د. أحمد عوض يوضح طرق حماية خصوبة التربة

أكد الدكتور أحمد محمد عوض رئيس بحوث خصوبة الأراضى وتغذية النبات بمعهد بحوث الأراضى، أهمية زيادة خصوبة الاراضى لتحقيق الأمن الغذائى، موضحا وجود بعض الممارسات الزراعية غير المستدامة في بعض الأراضى الزراعية، حيث يتم الاعتماد على التسميد المعدنى والأسمدة المخلقة وليس الأسمدة العضوية وترك الدورة الزراعية وعدم إدارة الأراضي بالشكل المطلوب، وبالتالي مع الوقت يحدث تدهور لخصوبة الأرض.
وأشار خلال لقاء مع برنامج (تحيا مصر) إلى وجود مبادرات وطنية تهدف لتحسين خصوبة الأراضى، حيث بادر معهد بحوث الأراضى بعمل خطة خصوبة الأراضى لمعرفة أرض مصر وتحليل عناصرها، من ناحية درجة الخصوبة ومستوى الملوحة والمحتوى من ميكروبات وتركيبة الأملاح، وبدأ المعهد المبادرة بتمويل من أكاديمية البحث العلمى بحيث تشمل جميع محافظات الجمهورية من خلال تحليل حوالى 9,5 مليون فدان يتم تحليلهم فى الطبقة السطحية والطبقة تحت السطحية، وتم الانتهاء بالفعل من 12 محافظة بحسب الخطة الموضوعة من المختصين، لتمثل هذه المعلومات قاعدة بيانات مهمة جدا لمعرفة كيفية التسميد واختيار المحصول والإنتاجية المتوقعة وكيفية معالجة أي مشكلة وسيكون لها مردود جيد جدا على الزراعة في مصر.
وحول المؤشرات الأولية لهذه الدراسة أوضح أنها تشير إلى استخدام المزارعين للأسمدة بشكل غير جيد والإسراف في استخدام الأسمدة الأزوتية والفوسفاتية، واستنزاف عنصر البوتاسيوم المهم في تحمل الإجهادات وجودة المحاصيل ، موضحا أن نقص وجود هذا العنصر يؤدى إلى انخفاض في الإنتاجية وعدم تحمل الإجهادات البيئية والحيوية التي من الممكن أن يتعرض لها النبات.
وأشار إلى عدة تحديات تواجه الزراعة منها درجة ملوحة الأرض، ونقص البوتاسيوم، والأمراض التى تصيب الأراضى وكذلك نقص العناصر الصغرى في الأرض مثل الحديد والمنجنيز والزنك والنحاس، ومشكلات أخرى مثل إدارة الرى غير الجيدة وزيادة كمية المياه التى تؤدى لتقليل الهواء ويعطى فرصة لزيادة الفطريات وبالتالي إصابة النبات بأمراض معينة منها أعفان الجذور وانهيار النبات لعدم قدرته على امتصاص الأوكسجين في التربة أو امتصاص المياه، وانخفاض إنتاجية المحصول إلى النصف أو الثلثين.
وكشف عن وجود تحديات كبيرة خلال الفترة الأخيرة لم يكن لنا دخل فيها مثل التغيرات المناخية، التى تؤدى إلى ارتفاع درجات الحرارة بنسب عالية لفترات طويلة أو تنخفض لفترات معينة مما يؤدى لحدوث تغيرات مثل تغير مواعيد الزراعة، ومعاناة النبات من ارتفاع وانخفاض الحرارة بشكل كبير، وعدم القدرة على التأقلم مع هذه التغيرات، ولذلك بدأ الخبراء في مجال تربية النباتات في استنباط أصناف قادرة على التكيف ، كما يعمل الخبراء في مجال تغذية النبات في العمل على زيادة قدرة هذه النباتات على تحمل هذه الإجهادات، موضحا أن الإجهادات التي يعانى منها النبات على نوعين، إجهادات بيئية مثل الحرارة والعطش والملوحة ونقص العناصر الغذائية، وإجهادات حيوية وهى الأمراض والحشرات ،وعن طريق التسميد الجيد والمستدام نستطيع حماية النبات بقدر كبير من الإجهادات الحيوية .
وحول دور التكنولوجيا الحديثة في هذا المجال أشار إلى وجود تعبير جديد يدعى الزراعة الدقيقة وهى تقنية زراعية تعتمد على الأقمار الصناعية وطائرات (الدرون) الطائرات بدون طيار والاستشعار عن بعد والحساسات التي تحدد مستوى الملوحة والتفاعل ورطوبة التربة مع توفر بيانات الأرصاد الجوية بما يؤدى للقدرة على التنبؤ بشكل مسبق بارتفاعات درجات الحرارة وكمية مياه الرى وكمية التسميد المناسبة حسب الحالة، كذلك يمكن عن طريق الحساسات استخدام أساليب الرى الذكى.
وأكد أن أراضى الدلتا والوادى أراض خصبة لكن حدث لها تدهور في الخصوبة نتيجة الممارسات الزراعية غير الجيدة لكن يمكن إصلاحها وإرجاعها إلى ما كانت عليه خلال 10 سنوات، من خلال ما يسمى بالزراعة التجديدية أو الزراعة المستدامة والتي تقوم على تنويع مصادر الأسمدة المستخدمة، والعملية الزراعية نفسها تتم بشكل يخدم حالة الأرض التي ستغذى النبات، ووضع برنامج تسميد يتوافق مع درجة خصوبة التربة ثم اختيار المحصول المناسب، ومقررات سمادية محدثة، ولابد من دورة زراعية وتنويع المحاصيل وتحسين حالة الرى وتقسيم الأرض إلى شرائح.
وقدم روشتة للمزارع حول أساليب الحفاظ على خصوبة التربة تضمنت عدة توصيات أولها الحرث الجيد وتشمس الأرض لإضعاف الفطريات والبكتريا الموجودة في التربة، وإراحة الأرض وتسوية سطح التربة لضمان توزيع متجانس للمياه، لأن الأرض متعرجة السطح تؤدى لعدم التجانس في الرى وعدم التجانس في التسميد، وثانيا لابد من إضافة أسمدة عضوية وتقليل استخدام الأسمدة الكيماوية وعمل دورة زراعية ، لزيادة الإنتاجية وزيادة تحمل النباتات للإجهادات البيئية، لافتا لوجود توصيات بتنويع الزراعات داخل المرزعة مثل زراعة أشجار مثمرة على حدود الأرض لزيادة خصوبة التربة وزيادة دخل المزارع.
برنامج (تحيا مصر) يعرض على شاشة الفضائية المصرية، من الاثنين إلى الخميس في الثانية ظهرا، من إعداد محمد ممدوح وإخراج صبحى وحيد ومن تقديم عبير أبو طالب
لمتابعة البث المباشر للقناة الفضائية المصرية..اضغط هنا