لافروف: المباحثات في إسطنبول مليئة بالعوامل الغامضة

وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الوضع حول المفاوضات الجارية في إسطنبول بشأن أوكرانيا، بأنه مفعم بالغموض ويثير اهتمام الجميع.
وقال لافروف – خلال اللقاء الاحتفالي للنادي الدبلوماسي “الثقافة بلا حدود: دور الدبلوماسية الثقافية وتطورها”، حسبما ذكرت “روسيا اليوم” – : “بالطبع تبقى أوكرانيا الآن على مسامع الجميع بسبب الفضول الزائد تجاه الغموض السائد حول ما يجري حاليا في إسطنبول حرفيا في هذه الساعات والدقائق”.
وفي الوقت نفسه، دعا وزير الخارجية الروسي إلى عدم نسيان الصراعات في أجزاء أخرى من العالم.
وأضاف: “لكن دعونا لا ننسى مأساة غزة ومأساة الأراضي الفلسطينية بشكل عام، وغيرها من المشاكل في الشرق الأوسط التي نشأت نتيجة للسياسات المتهورة والعدوانية التي تنتهجها دول الناتو التي تلجأ إلى القوة المسلحة دون تردد”.
وأشار لافروف إلى أنه على الرغم من تطور الذكاء الاصطناعي، إلا أن التكنولوجيات لا يمكن أن تحل محل الشخص الحي في الدبلوماسية، والذي يستطيع عادة بفضل خبرته وثقافته إيجاد “حلول إبداعية ومبتكرة للخلافات والنزاعات، تقوم على أساس المبادئ الراسخة وتوازن المصالح” بهدف منعها أو تكرارها في المستقبل.
وفي 11 مايو، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن موسكو تقترح على السلطات الأوكرانية استئناف المفاوضات المباشرة، التي أوقفتها في عام 2022، وذلك دون شروط مسبقة في 15 مايو في إسطنبول لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، وربما التوصل إلى وقف إطلاق النار.
وأعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بعد ذلك عن نيته التوجه إلى إسطنبول، الخميس.
وفي وقت سابق، أفاد مصدر مطلع، بأن الوفد الروسي وصل إلى إسطنبول.
وذكرت التقارير أن المفاوضات بين وفدي روسيا وأوكرانيا قد تبدأ في حوالي الساعة العاشرة صباحا، لكن المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت لاحقا أن المفاوضات تأجلت إلى النصف الثاني من اليوم بمبادرة من الجانب التركي.
ويترأس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي مساعد رئيس الدولة، ويضم الوفد أيضا نائب وزير الخارجية ميخائيل غالوزين، ورئيس المديرية العامة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.
وأكدت زاخاروفا، أن الهدف من المفاوضات المباشرة حول التسوية الأوكرانية في إسطنبول هو القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع وإقامة سلام مستدام.
وأوضحت أن هذه كانت تعليمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفة أن بوتين قد طرح مبادرة في 11 مايو الجاري لاستئناف المفاوضات المباشرة التي أوقفها نظام كييف بتوجيهات من رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون.
وقالت زاخاروفا، اقترح الرئيس الروسي بدء هذه المفاوضات المباشرة فورا دون شروط مسبقة في إسطنبول بتاريخ 15 مايو، مؤكدا أن هدفها هو – واقتبست كلماته حرفيا – “القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع والوصول إلى سلام دائم ومستدام على المدى التاريخي”.
من جهة أخرى، كشفت زاخاروفا عن نية الدول الأوروبية لاستمرار تصعيد النزاع في أوكرانيا، مشيرة إلى خطط الاتحاد الأوروبي لإرسال شحنات جديدة من الأسلحة ومنح حزم مساعدات إضافية لكييف.
وعلقت قائلة: “كل هذا يؤكد بشكل قاطع سعي الاتحاد الأوروبي ليس فقط لاستمرار القتال، بل لتصعيده أيضا”.