د. طلعت: مشروع الدلتا الجديدة يعتبر من أبرز مبادرات التنمية المستدامة

قال د. عبد العزيز طلعت رئيس شعبة مصادر المياه والأراضي الصحراوية السابق بمركز بحوث الصحراء إن القطاع الزراعي في مصر شهد العديد من التحديات الخارجية مثل جائحة كورونا التي أدت إلى انقطاع سلاسل الإمداد وبالتالي ارتفاع أسعار السلع الغذائية والحروب وتأثيرها على نقص السلع وزيادة الطلب مع قلة العرض، وكذلك التغيرات المناخية التي أصبحت ظاهرة مقلقة في الفترة الأخيرة حيث ترتفع درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة يتبعها جفاف وندرة الأمطار وارتفاع مستوى المياه بالأنهار والبحار وبالنهاية يؤدي إلى تملح التربة لاختلاط مياه الأنهار مع المياه الجوفية ويؤدي إلى التصحر، إلى جانب المشاكل الداخلية التي أسفرت عن تناقص مساحة الأراضي الزراعية نتيجة السلوك البشري السيء مثل التعدي بالمباني والإشغالات وتبوير الأرض وتفتيت الحيازة، لافتًا النظر إلى أن الزيادة السكانية الكبيرة أدت إلى وجود فجوة بين الإنتاج والاستهلاك ما دفع الدولة للعمل على سد هذه الفجوة من خلال إنشاء المشروعات الزراعية العملاقة مثل مشروع الدلتا الجديدة.

وأضاف طلعت في حديثه لبرنامج (الاقتصاد والناس) أن الهدف من المشروع الذي تبلغ مساحته 2.2 مليون فدان تمثل حوالي 35 % من الدلتا القديمة هو زيادة المحاصيل الزراعية بجودة عالية وأسعار مناسبة مما يقلل الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتقليل الاستيراد من الخارج خاصة من القمح والمنتجات الزيتية لذلك تم تقسيم الدلتا الجديدة إلى 30 % لزراعة المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة الصفراء والمحاصيل الزيتية، 40 % للمحاصيل البستانية والخضراء، 30 % للصناعات القائمة على هذه المزروعات، مؤكدا أن مشروع الدلتا الجديدة يعد أحد مشروعات التنمية المستدامة حيث يستخدم أحدث نظم الري والحصاد والتخزين والنقل الحديثة، كما يقوم على الطاقة الشمسية ويعتبر مستقلا بذاته حيث يحيط بالدلتا منطقة لوجيستية لتصنيع المحاصيل تمهيدا لطرحها بالأسواق.

وأوضح أن اختيار أي منطقة لاستصلاحها يتطلب النظر إلى قربها من مصادر المياه, أو كيفية نقل المياه لها بسهولة حيث تحتاج الدلتا الجديدة إلى 105 مليون متر مكعب يوميا من المياه, ووفقا لوزارة الري ستقوم محطة المياه بتوفير حوالي 7 ملايين متر مكعب منها على أن يتم الاستعانة بالمياه الجوفية لزراعة أكبر مساحة ممكنة بأقل كميات مياه متاحة حيث تعاني مصر من ندرة المياه خاصة وأنها تقع في نطاق الدول الجافة، مشددًا على أهمية تعظيم الاستفادة من المياه واستغلالها على النحو الأمثل بما ينمي قطاع الزراعة ويسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك.

يُعرض برنامج (الاقتصاد والناس) على شاشة القناة الثانية، تقديم محمد البيطار.

لمتابعة البث المباشر للقناة الثانية..اضغط هنا