د. محمد داود: الثبات في الأوقات الصعبة هدف ديني

أوضح الدكتور محمد داود أستاذ اللغة بجامعة قناة السويس أن الإسلام يهتم ببناء القدر والقيمة في أمة الإسلام، وأن من أهم ما حرص عليه الدين تحقيق الثبات عند الشدائد الذي يقوي الفرد والأمة، لافتًا النظرأن القرآن الكريم هو منهج الحياة لكل مسلم.
وأضاف أن القرآن الكريم يوضح الوسائل المادية والمعنوية للثبات عند الشدائد، ولا شك أن الذكر من أهم وسائل الثبات المعنوية، يقول الله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”.
وتابع أنه لا ينبغي ألَّا يغفل عن بال المؤمن أهمية الذكر الذي يقوي الإيمان
ويبث الطمأنينة والأمان في القلوب، وأن من أنواع الذكر”التسبيح” الإكثار منه يبث الطمأنينة في النفوس، ومن الذكر أيضًا إحياء القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومن الذكر أيضًا الإتقان في العمل والإحسان، والتدبر في الكون.
وأضاف أن من وسائل الثبات التي وردت في القرآن الكريم الاتحاد وعدم الفرقة، يقول الله عز وجل “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابرين”.
وأوضح أنه إذا أرادت الأمة أن تجتمع وأن تقوى، فلترجع إلى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولتتمسك بهما وتسير على هديهما وليس غيرهما، كفانا فرقة وتمزقًا، مضيفًا أن أهل الباطل قد اجتمعوا على الباطل فأولى بنا أن نجتمع على الحق، يقول الله عز وجل “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون”.
وأكد أن الأسوة الحسنة في الثبات نتعلمها من مواقف الأنبياء عليهم السلام كما ورد في القرآن الكريم، ومن ذلك موقف موسى عليه السلام، يقول الله عز وجل “فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ(62)”، وموقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان مع صاحبه أبي بكر الذي خشي أن يراهما الكفار عندما كانا في الغار وقت الهجرة، يقول الله عز وجل”إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيم”، وموقف النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بعد غزوة أحد، حينما أرسل أبو سفيان رسالة تهديد مع ركب ذاهب إلى المدينة، فلم يلتفت إليها النبي صلى الله عليه وسلم ولا المؤمنين، وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، يقول الله عز وجل “الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيل(173) فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيم”.
برنامج (منبر الفكر) يذاع عبر إذاعة القرآن الكريم، إعداد وتقديم محمد عبد الحق.
لمتابعة البث المباشرلإذاعة القرآن الكريم…اضغط هنا