مركز إعلام الفيوم يناقش قضايا الوعي والخطاب الديني بمشاركة الأزهر والأوقاف

مركز إعلام الفيوم يناقش قضايا الوعي والخطاب الديني بمشاركة الأزهر والأوقاف

انطلاقًا من دور قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات التوعوي والتثقيفي نظم مركز إعلام الفيوم تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى رئيس القطاع، وبرعاية الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة لقاءً إعلامياً موسعاً اليوم بقاعة مسجد ناصر حول “الخطاب الديني ومعركة الوعي”.

وذلك بحضور الشيخ سلامة عبد الرازق وكيل وزارة الأوقاف، والشيخ محمود حسانين رئيس الإدارة المركزية لمنطقة الفيوم الأزهرية، ود. سعيد قرني أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف، والشيخ محمود عبد الستار مدير عام الدعوة بالأزهر، والشيخ يحيى محمد مدير عام الدعوة بالأوقاف، ود. خالد دياب مدير إدارة التعليم النوعي بالأزهر، وسهام مصطفى مدير مركز إعلام الفيوم، ومروه إيهاب مسؤول إعلام بالمركز، ولفيف من الأئمة والدعاة والوعاظ.

وفي كلمة افتتاحية أشارت سهام مصطفى إلى أن اللقاء يأتي في توقيت دقيق، كجزء من معركة الدولة المصرية لترسيخ الاستقرار الفكري والديني، وبناء وعي مجتمعي يحمي الأجيال من فوضى الفتاوى والتطرف، ويهدف إلى خلق مناخ فكري يحترم العقيدة ويواكب العصر، مؤكدةً أهمية ما تقوم به الهيئة العامة للاستعلامات من أنشطة إعلامية مختلفة في هذا الشأن، لافتةً إلى أنه بدون صناعة وعي صحيح وبناء عقول ناضجة لا يمكن أبداً أن تمضي مسيرة الوطن نحو التنمية الشاملة، واستشراف مستقبل أفضل للدولة المصرية.

ومن جانبه أشار الشيخ سلامة عبد الرازق إلى ما تبذله وزارة الأوقاف من جهود في نشر الفكر الوسطي وبناء الوعي الديني السليم وتعزيز قيم التسامح من خلال الخطاب الديني المستنير لكونه أقوى سلاح لمواجهة الأفكار المتطرفة، مؤكدًا الاهتمام المستمر بالأئمة والدعاة وتأهيلهم على المستوى العلمي، وتطوير برامج التدريب بهدف صقل مهاراتهم وتعزيز قدراتهم على مواكبة قضايا العصر وتعزيز مكانتهم بما يليق بمسئولياتهم الدعوية، واصفاً الخطاب الديني بأنه لغة القلوب وطريق تواصل وتعارف الشعوب.

وأعرب الشيخ محمود حسانين عن سعادته بهذا اللقاء والذي يؤكد تعزيز جسور التعاون بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وجميع المؤسسات الدينية، مشدداً على ضرورة تطوير آليات الخطاب الديني، والاعتماد على التكنولوجيا الحديثة للوصول لأكبر عدد من المواطنين وتعزيز الوعي الديني السليم، بما يسهم في بناء الشخصية المصرية، موضحًا أن معركة اليوم هي معركة وعي تستدعي السعي نحو نشر الحقائق، وتجاوز المفاهيم الخاطئة استناداً على أسس دينية صحيحة.

وأشار د. سعيد قرني إلى أن الوعي كلمة عامة تدل على سلامة الفهم والإدراك، وهي مفردة عربية نبوية قرآنية، ولا شك أن مقياس تقدم الأمم والأوطان يكون بمقدار ارتفاع وعيها، خاصة في هذا الزمن الذي يشهد حروباً فكرية طاحنة تستهدف تزييف الوعي وتضليله عبر منصات إعلامية ومنافذ متعددة تقف ورائها مراكز بحثية بتمويلات ضخمة تحاول اختطاف عقول الشباب والتأثير على وعيهم.

 شدد الشيخ يحيى محمد على أن مهمة الدعاة والواعظات هو السعي لنشر دين الله عز وجل وشريعته وعقيدته، ولابد لمن يقوم بهذه المهمة من شروط يتمتع بها ومنها أن يكون خطابه معتدلاً ومنضبطاً بضوابط الشرع الإسلامي الحنيف، فلا يجنح فيه إلى الغلوّ والتشدّد، ولا إلى التساهل والميوعة، ويمتلك الأسلوب المناسب والحكمة والموعظة الحسنة، ويتحلى بالصبر والتحمل، وأن يكون قدوة حسنة لغيره.

 وفي ختام اللقاء أكدت مروة إيهاب أن الوعي بات من أهم القضايا في ظل المتغيرات الحالية والتحديات المعاصرة التي تستوجب تضافر جهود جميع المؤسسات سواء سياسية أو دينية أو تعليمية أو إعلامية في رفع الوعي وغرس القيم والمبادئ الأصيلة لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على مواجهة تلك التحديات، مشيرًة إلى أهمية دور الأئمة والدعاة باعتبارهم قنوات اتصال مباشرة أساسية في تشكيل الوعي على المستوى الفردي والجماعي.

هذا وقد دعا الحاضرون إلى وجوب تطوير المناهج الدراسية بصورة تواكب المستجدات المستمرة في الواقع، وقيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبنى عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها، وكذلك ضرورة قيام المؤسسات المعنية بترجمة صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة.