مجلس الأمن يستعرض حماية المدنيين مع تسجيل 36 ألف وفاة في عام 2024

ناقش مجلس الأمن الدولي، يوم الخميس سلامة المدنيين، في ظل فقدان 36 ألف شخص أرواحهم خلال الصراع العام الماضي.
وقالت الممثلة بالإنابة للولايات المتحدة، دوروثي شيا- في كلمة أمام مجلس الأمن- إنه خلال العام الماضي، شهد العالم “مستويات غير مسبوقة” من الوفيات والإصابات والنزوح بين المدنيين، مسلطة الضوء على الحرب المستمرة في السودان، واصفة إياها بأكبر أزمة إنسانية في العالم، بحسب الموقع الرسمي للأمم المتحدة.
وأضافت: “لا يوجد حل عسكري دائم لهذا الصراع”، داعية الأطراف المتحاربة إلى وقف الأعمال العدائية حتى يمكن حماية المدنيين بشكل أفضل والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
من جانبه.. قال السفير الباكستاني عاصم افتخار أحمد عند، إن حماية المدنيين “مقدسة حتى وسط أهوال الحرب”، وأشار إلى الدور المتزايد الذي لعبه التضليل في النزاعات المسلحة، محذرا من أن انتشاره يعرض المدنيين للخطر، قائلا: “الحروب اليوم لا تشن بالرصاص فقط. التضليل، الذي غالبا ما يتم تشغيله بواسطة الذكاء الاصطناعي، يهدد سلامة المدنيين، ويؤجج الصراع، ويقوض الجهود الإنسانية”.
وأضاف أن حماية المدنيين يجب أن تمتد لتشمل الصحفيين والعاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة، وتابع: “نحن على استعداد للعمل مع جميع الدول الأعضاء لضمان عدم دفع أي طفل، أو أي أم، أو أي مدني حياته ثمنا في نزاع”.
بدوره.. وصف السفير جيمس كاريوكي ممثل المملكة المتحدة، أحدث تقرير للأمم المتحدة حول حماية المدنيين بأنه “انعكاس مرعب لفشلنا الجماعي”.
وقال كاريوكي: “لقد عادت المجاعة إلى السودان، وقتل الآلاف من النساء والأطفال في غزة، ولا يزال الرهائن محتجزين لدى حماس بعد هجمات 7 أكتوبر، ولا تزال البنية التحتية المدنية مستهدفة في أوكرانيا”.
وأضاف: “لا يجب أن يكون الأمر كذلك”، فمجلس الأمن والمجتمع الدولي “لديهم الأدوات اللازمة لحماية المدنيين – وعلينا واجب عاجل باستخدامها”.
وأشار كاريوكي إلى “شهادات قوية” من كبار مسؤولي الأمم المتحدة تسلط الضوء على الفجوة بين الالتزامات القانونية لأطراف النزاع بموجب القانون الإنساني الدولي وسلوكهم الفعلي.
من جانبه.. أعرب السفير الفرنسي جيروم بونافون، عن قلقه العميق من جميع أشكال العنف المرتكبة ضد المدنيين في مناطق النزاع حول العالم، وقال إن فرنسا ترفض “التقاعس عن العمل” في ظل “المأساة في غزة”، حيث يواجه السكان “شبه مجاعة”، وترفض الحكومة الإسرائيلية تقديم المساعدة الإنسانية الأساسية للمدنيين.
وأضاف بونافون، أن الصراع في السودان أدى إلى نزوح ملايين الأشخاص من منازلهم، وتعرض النساء والأطفال لأشكال خطيرة من العنف الجنسي.
وتابع: “نحن نرفض أن نظل غير مبالين في مواجهة المدنيين الأوكرانيين – الذين يتم استهدافهم وقصفهم عمدا. نحن ندين العنف ضد المدنيين، سواء كان ذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أو ميانمار، أو العديد من البلدان الأخرى التي مزقتها الحرب”.
من جانبها.. قالت ميليتا جابريتش نائبة وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في سلوفينيا، إن أحدث تقرير للأمم المتحدة بشأن حماية المدنيين يرسم مرة أخرى “صورة قاتمة”.
وأضافت جابريتش: “هناك أعداد قياسية من المدنيين المتضررين من النزاعات- الاتجاهات مقلقة”، مستشهدة بالأزمات في غزة والسودان وأوكرانيا وميانمار. وبينما تسبب الحرب معاناة هائلة لجميع المدنيين، أكدت جابريتش أن الأطفال والنساء وكبار السن معرضون للخطر بشكل خاص. ودعت إلى بذل جهود عاجلة لحمايتهم من آثار الحرب، وكذلك حماية المنازل والبنية التحتية المدنية الحيوية. وقالت: “العمل من أجل الحماية الكاملة للمدنيين هو مسعى تعاوني. يجب تحويل التزامنا الجماعي إلى عمل ملموس”.
وحث وزير الخارجية اليوناني جيورجوس جيرابيتريتيس على احترام القانون الإنساني الدولي، وتحدث بصفته الوطنية، قائلا لمجلس الأمن إنه بعد 80 عاما من نهاية الحرب العالمية الثانية، يواجه العالم واحدة من أكثر الفترات حساسية في التاريخ الحديث.
يشار إلى أن في عام 2024، سجلت الأمم المتحدة أكثر من 36 ألف وفاة مدنية عبر 14 نزاعا مسلحا. تضررت ودمرت البنية التحتية الحيوية – المرافق الصحية ومحطات الطاقة ومنشآت المياه ومخازن الغذاء.