أحمد فؤاد أباظة: خطاب الرئيس.. نظرة حول تعزيز الأمن القومي العربي

أحمد فؤاد أباظة: خطاب الرئيس.. نظرة حول تعزيز الأمن القومي العربي

تصريحات ترامب عن غزة مجرد كلام بلا فعل
قمة العراق دلالة على وحدة الصف العربى

فى وقت تتزايد فيه التحديات السياسية والأمنية التى تعصف بالمنطقة العربية، وتتعالى فيه دعوات التدخلات الخارجية ومخططات التقسيم والتهجير، تؤكد مصر من جديد موقعها الريادى والتاريخى كداعم رئيسى لوحدة الصف العربي، ومدافع صلب عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وتأتى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية الأخيرة بالعراق، كحدث مفصلى حمل رسائل قوية وواضحة للعالم، حيث شددت مصر على ضرورة الحفاظ على استقرار الدول العربية، والتصدى بحزم لكل محاولات زعزعة الأمن فى المنطقة.

النائب أحمد فؤاد أباظة، رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، فى حواره مع المجلة أكد لنا أن مواقف مصر ثابتة من القضية الفلسطينية، ورؤيتها حاسمة تجاه الوضع فى غزة، مشددًا على أن مصر، بقيادة السيسي، تتحرك برؤية واضحة لحماية الأمن القومى العربى ودعم استقراره على كافة الأصعدة.

كيف ترى زيارة الرئيس السيسى إلى العراق ومشاركته فى القمة العربية؟

التحرك المصرى على الساحة الدولية يتم بمنتهى الحكمة والقوة، وهذا ما نفتقده منذ زمن طويل. زيارة الرئيس السيسى للعراق ومشاركته فى القمة كانت موفقة وعظيمة، وكلماته أكدت على وحدة ليبيا والصومال ولبنان وعدالة القضية الفلسطينية،  وهو ما رفع من معنوياتنا كثيرًا.

 هل تعتقد أن خطاب الرئيس السيسى له تأثير على الدول العربية؟

بكل تأكيد، الرئيس السيسى يلعب دورًا وطنيًا وعربيًا قويًا. وكلماته دائمًا تحمل رسائل واضحة، فهو يوجه النصائح بإخلاص للعرب، ويجب عليهم أن يصغوا له. مواقفه ثابتة رغم الضغوط، خاصة فى ما يتعلق بحق الفلسطينيين وضرورة حل الدولتين، والمشاكل والأزمات الحادة التى تمر بها المنطقة.

 ماذا بخصوص كلمته خلال قمة بغداد ودلالاتها؟

جاءت شاملة وواضحة، وتعكس نبض الشارع العربى تجاه قضايا المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، فالرئيس السيسى عبّر بوضوح عن موقف مصر الرافض لأى محاولات لفرض واقع جديد فى قطاع غزة، واصفًا الجرائم التى تُرتكب بحق الشعب الفلسطينى بأنها محاولات ممنهجة لطمس الهوية وتهجير السكان قسرًا، كما أن دعوة القاهرة لعقد قمة عربية غير عادية جاءت كخطوة حاسمة فى مواجهة مخططات التهجير، داعية فى الوقت ذاته إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضمان حقوق سكانه وعدم المساس بثوابت القضية الفلسطينية.

 هل حملت كلمة الرئيس رسائل واضحة للمجتمع الدولي؟

بكل تأكيد خطاب الرئيس السيسي، حمل رسائل قوية إلى المجتمع الدولي، أبرزها أن السلام لن يتحقق إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما يمثل حجر الزاوية فى الموقف المصري. كما أن الكلمة لم تقتصر على القضية الفلسطينية، بل تضمنت استعراضًا شاملًا للأوضاع فى سوريا ولبنان والسودان واليمن وليبيا والصومال، حيث دعا الرئيس إلى تغليب الحلول السياسية والحوار الوطني، ورفض كل أشكال التدخلات الخارجية التى تهدف لإضعاف الدولة الوطنية.

الرئيس السيسى شدد فى كلمته على أهمية وحدة الصف العربى كمدخل أساسى لحل الأزمات فى المنطقة، مشيرًا إلى أن مصر ستواصل دورها القومى فى الدفاع عن الأمن القومى العربى وتحقيق تطلعات الشعوب نحو الاستقرار والعدالة.

 ما دلالة استضافة العراق للقمة العربية؟

رسالة قوية على أهمية الحفاظ على الاستقرار والسيادة الوطنية للدول العربية. وتصدر العراق لاستضافة القمة له مغزى كبير بتحسن أحواله الأمنية والسياسية.

 كيف ترى موقف مصر مع تصعيد الاحتلال لعدوانه على غزة؟

مصر تعول على الدور الدولى للضغط على إسرائيل، فهى تنتهك قواعد القانون الدولى دون مساءلة. كما أن مصر لا تزال تعوّل على دور فاعل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، مدعومًا بتأييد من المجتمع الدولي، يشمل الاتحاد الأوروبى وروسيا الاتحادية والصين، لممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل. والهدف هو دفعها للتجاوب مع المقترحات المطروحة حاليًا، سواء للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار أو على الأقل، فتح المجال العاجل أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

 ما تقييمك لجهود مصر فى هذا الملف؟

بكل تأكيد. مصر تبذل جهودًا مستمرة ومكثفة على كافة المستويات، الدبلوماسية والإنسانية، ولكن العقبة الأساسية تبقى فى تعنت الطرف الإسرائيلي، الذى يتعامل مع نفسه كأنه فوق القانون، ويمضى فى انتهاكات صارخة للقانون الدولى الإنساني، دون أن يتعرض لأى نوع من المحاسبة أو الضغط الفعلى من جانب المجتمع الدولي.

 ما أولويات التحرك المصرى حاليًا؟

أولويتنا العاجلة حاليًا هى إدخال المساعدات الإنسانية بشكل فورى إلى قطاع غزة، وفق ما صرح به وزير الخارجية بدر عبد العاطي، حتى لو لم يتم التوصل بعد إلى وقف شامل لإطلاق النار. فمصر تتحرك فى جميع الاتجاهات السياسية والدبلوماسية لتحقيق هذا الهدف، انطلاقًا من مسؤولية مصر التاريخية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية.

 ما رأيك فى حديث ترامب عن إدارة غزة كمنطقة حرة؟

ترامب يتكلم كثيرًا ولا يفعل شيئًا. تصريحاته لا تنفذ، فهو يستجيب للضغوط والخوف، وهذا المقترح تحديدًا لن يُنفذ على أرض الواقع أبدًا.

 هل تضغط الدول العربية المؤثرة على أمريكا أم أن مصر وحدها تواجه الأطماع؟

مصر تتحمل عبء القضية الفلسطينية منذ 75 عامًا. وقد أنفقنا أموالًا طائلة، وواجهنا أزمات العرب. نحن من نصلح أخطاءهم، ومصر دائمًا فى الصف الأول، ورئيسنا يتحمل هذا الحمل الثقيل، وندعو الله أن يعينه عليه.

 كيف تقرأ الوضع المشتعل فى ليبيا؟

ما يحدث فى ليبيا مخطط من دولة أجنبية. نحن حاولنا كثيرًا مع الأطراف الليبية وسنستمر بالمحاولة، لكن التدخلات الخارجية واضحة.

 هل هناك رابط بين زيارة ترامب الأخيرة وما يحدث فى ليبيا؟

بالطبع كل ما يحدث فى ليبيا، والسودان، ولبنان، وسوريا، كان مخططًا مسبقًا. وليبيا من أغنى الدول وتوقيت المظاهرات فيها قاتل. أمريكا تقود المشهد العالمي، وترامب يتعامل بمنطق “الفتوة”، وكل ما يهمه هو البيزنس.. ومصر تتابع تطورات ليبيا بقلق وتدعو لضبط النفس وحماية المواطنين وتؤكد على أهمية حماية الأرواح والممتلكات، والحفاظ على استقرار الجارة الغربية.

 كيف ترى موقف مصر الرسمى من الأحداث الجارية فى ليبيا؟

نحن نتابع عبر وزارة الخارجية المصرية التطورات الراهنة فى ليبيا باهتمام شديد وقلق بالغ، وندعو جميع الأطراف الليبية إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس، وإعلاء مصلحة الشعب الليبى فوق أى اعتبار، حفاظًا على مقدراته وممتلكاته.

 هل هناك أى تحركات دبلوماسية مصرية فى هذا الشأن؟

نحن على تواصل دائم مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة، وفق البيان الصادر عن وزارة الخارجية، ونؤكد مجددًا دعمنا لأى جهود ترمى إلى استقرار ليبيا ووحدة أراضيها وسيادتها، بعيدًا عن أى تدخلات خارجية.

 هل هناك تحذيرات خاصة للمصريين المقيمين فى ليبيا؟

نعمٌ؛ وقد صدر هذا التحذير بالفعل عن الخارجية المصرية، بحث جميع المواطنين المصريين الموجودين على الأراضى الليبية على توخى أقصى درجات الحذر، والالتزام بالبقاء فى منازلهم لحين اتضاح المشهد الأمني، مع استمرار التواصل مع السفارة المصرية فى طرابلس وغرفة العمليات التى أنشأتها وزارة الخارجية خصيصًا لهذا الظرف.

 كيف ترى مصر سيناريو المستقبل فى ليبيا؟

نؤمن أن الحل السياسى هو المخرج الوحيد من الأزمة، وأن أى تحركات يجب أن تصب فى مصلحة الشعب الليبي، وتعزز مؤسسات الدولة، وتحول دون انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى أو الانقسام.

 هل تستمر الصراعات حتى ترضى واشنطن؟ وما المطلوب عربيًا؟

مصر تحاول الحفاظ على جبهتها الداخلية، وتحمى حدودها مع ليبيا والسودان. وندعو دائمًا للم الشمل، ولضرورة أن تبقى الدول العربية سيدة قرارها بعيدًا عن الإملاءات الخارجية.

 ما رسالتك للمصريين فى ظل هذه التحديات؟

المصريون كلهم يد واحدة، ووحدتنا أهم سلاح نملكه. ويجب ألا نسمح لأحد باختراق الجبهة الداخلية. انظروا إلى ما يحدث فى غزة أو ليبيا أو غيرهما لتدركوا النعمة التى نعيشها فى ظل الاستقرار.

 فى رأيك، ما الذى يحتاجه العرب لمواجهة مشاريع التقسيم؟

نحتاج إلى وحدة حقيقية، والالتزام بالمبدأ، وألا ننصاع للإملاءات الخارجية.

 وهل الدول العربية قادرة على ذلك؟

نعمٌ؛ بشرط الإرادة السياسية، ومصر قوية وثابتة، وأنا أدعم الرئيس السيسى بكل الأشكال، لأنه يحافظ على تراب مصر ومقدراتها مهما كانت التحديات.