عز العرب: المفاوضات بين أمريكا وإيران تتم وسط تراجع الثقة

قال الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام، إن الجولة الرابعة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي جرت بوساطة سلطنة عُمان، تأتي في سياق النمط التقليدي الذي تتبعه طهران لتفادي الاحتكاك المباشر مع واشنطن، في ظل انعدام الثقة وتعقيد مراكز صنع القرار داخل النظام الإيراني.
وأوضح عز العرب في حوار مع برنامج المشهد المذاع على قناة النيل للأخبار أن اختيار عُمان ليس مفاجئًا، نظرًا لعلاقاتها المتوازنة مع الطرفين وخبرتها الطويلة في التوسط بينهما، كما حدث قبيل توقيع الاتفاق النووي عام 2015 مضيفا أن إيران تفضل هذا المسار لتجنب التصعيد العلني، ولأنه أثبت جدواه سابقًا في تحقيق مكاسب استراتيجية لطهران.
وأكد وجود تباين واضح في أولويات الأطراف الثلاثة؛ فالولايات المتحدة تسعى لتقليص البرنامج النووي الإيراني وتجنب التورط في صراعات الشرق الأوسط، فيما تركز إيران على رفع العقوبات والحفاظ على برنامجها النووي، بينما تشعر دول الخليج بقلق عميق من إمكانية إبرام اتفاق جديد شبيه باتفاق 2015، يهدد توازنها الأمني.
وفيما يتعلق بتهديدات إيران لدول الخليج، أشار إلى أن التهديد يختلف من دولة لأخرى؛ فالسعودية تواجه خطرًا عبر الحوثيين، بينما تقلق الكويت والبحرين من قربهما الجغرافي من المنشآت النووية الإيرانية، في حين تنظر قطر وعُمان إلى إيران كشريك إقليمي أكثر منه خصم.
وحول ما إذا كان تراجع النفوذ الإيراني فرصة للدول العربية، أوضح عز العرب أن الفراغ الناتج عن تراجع الدور الإيراني غالبًا ما يُملأ بقوى إقليمية أخرى مثل تركيا وإسرائيل، وليس بقوة عربية موحدة، في ظل الانقسامات والصراعات المستمرة في المنطقة، داعيًا إلى موقف عربي موحد يعيد التوازن ويعزز الأمن الإقليمي.
وفي ختام حواره رجّح الدكتور محمد عز العرب استمرار الصراع الأمريكي-الإيراني في صور غير مباشرة، خصوصًا في ساحات مثل العراق واليمن، محذرًا من أن غياب موقف عربي فاعل يجعل المنطقة ساحة مفتوحة لتنافس إقليمي بين إيران وتركيا وإسرائيل. واعتبر أن بناء منظومة عربية جديدة هو الحل، لكنه يتطلب إرادة سياسية وتغييرًا جذريًا في السياسات الراهنة.
برنامج المشهد يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامية دينا إبراهيم .
لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار…اضغط هنا