د. هيثم عمران: الانقسام العربي أثر على القوة السياسية للقضية الفلسطينية

قال الدكتور هيثم عمران، مدرس الإعلام السياسي بجامعة السويس، إن القضية الفلسطينية لا تزال تمثل قضية مركزية وجوهرية لمجمل الدول العربية، وخاصة مصر، مؤكدًا أن موقف مصر ينبع من اعتبارات تتعلق بـ الأمن القومي والسياسة والدور التاريخي الذي اضطلعت به مصر دعمًا للحق الفلسطيني، سواء في القمم العربية أو اللقاءات الدولية.
وأضاف الدكتور عمران، خلال استضافته في برنامج ساعة إخبارية على قناة النيل للأخبار، أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة كشفت حجم الدور المصري في حشد الرأي العام العالمي، وفي رفض مخططات التهجير القسري التي لا تزال مستمرة وأوضح أن سلاح المساعدات يُستخدم ضمنيًا كوسيلة ضغط لتنفيذ هذا المخطط، عبر التجويع وإطالة أمد الأزمة.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي شدد في خطابه أمام القمة العربية على أن السلام الحقيقي لا يتحقق إلا بإقامة دولة فلسطينية، قائلًا: حتى لو الدول العربية كلها طبعت مع إسرائيل، السلام مرهون بفكرة إقامة الدولة الفلسطينية، مضيفًا أن التطبيع لا يجب أن يتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، استنادًا إلى الشرعية الدولية ومخرجات القمم العربية، وعلى رأسها قمة بيروت 2001 التي طرحت مبادرة “السلام مقابل الدولة”.
وفي السياق ذاته، أشار عمران إلى أن الموقف العربي المنقسم تجاه القضية الفلسطينية، والأزمات الهيكلية داخل الجامعة العربية، أضعف من حضورها السياسي على الساحة الإقليمية، ما جعل الموقف العربي مرهونًا بإرادات دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة. وأضاف: للأسف، في السنوات الأخيرة، برزت قضايا أخرى تراجعت معها القضية الفلسطينية إلى مرتبة متأخرة في أولويات بعض الدول.
وأكد عمران أن مصر لا تتعامل مع القضية الفلسطينية بوصفها مجرد شأن خارجي، بل تعتبرها قضية وجودية تمس الأمن القومي، وأنها ليست طرفًا في المعادلة، بل في قلبها.
وفي ما يتعلق بمحور الأمن القومي العربي، أوضح أن أمن أي دولة عربية يؤثر بطبيعة الحال على بقية الدول، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي تطرق في كلمته إلى أزمات عديدة في السودان، ليبيا، اليمن، سوريا، لبنان، والصومال، ودعا إلى وحدة هذه الدول ورفض التدخلات الخارجية مضيفا أن الأزمات الداخلية تُستخدم كفرص من قبل أطراف غير عربية، لتحقيق مكاسب على حساب الدول العربية، مؤكدًا أن هناك مشاريع ومحاور غير عربية تُؤجج الصراعات، في ظل غياب مشروع عربي موحد قادر على المواجهة، مما يجعل الدول العربية طرفًا مفعولًا به في التفاعلات الإقليمية.
وشدد على أن حلول أزمات المنطقة يجب أن تأتي من الداخل العربي، ولا يُنتظر من القوى الخارجية كأمريكا أو روسيا أو الصين أن تُقدم حلولًا تخدم المصلحة العربية، وقال: “هي أزمات عربية، والحلول يجب أن تكون عربية، متوافقة مع المصالح العربية”.
وحول البيانات الأوروبية الأخيرة التي صدرت بالتزامن مع القمة العربية، ومنها بيان الاتحاد الأوروبي الداعم للفلسطينيين، أشار الدكتور هيثم إلى أن مثل هذه البيانات “ليست أكثر من محاولة لتجميل الصورة أمام الشعوب”، مؤكدًا أن إسرائيل لا تكترث بقرارات محكمة العدل الدولية أو المواثيق الدولية، وأن القوى الكبرى، وفي مقدمتها أمريكا، لم تُمارس ضغطًا حقيقيًا على إسرائيل.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة بدأت تشعر بأن إسرائيل باتت عبئًا، وهو ما يفسر بعض التوترات بين الجانبين في الآونة الأخيرة، مضيفًا: نتمنى أن يتصاعد الخلاف بين أمريكا وإسرائيل، بما يصب في صالح دعم القضية الفلسطينية.
برنامج ساعة إخبارية يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار.