الولايات المتحدة قد تفقد 12.5 مليار دولار من العائدات السياحية الدولية

كشفت أحدث التقارير الصادرة عن مجلس السفر والسياحة العالمي أن الولايات المتحدة على وشك خسارة 12.5 مليار دولار من الإنفاق السياحي الدولي هذا العام، حيث من المتوقع أن ينخفض الإنفاق السياحي داخل البلاد إلى أقل من 169 مليار دولار مقارنة بـ181 مليار دولار في عام 2024.
ويعكس ذلك انخفاضا بنسبة 22.5% عن ذروة الإنفاق الدولي في الولايات المتحدة والتي بلغت 217.4 مليار دولار في عام 2019، ويأتي هذا الانخفاض بعد شهور من السياسات التي اعتمدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أدت إلى نفور السياح الأجانب من زيارة البلاد بسبب شعورهم بعدم الترحيب أو بالخطر، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
وقالت جوليا سيمبسون، رئيسة المجلس والرئيس التنفيذي لمجلس السفر والسياحة العالمي، إنه على الرغم من أن الإنفاق السياحي في الولايات المتحدة كان أقل من مستويات عام 2019 في العام الماضي، إلا أن الانخفاض المتوقع لهذا العام يرجع إلى مشاعر سلبية بعد احتجاز بعض السياح وفرض الرسوم الجمركية المرتفعة.
وأشارت سيمبسون إلى أن “الجيران القريبين، كندا والمكسيك، لا يسافرون (إلى الولايات المتحدة)”، في إشارة إلى انخفاض عدد المسافرين من هذين البلدين بسبب عمليات التفتيش المشددة على الهجرة، والرسوم الجمركية، والبيانات السياسية المثيرة من إدارة ترامب.
وأضافت سيمبسون أن “هناك أيضا مخاوف بشأن التأشيرات، سواء كانت صحيحة أو إذا كان قد يتم اعتقالهم عن غير قصد، مما جعل الناس يشعرون بالخوف”.
ووفقا للبيانات، تعد الولايات المتحدة الدولة الوحيدة من بين 184 دولة تم تحليلها من قبل المجلس الاستشاري الاقتصادي العالمي “أوكسفورد إيكونوميكس” التي من المتوقع أن تشهد انخفاضا في عدد الزوار الدوليين في عام 2025، خاصة وأنه في الوقت الذي تشدد الولايات المتحدة إجراءات الهجرة، تقوم دول أخرى مثل الصين بتخفيف متطلبات التأشيرات، بهدف تشجيع السياحة الدولية.
وأضافت سيمبسون: “بينما تقوم الدول الأخرى بمد سجادة الترحيب، تقوم الحكومة الأمريكية بوضع لافتة مغلق”، مؤكدة: “أنا متأكدة تماما أن ترامب، بخلفيته في مجال الضيافة، يفهم أن السياح يريدون فقط زيارة هذا البلد الجميل، والاستمتاع بالشعب والتاريخ، ثم العودة إلى ديارهم.. إنهم لا يريدون العيش هنا”.
ورغم هذه التحديات، تظل الولايات المتحدة أكبر سوق سياحي في العالم، حيث أسهمت صناعة السفر والسياحة بما يقارب 2.36 تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي العام الماضي، ومع ذلك جاء 90% من الإنفاق السياحي في الولايات المتحدة في عام 2024 من السياح المحليين. ويقول المجلس إن عدم تشجيع السياحة الدولية إلى الولايات المتحدة يعد فرصة مفقودة، حيث أن النمو الحقيقي يكمن في هذا القطاع.
ووفقا لجمعية السفر الأمريكية، ينفق السياح الأجانب في المتوسط 4000 دولار في كل رحلة، أي 8 أضعاف ما ينفقه السياح المحليون.
وفي عام 2024، استقبلت الولايات المتحدة 72.4 مليون زائر دولي، وهو ما يقل بمقدار 7 ملايين عن عام 2019، حيث شهدت أعداد الزوار الدوليين انخفاضا ثابتا هذا العام، مع انخفاضات كبيرة في مارس من أسواق رئيسية مثل كندا وبريطانيا وكوريا الجنوبية، وفقا لبيانات وزارة التجارة الأمريكية.