الإذن في الدخول: قيمة إسلامية تعزز الخصوصية وتدعم الاحترام

قال الدكتور محمد عبد السميع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية إن الله سبحانه وتعالي يقول في كتابه العزيز : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ” ، فقد وضع الإسلام منظومة متكاملة من الآداب التي تنظم العلاقات الاجتماعية، يأتي في مقدمتها أدب الاستئذان ،حمايةً لحرمة البيوت وتعزيزًا لقيم الحياء والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع .

وأضاف عبد السميع خلال برنامج (حديث الروح ) أن الآية الكريمة توجه نداءً واضحًا للمؤمنين، بألا يدخلوا أي منزل دون استئذان مسبق وإلقاء تحية السلام على أهله، تأكيدًا على أهمية مراعاة الخصوصية ، وقد علمنا رسول الله أنه من آداب الاستئذان الطرق على الباب ثلاثًا فقط ولا يجوز الإلحاح في الدخول، فإذا لم يُؤذن بعد ثلاث مرات يجب الانصراف، كما أمرنا بغض البصر فيجب تجنب النظر داخل البيوت قبل الحصول على الإذن بالدخول ، مؤكدا أن هذا الخلق العظيم الذي يعلمنا الاسلام أن نتبعه يحفظ حرمات البيوت حتى وإن أذن للضيف بالدخول فعليه أن يجلس حيث أجلسه رب المنزل ولا يتجول دون إذن صاحب البيت، وهكذا يجسّد هذا التوجيه الإلهي قيمة إنسانية راقية، تُسهم في بناء مجتمع متماسك، قائم على الاحترام المتبادل والثقة، في ظل تعاليم دين يدعو إلى الطهارة في السلوك والقول والعمل .

برنامج (حديث الروح ) يذاع على الفضائية المصرية، إخراج : جمال السعيد.

لمتابعة البث المباشر للقناة الفضائية المصرية..اضغط هنا