د. وليد عتلم: قمة بغداد نقطة تحول حاسمة في جهود التعاون العربي المشترك

د. وليد عتلم: قمة بغداد نقطة تحول حاسمة في جهود التعاون العربي المشترك

قال الدكتور وليد عتلم، الباحث المشارك بالمركز الوطني للدراسات إن القمة العربية المنعقدة في بغداد تمثل محطة مفصلية في مسار العمل العربي المشترك، وتأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها المنطقة، وعلى رأسها تطورات القضية الفلسطينية وتصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأكد عتلم، خلال مشاركته في برنامج”ساعة إخبارية” المذاع على قناة النيل للأخبار، أن القمة تحظى بأهمية خاصة كونها تُعقد في بغداد، التي تشكل ركيزة تاريخية في العمل العربي، مشيرًا إلى أن اختيار العراق كمقر لانعقاد القمة يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز المكان، وتؤكد عودة بغداد إلى دورها الطبيعي في محيطها العربي.
 
وتابع: الموقف العربي لا يزال يراهن على تفعيل القرارات الأممية، ودفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، ويُنتظر أن تدعو القمة إلى تفعيل آليات التحرك السياسي العربي الجماعي في المحافل الدولية، ورفض ازدواجية المعايير.
 
وفي الشق الاقتصادي أشار الدكتور وليد عتلم إلى أن القمة تُعقد في وقت يشهد فيه العالم تحولات اقتصادية كبرى، من تباطؤ سلاسل الإمداد، وتغير في مراكز الثقل الاقتصادي، ما يستدعي من الدول العربية التفكير في إطلاق مشروعات تكاملية كبرى، سواء في مجالات الغذاء أو الطاقة أو التجارة البينية.
 
وقال: لدينا الموارد والبشر، وينقصنا الإرادة السياسية لتفعيل مشروعات الربط الكهربائي، والممرات التجارية، والصناعات الاستراتيجية.
 
وأضاف أن نجاح القمة يتطلب استثمار الزخم السياسي المصاحب لها في بناء شراكات حقيقية داخل الإقليم، وتوحيد الرؤى حول الملفات الكبرى، من ليبيا إلى السودان وسوريا واليمن، مؤكدًا أن العمل العربي الجماعي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الأمنية التي تتنامى بفعل التدخلات الخارجية والصراعات الإقليمية.
 
ووجه عتلم التحية للعراق حكومة وشعبًا على استضافة القمة، مؤكدًا أن التنظيم يعكس إرادة عراقية في استعادة الدور العربي والإقليمي، وأن بغداد تُثبت أنها قادرة على لعب دور الوسيط والفاعل في الملفات الشائكة، لما لها من رصيد تاريخي ومكانة استراتيجية.
 
وختم الدكتور وليد عتلم تصريحاته بالتشديد على أن المرحلة تتطلب رؤية عربية موحدة تستند إلى المصالح المشتركة، والوقوف بثبات إلى جانب الحقوق الفلسطينية، مضيفًا:
 
القمة قد تكون فرصة لإعادة صياغة الأولويات العربية، ووضع خطة تحرك سياسي واقتصادي وأمني تحفظ مصالح الشعوب، وتضمن الاستقرار في الإقليم.
 
برنامج ساعة إخبارية يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار.