صبرى فواز: كل دور أؤديه يحمل جزءًا من شخصيتي

هناك عهد بينى وبين الجمهور على تقديم أعمال لها معنى
بطن مصر لسة أخضر ومليان مواهب
لا يزال “يحلم بالضى”، كما كان، فيغرد منفردا فى أى عمل يشارك فيه.. يمتلك من أساليب الحرفة ما يجعله مختلفا ومميزا عن الآخرين.. روح الشاعر التى بداخله تجعل مشاعره أقرب لأى دور يقدمه، فمن روح المهندس رب الأسرة فى “وبينا ميعاد”، إلى دور الشرير فى “الشرنقة”، تجد الأداء مختلفا.. بلمسته وأحاسيسه قدم شخصية محسن مرجان بشكل مختلف فى رمضان 2025.. إنه النجم صبرى فواز الذى كان لنا معه هذا الحوار.
ما الذى يحمسك لأى عمل تقدمه؟
القصة والورق واسم المخرج، عادة الأمور تبدأ بالنص كيف يكون، والمخرج كيف ينظر للنص وكيف يراه، لأن اقتناعه بالورق يسهل على الممثل كثيرا. والحكاية مع مسلسل “الشرنقة” بدأت بمكالمة هاتفية من المخرج محمود عبدالتواب، أخبرنى خلالها عن الشخصية وتحمست لها كثيرا، خاصة أننى أثق فيه، وقلت له هذا، وبعدها أرسل لى الحلقات ووجدت شيئا غامضا علىّ أنا أيضا. قرأت المسلسل ووقتها الحلقات الأخيرة لم تكن متاحة، فكلمته وفسر لى الغموض، ومن هنا بدأت أدخل عالم محسن مرجان.
هل السيناريو كان مرجعك فى الشخصية أم خبراتك الحياتية؟
النص لازم يكون المرجع لأى حد، سواء الممثل أو المخرج، لأنه الأساس، ورسم الشخصيات يبدأ من السيناريو.
ما الذى حرصت عليه فى تحضيراتك للشخصية؟
أن أكون مختلفا، والشرير ليس بالضرورة جاحظ العينين وصوته عال ونظراته “مبرقة”، فالشرير قد يكون كما شاهده الناس فى “الشرنقة”، بمنتهى الهدوء، ويدير شبكة شر كاملة، دون أن يعلو صوته، فالشر ألوان، ونحن أمام نماذج كبيرة من الشر، وليس ضروريا أن نحصره فى منطقة واحدة، فصوت البطلجى لا يشبه زعيم العصابة، ولا يشبه محسن مرجان.
هل العمل كان تحديا لك بعد شخصية المهندس فى مسلسل “وبينا ميعاد”؟
ليس تحديا بالمعنى الحرفى، لكنى خلال مشوارى الفنى حريص على التنوع وتقديم أدوار مختلفة، وشخصية “محسن مرجان” مختلفة تماما عن السابق، ولا أريد أن أقع فى فخ التكرار. أريد العمل كل يوم، ولا يمضى يوم دون أن أكون فى عمل، ولكن أن يتكرر دور مرة أو اثنتين وسط 109 أعمال قدمتها، فهو أمر وارد، لكن أكثر من ذلك سيكون صعبا للغاية.. أنا لا افتعل فى الشخصية، لكنى أسير معها “وأشوفها رايحة فين وأروح معاها”.
العمل كان مليئا بمشاهد “ماستر سين” فكيف تعاملت معها؟
فى كل الاحوال ألتزم بالسيناريو نصا وروحا، لكن صناع العمل رشحونى لتقديم الدور، لأنهم يريدون روح صبرى على تلك الشخصية، وكل شخصية “لازم تأخذ منى حتة”.
المسلسل كان يعرض على منصة فى ظل منافسة شرسة فى رمضان، لكنه فرض نفسه على خريطة المشاهد.. فهل كنت تتوقع ذلك؟
بصراحة لا، لأن العرض فى منصة أمر صعب فى موسم درامى مليء بأعمال درامية حلوة للغاية، وموسم 2025 كان فعلا فيه أعمال أكثر من رائعة، وأراه واحدا من أهم المواسم منذ سنين طويلة، وأن ينافس العمل كان أمرا لافتا للغاية.
هل يمكنك تكرار التجربة مرة أخرى؟
وعاشرة كمان مع محمود عبد التواب، لأن الفنان يشتغل معه “وهو مغمض عينيه”.
كيف كانت كواليسك مع أبطال العمل؟
كانت هناك سلاسة غير طبيعية، سواء من الزملاء الممثلين والفنان أحمد داوود أو باقى أبطال العمل.. كانت مجموعة أكثر من رائعة.. حتى المجموعة التى لم تجمعنى معهم مشاهد، واتفرجت عليهم، كانوا أكثر من رائعين، وكذلك الذين لم تجمعنى بهم مشاهد كثيرة مثل الفنان كمال أبورية ومحمد عبده وأيمن الشيوي، كانوا فى قمة الروعة. المسلسل كان به «كرو» جميل، ومدير تصوير رائع هو أشرف بدراوى، ومخرج مميز، وشركة محترمة، ونص لعمرو سمير عاطف أكثر من رائع.
واضح أن هناك حالة ثقة كبيرة فى المخرج محمود عبدالتواب؟
بالفعل، فأنا عملت معه، وشاهدت بقية أعماله.. محمود كبر قدام عينينا فى الشغلانة، وعمل فى كل مراحلها، وهو متمرس للغاية، وصاحب خبرة حقيقية فى كواليس العمل، من أقل مرحلة لوقوفه كمخرج.
كيف رأيت دراما الموسم الرمضانى الماضى؟
الأعمال الجيدة فيه كانت كثيرة لأول مرة منذ سنوات، أكثر من 12 عملا مرة واحدة. فى العادي، كان يمكن أن تجد عملا أو اثنين لهما شهرة ونجاح، والباقى ينافس، لكن فى 2025 أكثر من عمل فى الوقت ذاته، وهذا نادر ومفرح، ويشعرك بالسعادة والفخر بأننا أمام أفكار وعقول جديدة مسكونة بالواقع وقضاياه، مثل “لام شمسية” وما ناقشه و”قلبى ومفتاحه” والحلاوة التى كانت به، و”80 باكو” و”ولاد الشمس”، و”قهوة المحطة” و”الشرنقة”، و”ظلم المصطبة” الذى كان من الأعمال الرائعة والمنضبطة ومنذ فترة لم نقدم عملا بهذا الشكل، والجميع فيه كانوا على أعلى مستوى، وريهام عبدالغفور كانت حاجة تفرح. هو موسم عظيم.. وهذه المسلسلات بجانب مستواها وقوتها، فيها ميزة كبيرة أنها ناقشت قضايا “فى العصب”، حقيقية جدا ومن الشارع، وتمس الناس، ومصنوعة بشكل محترم. أيضا الموسم أفرز مجموعة من الشباب والبنات الشطار جدا، وكذلك من المخرجين الجدد، مكاسب من كل نوع، فالجيل الجديد هذا العام ميزة مهمة، وقدروا يثبتوا أنفسهم، ليؤكد هذا الموسم أن مواهب مصر لن تنضب، وأن بطنها أخضر، و”لسه فيه كتير موجود ومحتاج يتشاور عليه”.
وما الدور الذى لا تزال تبحث عنه؟
دائما أبحث عن الدراما الجيدة. قدمت العديد من الأدوار المختلفة والمتنوعة، وسيظل شغفى أن أقدم أشياء مختلفة، وهناك عهد بينى وبين الناس أن أكون دائما فى أدوار لها معنى، وجودة العمل هى الدليل.
لماذا لم تكرر تجربة نشر الشعر بعد ديوانك “حنين إلى الضى”؟
الشغل يفرض نفسه أحيانا، وأنت تعرف طبيعة عملنا، لكن سيأتى الوقت الذى أكرر فيه ذلك، خاصة أن لدىّ من الأشعار ما لم ينشر، ويحتاج فقط إلى ترتيب، وأن أجد من يحمسنى، كما حدث فى “حنين إلى الضى”، حينما جلس صديقى مؤمن المحمدى وأجبرنى حتى ظهر “حنين إلى الضى”، وفى النهاية كل شيء يأتى فى وقته.