم ، تقديم الإذاعي شحاتة العرابي.

 

لمتابعة البث المباشر لإذاعة القرآن الكريم .. اضغط هنا