منجم السكري: ثروة مصر الذهبية

منجم السكري لإنتاج الذهب، كنز اقتصادي واستثماري وتنموي .. أحد أكبر مناجم الذهب في العالم يتوسع في قلب الصحراء الشرقية ليزيد من تقديراته لحجم الاحتياطي من الذهب .. يضم عمالة مصرية فنية مدربة على أعلى مستوى تواصل العمل على مدار الساعة لزيادة الإنتاج بأفضل جودة ممكنة وبمعدات هي الأحدث عالميا.
قطاع التعدين يشكل أحد المحاور الرئيسية في خطة الدولة للتنمية الاقتصادية وتنويع مصادر الدخل القومي، ودعم هذا القطاع يفتح آفاقا واسعة لفرص الاستثمار، ويدعم جهود الدولة في زيادة الصادرات وتعزيز ميزان المدفوعات.
وفي إطار متابعة دقيقة من الحكومة لمشروعات التعدين الكبرى وتذليل أي تحديات قد تواجهها، واستعراض مراحل الإنتاج والتوسعات الجديدة ومشروعات التنمية المحلية المرتبطة بمنجم السكري قام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بجولة ميدانية موسعة داخل المنجم، بما يعكس الأهمية الاستراتيجية التي توليها الدولة لقطاع التعدين، وحرص القيادة السياسية على تعظيم الاستفادة من الثروات الطبيعية التي تزخر بها مصر.
شملت جولة رئيس الوزراء تفقد أعمال المنجم المفتوح، بالإضافة إلى متابعة أعمال مصنع استخلاص الذهب، حيث تابع رئيس الوزراء شرحا حول تطور الأعمال بمنجم السكري للذهب الذي تبلغ احتياطياته المؤكدة نحو 6.2 مليون أوقية ويعد واحدا من أهم المناجم بفضل طرق التعدين المتبعة التي أسهمت في زيادة الاحتياطي والإنتاج، فيما تجرى حاليا أعمال تنمية بواسطة المستثمر الجديد شركة “أنجلو جولد اشانتي” لتأكيد نحو 4.3 مليون أوقية إضافية لاحتياطيات المنجم بما يعزز من قيمته.
* احتياطيات أخرى
رئيس الوزراء أكد اهتمام الدولة وحرصها على دعم استثمارات شركة “أنجلو جولد أشانتي” في مصر، لافتا إلى أن هناك العديد من التقارير التي تؤكد أن مصر لديها احتياطيات أخرى على الأرجح مماثلة لمنجم السكري.
وأشاد رئيس الوزراء بجهود الشركة للاستثمار في منجم السكري خلال الفترة الماضية، معربا عن تطلعه لقيام الشركة بضخ المزيد من الاستثمارات في منجم السكري خلال الفترة القادمة.
كما أعرب رئيس الوزراء، عن رغبته في التعرف على أي ملاحظات أو معوقات لدى الشركة من الممكن أن تواجهها خلال قيامها بأنشطتها المختلفة، وذلك لسرعة العمل على حلها وإزالتها، بما يسهم في ضخ المزيد من الاستثمارات خلال الفترة القادمة، وزيادة معدلات الإنتاج من منجم السكري.
* ضخ المزيد من الاستثمارات
بينما أشاد الرئيس التنفيذي لشركة “أنجلو جولد أشانتي” بجهود الحكومة المصرية ودعمها المستمر للمستثمرين في مجال التعدين، مؤكدا أن ذلك التوجه هو ما ترك انطباعا إيجابيا لديهم، من خلال ما لمسوه من تواصل مستمر بين الشركة ووزارة البترول.
وأكد أن شركة “أنجلو جولد أشانتي: تعتزم ضخ المزيد من الاستثمارات في منجم السكري خلال الفترة المقبلة، موضحا أنه وفقا للسوابق فإنه يتوقع وجود مواقع أخرى جاذبة للاستثمارات مماثلة لمنجم السكري في مصر.
* نموذج للتكامل بين الدولة والقطاع الخاص
منجم السكري للذهب الذي يمثل نموذجا ناجحا للتكامل بين الدولة والقطاع الخاص في إدارة الموارد الطبيعية، وواحدا من أكبر 10 مناجم ذهب في العالم من حيث الاحتياطي والإنتاج.
في الصحراء الشرقية وعلى بعد 30 كيلومترا من مدينة مرسى علم الساحلية، يقع منجم السكري للذهب، الذي بات يشكل قصة نجاح وطنية في مجال التعدين، ومصدرا رئيسيا للعملة الصعبة، وشريكا أساسيا في تحقيق التنمية المستدامة في جنوب البحر الأحمر.
يدير المنجم شركة “السكري لمناجم الذهب”، وهي شركة مشتركة بين الهيئة المصرية العامة للثروة المعدنية وشركة “أنجلو جولد أشانتي” العالمية، التي استحوذت مؤخرا على حصة شركة “سنتامين”.
* البداية
يعود المشروع إلى عام 1994، حين صدر القانون رقم 222 لسنة 1994 بالترخيص لوزير الصناعة والثروة المعدنية في التعاقد مع هيئة المساحة الجيولوجية المصرية والشركة الفرعونية لمناجم الذهب الأسترالية للبحث عن الذهب واستغلاله، والتي استحوذت عليها لاحقا شركة “سنتامين”.
في مايو 2005، تم تأسيس “شركة السكري لمناجم الذهب” بمنطقة امتياز تبلغ مساحتها 160 كم² بجبل السكري.
ومنذ بدء تشغيله رسميا عام 2009، رسخ منجم السكري مكانته كأحد أكبر مناجم الذهب على مستوى العالم من حيث الاحتياطي والإنتاج، حيث تبلغ الاحتياطيات المؤكدة به أكثر من 12 مليون أوقية ذهب، في حين تشير التقديرات إلى أن الاحتياطي المحتمل يصل إلى 15.5 مليون أوقية.
أنتج المنجم أكثر من 5 ملايين أوقية حتى منتصف 2024، بما يقدر بمليارات الدولارات، ساهمت بشكل مباشر في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز ميزان المدفوعات، وتوفير احتياطيات استراتيجية من المعدن النفيس.
وفي عام 2021، حصلت الشركة على 19 ترخيصا استكشافيا جديدا ضمن مزايدة الذهب العالمية لعام 2020، تغطي أكثر من 3000 كيلومتر داخل نطاق الدرع العربي النوبي، وتفتح هذه المناطق الاستكشافية الواعدة الباب أمام زيادات مستقبلية كبيرة في الإنتاج.
وتسعى شركة “أنجلو جولد أشانتي”، إلى رفع الإنتاج السنوي للمنجم إلى أكثر من 500 ألف أوقية ذهب خلال السنوات المقبلة، من خلال استخدام أحدث تقنيات التعدين المستدام، وتوسيع عمليات الحفر والاستخلاص، بما يحقق زيادة الإنتاج مع الحفاظ على البيئة.
* ضمن الأكبر في أفريقيا والعالم
بحسب التقديرات الاستكشافية لمنجم السكري يتميز بانتشار معدن الذهب على امتداده مما يجعله من ضمن المناجم الأكبر في أفريقيا والعالم كما إن مخزون الذهب في منجم السكري هش وسهل التكسير، ويتداخل مع مركبات جراتينية من بلورات التوناليت -وهي صخور نارية- ذات الحبيبات البركانية، وينقسم مخزون الذهب في منجم السكري إلى 4 نطاقات وهي: الفراعنة وراع وآمون والغزالي.
يشكل منجم السكري قيمة اقتصادية كبيرة لمصر، وذلك بفضل احتياطياته الضخمة من الذهب، إذ يعد من أكبر 10 مناجم في العالم من حيث الاحتياطي والإنتاج.
بدأ العمل فيه للمرة الأولى عام 2009، رغم اكتشافه في عام 1994، لتجد مصر أنها وضعت يديها على احتياطيات عملاقة من الذهب.
ارتفع إنتاج منجم السكري من الذهب للعام الثاني على التوالي -بعد تراجعه الملحوظ في عام 2021 ليحقق حوالي 450.05 ألف أوقية عام 2023، مقابل حوالي 440.97 ألف أوقية عام 2022.
وهنا تجدر الإشارة إلى أن إنتاج منجم السكري من الذهب خلال الربع الأخير من عام 2023 قفز إلى حوالي 128.12 ألف أوقية من الذهب، مقابل حوالي 101.37 ألف أوقية في الربع الثالث من العام نفسه.
وبناء على ذلك، واصلت إيرادات منجم السكري ارتفاعها للعام الثاني على التوالي، بالتوازي مع نمو إنتاج المعدن الأصفر وصعود الأسعار، إلى حوالي 891.26 مليون دولار خلال عام 2023، مقابل 788.42 مليون دولار في عام 2022.
وفي الربع الأخير من 2023، ارتفعت الإيرادات إلى حوالي 265.24 مليون دولار، مقابل حوالي 200.4 مليون دولار في الربع الثالث من العام نفسه.