في اتجاه الحرية: مصر وروسيا

تعتبر زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة فى احتفالات عيد النصر تلبية لدعوة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ناجحة بكل المقاييس،
وتدل على النجاح الذى تحققه مصر بقيادة الرئيس، وتعكس أهمية الدور المصرى والدولة المصرية وريادتها حول العالم.
وتعتبر هذه الزيارة انعكاسًا لقوة العلاقات المصرية الروسية التاريخية، حيث تعد مصر فى طليعة الدول التى أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتى عام ١٩٩١.. وقد زادت العلاقات تقاربًا وتميزًا فى عهد الرئيس السيسى خاصة فى ظل الظروف الدولية الراهنة التى تتسم بعدم الاستقرار ، حيث تلعب مصر وروسيا أدوارًا مهمة على الساحة العالمية، مع التوافق حول الكثير من القضايا المصيرية فى المنطقة.
كما أن مشاركة مصر فى العرض العسكرى بمناسبة الذكرى الثمانين للانتصار فى الحرب الوطنية العظمى بالساحة الحمراء أبلغ دليل على هذا التقارب وكذلك النتائج المهمة للزيارة وأبرزها جلسة المباحثات الموسعة بين الرئيسين والتى تناولت كل القضايا الدولية الموجودة على الساحة، ومن بينها الأزمات العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكذلك العلاقات المشتركة فى كل المجالات بحضور وفدى البلدين.. وقد عبر الرئيس الروسى عن تقديره لمشاركة الرئيس السيسى فى الاحتفال هذا العام، مؤكدًا على العلاقات الراسخة والتاريخية التى تربط بين البلدين ومشيدًا بعلاقات مصر الاستراتيجية مع روسيا، كما عبر عن تقديره الكبير للدور المصرى فى المنطقة، وأكد على الدعم الروسى الكامل للمساعى المصرية لاستعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار الإقليمى، ولخطة إعمار قطاع غزة التى أقرتها القمة العربية غير العادية التى استضافتها القاهرة.. وأعرب كذلك عن التقدير للزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين فى مختلف المجالات، منها إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وأيضا سوف تنعقد اللجنة المشتركة بين البلدين خلال شهر مايو الحالى، والتى سوف تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى كل المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وهذا الأمر إذا عكس فإنما يعكس ثقل الدولة المصرية بقيادة الرئيس، والنجاح الذى يتحقق على المستوى الخارجى والعلاقات الدولية مع الدول الكبرى، ويؤكد على مكانة الدولة المصرية المتميزة فى المرحلة الحالية.