أهمية الحماية في الحياة الدنيا والآخرة

أهمية الحماية في الحياة الدنيا والآخرة

تناول دكتور أشرف الفيل إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية حديث لصفوان بن محرز الذي قال”بينما أمشى مع ابن عمر  إذ عرض رَجُلًا سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ، كيفَ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ في النَّجْوَى؟ قالَ سمعت رسول الله يقول: أن الله يدنى المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره فيقول أتعرف ذنب كذا فيقول نعم حتى إذا كرره بذنوبه ورأى فى نفسه أنه هلك قال  سترتها عليك فى الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فيعطى كتاب  حسناته وأما الكافر والمنافقون فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين ”

 
وتابع حديثه ببرنامج (من كنوز المعرفة ) مفسرًا لهذا الحديث فيقول: يذكر التابعى  صفوان أنه كان يسير مع عبد الله بن عمر رضى الله عنهما أخذ بيديه إذ ظهر له رجل وسأله عن النجوى، والنجوى هى إسرار الواحد بالكلام مع  آخر على انفراد، والمراد بها هنا مايقع بين الله وبين عبده المؤمن يوم القيامة وهو فضل من الله، حيث يذكر المعاصى للعبد سرًا، فالله يقرب المؤمن  إليه يوم القيامة ليكلمه ويعرض عليه ذنوبه فيما بينه وبينه، فيضع عليه كنفه والكنف فى اللغة الستر والحرز ويستر عبده عن رؤية الخلق له، لكى لا يفتضح العبد أمامهم فيخزى ويكلمه فيها سرًا فيقول له اتعرف ذنب كذا  فيذكره بما فعله فى الدنيا فى لطف وخفاء، حتى إذا اعترف العبد بذنوبه وتيقن أنه داخل النار لا محالة إلا أن يتداركه عفو الله، يقول  له ربه سترنها عليك فى الدنيا وانا اغفرها لك اليوم 
وأوضح أن من هذا الحديث ندرك أهمية الستر على الإنسان فى الدنيا والأخرة
والستر له صور عديدة ؛ منها:
عدم تتبع عورات الناس ونشر سرائرهم  فقد صعد رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المنبر فنادَى بصوتٍ رفيعٍ فقال” يا معشرَ من أسلمَ بلسانهِ ولم يُدخل الإيمانُ إلى قلبهِ، لا تُؤذُوا المسلمينَ ولا تُعيّروهُم ولا تَتّبعوا عوراتهِم، فإنه من يتبِعْ عورةَ أخيهِ المسلمِ تتبعَ اللهُ عورتَهُ، ومن يتبعِ اللهُ عورتهُ يفضحْه ولو في جوفِ رحلهِ”.
وجاء رجل إلى ابن مسعود وقد كان واليًا على الكوفة فقال له” هل لك فى فلان تقطر لحيته خمرًا قال إن الله نهانا عن التجسس وإن يظهر لنا شئ نأخذ به”.
واوضح أن الناس صنفان؛ منهم من يستر العيب ومنهم من يبحث عن الفضائح فيكشف  أستار الناس وعوراتهم، فينبغي أن نكون مع من يستر الناس، يقول ابن القيم”للعبد ستران ستر بينه وبين ربه وآخر بينه وبين الخلق، فمن هتك  الستر الذى بينه وبين الله هتك الله ستره  بين الخلق”.
يقول ابن الجوزي رحمه الله” أعلم أن الناس إذا أعجبوا بك فإنما  يعجبون بستر الله عليك ولو أن الله نشر ما ستره لما نظر  أحد إلى أحد ولما استمع أحد إلى أحد.”
وقيل لذى النون كيف أصبحت قال:”بين نعمتين  عظيمتين لا أدرى على أيتهما اشكر أعلى جميل ما نشر  أم على قبيح ما ستر”.
برنامج (من كنوز المعرفة) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميًا، إعداد الإذاعية أمل سعد