إبراهيم سلامة: ماسبيرو مدرسة المحتوى الهادف

يمتلك أدواته الإخراجية بامتياز شديد كمخرج تليفزيونى.. وبرهن على موهبته منذ التحاقه بالتليفزيون المصرى فى أواخر الثمانينيات،
وقدم برامج متنوعة نالت استحسان المشاهدين، ثم جاء تكليفه مديرا لاستوديوهات القناة الرابعة بالشرقية عام 1996، ثم نائبا لرئيس القناة عام 2012، ثم جاء تكليفه مؤخرا برئاستها بدءا من أكتوبر 2024. إنه المخرج التليفزيونى إبراهيم سلامة، رئيس قناة القنال الإقليمية، والذى التقت به المجلة فى هذا الحوار.
ما أهم تجاربك الإخراجية وتأثيرها فى حياتك العملية؟
التجارب الناجحة فى مشوارى التليفزيونى كثيرة لكن هناك محطات مهمة فى حياتى، منها مرحلة عملى كمخرج تنفيذ على الهواء، والذى يحتاج وعيا ودقة شديدة، وانتباها كاملا لكل أدوات العمل على الهواء. ومحطة إخراج التحقيقات التليفزيونية من التجارب المهمة فى حياتى، لأنها تعطينا احتكاكا أكثر بقضايا الناس، مثل برنامج “فى خدمتك” وبرنامج “تحقيقات الرابعة”. ومحطة تغطية كل الحملات القومية، مثل حملة محو الأمية وتعليم الكبار، وبرنامج كأس التفوق، والبرامج الإخبارية والخدمية، وإخراج نشرة الأخبار الرئيسية للمحطة، وإخراج الاحتفالات والمهرجانات المهمة على أرض إقليم القناة وسيناء. ولا انسى تجربتى فى إخراج الدراما وفوازير رمضان “رحلات وحكايات”، وكلها تجارب خلقت عندى إحساسا بالثقه الكبيرة، كابن من أبناء مدرسة ماسبيرو، الزاخرة بالكفاءات والرسالة الهادفة على مر الزمان.
بعد توليك رئاسة قناة القنال.. ما رؤيتك لتطويرها؟
القناة الرابعة – أو قناة القنال حاليا – أول قناة إقليمية خارج العاصمة، وأنشئت عام 1988، فهى ليست حديثة، ولديها باع كبير فى الإعلام الإقليمى والتنموى، ومع أول يوم لرئاستى لها بتكليف من الإعلامية القديرة نائلة فاروق – رئيسة التليفزيون المصرى والمشرفة على قطاع القنوات الإقليمية – نسقت معها على الفور لوضع خطة ورؤية لتطوير الشاشة، وتصور عام يهدف لجذب الجمهور ويرتكز على هموم واهتمامات المشاهد كأولوية أولى، ثم إبراز جهود الدولة فى تنفيذ خطط التنمية بإقليم القناة، والمتمثلة فى إقامة المشروعات القومية الكبرى، إلى جانب وضع تصور للهوية البصرية للمحطة، بألوانها المميزة والمتمثلة فى الأزرق المدمج مع اللون الرمادى، وتعميمه فى كل ما يتصل بالصورة، بحيث إنه بمجرد أن ترى الشاشه تتعرف عليها، وبالفعل وضعنا براند كاملا للمحطة، شمل لوجو جديدا ومجموعة فيلرات من محافظات الإقليم الست، متضمنة الأماكن التاريخية والمساجد والمتاحف والمناطق الأثرية ومعالم القناة الشهيرة، مع تغيير تترات وديكورات البرامج، لتتواءم مع البراند الجديد، والتوسع فى استخدام تقنية الاستوديو الافتراضى.
وماذا عن المضمون أو المحتوى فى برامج القناة؟
الاهتمام بالمحتوى مهم وضرورى جدا، وركيزة أساسية من ركائز التطوير، لأنه هو الذى يحمل الرسالة التى نريد توصيلها للجماهير، وبناء عليه استحدثنا مجموعة جديدة من الأفكار وجرى تنفيذها بالفعل، وركزت على الفئات المستهدفة، خاصة الشباب، فهم نصف الحاضر وكل المستقبل، فنفذنا برنامج مزيكا وبرنامج بودكاست. ومواطنو سيناء كانت لهم تغطية متميزة، من خلال برنامج “الخيمة البدوية” وأنتجناه على مستوى عال، ووجد استحسانا كبيرا من أهالى سيناء. وفى مجال التوعية الدينية، خاصة الموجهة للمرأة، قدمنا برنامج “تقوى القلوب”. وفى الجانب الترفيهى برنامج “فنون”. إلى جانب التركيز على المشروعات القومية بالاقليم، وتعريف المشاهد بها وبفوائدها التى تعود على المجتمع فى برامج “القنال اليوم” و”أول النهار”، وبرنامج “هنا الجامعة” الذى يربط شباب الجامعة بالوطن.
كيف تعكس القناة خصوصية وهوية الإقليم التراثية؟
لدينا مجتمعات متنوعة ومختلفة من العادات والتقاليد والثقافة، ثلاث محافظات ذات طابع ساحلى، ومحافظة الشرقية يغلب عليها الطابع الريفى، ومحافظتا شمال وجنوب سيناء ذاتا طابع بدوى، وبالتالى علينا أن نعبر عن هذه الثقافات عبر خدمات إعلامية تعكس هذا التنوع. وبنظرة سريعة على الخريطة سنجد مساحات تضمن هذا التعبير بشكل واضح، مثل برنامج “الخيمة البدوية” وتقارير إخبارية من شمال وجنوب سيناء، إلى جوار برنامج “السمسمية” المميز لكل محافظات القنال الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وبرنامج “ارض الخير” لمحافظة الشرقيه بطابعها الريفى، وبرنامج “الدراويش والمصراوية” ويمثل فريقى الإسماعيلى والمصرى البورسعيدى فى الدورى الممتاز، فضلا عن التغطية الفورية لكل المهرجانات القومية والإقليمية التى يتميز بها إقليم القناة، خاصة مهرجان الإسماعيلية للفنون الشعبية، ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية الروائية والقصيرة. التراث الشعبى لدينا عامر وسخى ومتميز بفنون السمسمية والبمبوطية والثقافه والفنون، وهذا ما يميز شاشتنا.
هل مفهوم الإعلام الإقليمى والتنموى تغير فى عصر الميديا الجديدة؟
فى ظل التغييرات والمستجدات التكنولوجية ومنصات التواصل الاجتماعي، واحتدام المنافسة بين الاعلام التقليدى والإعلام الجديد، يجب أن يغير الإعلام الإقليمى نفسه ويواكب الجديد، وليس شرطا أن يكون موجها، لأن الرسالة الإعلامية يمكن تطويرها لخدمة أهداف التنمية، سواء انطلقت من إعلام مركزى أو محلى. وبالتالى الرسالة الإعلاميه هى الأهم، ويمكن أن تنطلق من أشكال وفورمات تجمع بين خصائص القديم والحديث، وتصلح للعرض على كل الوسائل، بشرط أن تتوافر لها عناصر الإبهار البصري، والتركيز الشديد على العناصر الرئيسية فيها.