بالفيديو.. د. مؤمن عثمان: المتاحف المصرية مطالبة بمواجهة تحديات التحولات المناخية.

بالفيديو.. د. مؤمن عثمان: المتاحف المصرية مطالبة بمواجهة تحديات التحولات المناخية.

استضاف المتحف القومي للحضارة المصرية أمس الأحد في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، فعالية هامة، تناول خلالها الدكتور مؤمن عثمان، رئيس قطاع المتاحف، تحديات مستقبل المتاحف في ظل شعار هذا العام: “مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير”.

وأكد الدكتور مؤمن عثمان أن اختيار هذا الشعار كان موفقًا للغاية في المرحلة التاريخية والأحداث التي نعيشها، سواء على المستوى العالمي أو داخل المجتمع المصري.

واعتبر أن الشعار يطرح العديد من التساؤلات المثيره للاهتمام حول الصورة التي ستكون عليها المتاحف في المستقبل في مجتمعات تتغير بسرعة. وتساءل: هل سيظل دور المتحف كما هو، أم سيحدث تطور في دوره كمؤسسة ثقافية وتعليمية داخل مجتمعنا؟

وأشار رئيس قطاع المتاحف إلى أن هناك جوانب من التغير لا نفهمها جيدًا، وهي التغيرات التي تحدث تباعًا وغير مفهومة لدينا. وشدد على ضرورة أن يكون لدينا وعي لفهم هذه التغيرات وأدوات للتعلم والعمل لاستكشاف التغير الذي لم نخطط له أو نتوقعه.

وفرق الدكتور مؤمن عثمان بين نوعين من التغيرات؛ التغيرات المخطط لها والتي تحدث لتغيير مفاهيم معينة أو وضع مفاهيم جديدة داخل المجتمع ويمكن قياسها، والتغيرات غير المخطط لها وغير المعد لها مسبقًا. واعتبر أن هذه الأخيرة تمثل الهم الأكبر بالنسبة لنا، حيث تحدث بشكل كبير جدًا وكل يوم أو في أيام معدودة. وتشمل هذه التغيرات، على سبيل المثال، التغيرات الجيوسياسية في المنطقة التي لها تأثير كبير على التواصل الثقافي وعلى المتاحف، والتغيرات المناخية التي تمثل تحديًا كبيرًا للتراث، بالإضافة إلى التغيرات في المفاهيم لدى المجتمعات.

وفي سياق متصل، تطرق الدكتور مؤمن عثمان إلى تحدٍ آخر طرأ في الفترة الأخيرة وهو تحدي الهوية، وما صاحبه من مزاعم كثيرة متعلقة بالهوية. وأكد على الدور الأساسي للمتاحف في حفظ الهوية وفي مواجهة الممارسات والمزاعم المتعلقة بالهوية المصرية. واعتبر أن موضوع الهوية المصرية مهم جدًا، وأن المتحف ليس وحده من يقع عليه الدور الأساسي، بل المنظومة الثقافية ككل؛ كمثقفين، ومؤسسات ثقافية ومدنية، يجب أن يكون لها دور كبير في الوقوف في وجه هذا التحدي.

وشدد على أن مواجهة المزاعم المتعلقة بالهوية لا يجب أن تكون بفكرة الرفض البسيط فقط، بل يجب أن تكون بمفاهيم ومنهجية علمية وتاريخية وأثرية داخل متاحفنا.

ودعا الدكتور مؤمن عثمان المتاحف والعاملين بها إلى إدراك دورهم الذي لا يقتصر على الدور التنموي أو التوعوي فقط، بل يجب أن يناقشوا قضايا مهمة أيضًا داخل المتاحف. وأعرب عن أمله في أن تكون المتاحف الأخرى، وعلى رأسها متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير والمتاحف التابعة للوزارات الأخرى، مهمومة بهذه القضايا وأن تتضمن سياساتها إجابات على التساؤلات المتعلقة بالتغيرات التي تحدث ومسائل الهوية.

وفي ختام كلمته، شكر الدكتور مؤمن عثمان الحضور والقائمين على الفعالية، مثنيًا على جهود الدكتور طيب العباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، والدكتورة نشوى جابر، نائب الرئيس التنفيذي، والدكتور أسامة عبد الوارث على إصراره وتنظيمه لهذا الحدث الهام. وأعرب عن سعادته بوجود زملائه من جميع المتاحف المصرية، مؤكدًا أنهم يعملون في رسالة واحدة للمجتمع المصري.