الرد على معارضي الحج في ‘بريد الإسلام’

ورد إلى برنامج (بريد الإسلام) رسالة من مستمع يقول فيها: ينكر البعض الحج لأن فيه تجرد من الثياب وذلك يخالف الحياء، والسعي لأنه يخالف الوقار، ورمي الجمار لأنه يضاد العقل فكيف نبطل هذا الزعم؟
أجاب دكتور عطية لاشين أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف مستشهدا بقوله تعالى (وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ)، وقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: “كلّ أُمَّتي يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى، قالوا: يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَن يَأْبَى؟ قالَ: مَن أَطَاعَنِي دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَن عَصَانِي فقَدْ أَبَى”، وأوضح أن الأحكام الشرعية في الشريعة الإسلامية على قسمين: أحكام معللة أي لها علة مقرونة توجد لها وتوضحها، وأحكام تعبدية ليس لها علة في الظاهر، وهذه الأحكام الأخيرة عبر عنها الإمام علي فقال :لو كان الدينُ بالرأي لكان أسفلُ الخفِّ أولَى بالمسحِ من أعلاهُ،
وهذه الأحكام الأخيرة لا يجدي معها إلا التسليم والإذعان والانقياد من باب قول الله عز وجل (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ).
و تابع د.لاشين حديثه قائلا إن أعمال الحج لها ظاهر وباطن فالذي لا يؤمن بالله الذي فرض الحج يوجه نظره القاصر على ظاهر هذه الأعمال والذى ملأ الإيمان قلبه ينظر إلى ما هو أعمق من ذلك، فمثلا الإحرام إن كان فى ظاهره التجرد من الثياب وقال من أنكره إنه يخالف الحياء وهم لا يعرفون معنى الحياء ولو كان عندهم حياء ما أشركوا برب الآخرة والأولى ، فإن الحياء الذى يفتقدونه أن يحفظ الإنسان الرأس وما وعى والقلب وما حوى وأن يذكر الموت والبلى ، وهم لا يفعلون ذلك فهم آخر من يتكلم عن الحياء ففاقد الشئ لا يعطيه فالإحرام وهو التجرد من الثياب الفاخرة والاقتصار على ستر العورة محافظة على الحياء المتمثل فى الإزار والرداء الأبيضين يرمز إلى عدة معانٍ منها: المساواة بين الغني والفقير، المساواة بين من يحج حجا فاخرا يتكلف الملايين وبين من يحج راجلا أو برا أو بحرا فالكل سواء فى الإحرام،
كما أنه يرمز إلى الدار الأخرة لأنه أشبه بالكفن الذى يستر عورة من انتهت رحلته في الحياة،
والسعي الذي ينظرون لظاهره هو رمز إلى الكدح وضرب الأرض التماس رزق الله
لأنه يذكرنا بسعي أم سيدنا إسماعيل وهي تبحث عن نقطة ماء تروي بها عطش وليدها.
برنامج (بريد الإسلام) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم يوميا تقديم فؤاد حسان.