مستشار المفتي: الفتوى الحكيمة أصبحت منصة عالمية لتصحيح المفاهيم الخاطئة

أكد مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم، أن الفتوى الرشيدة أصبحت اليوم إحدى أهم الأدوات الفكرية والدينية لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا والتطرف، مشيرا إلى أن مؤسسات الإفتاء المعتدلة – وفي مقدمتها دار الإفتاء – تلعب دورا محوريا في تصحيح الصورة الذهنية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثالث الذي عقد بالعاصمة الأذربيجانية باكو، أمس الاثنين، ويختتم أعماله اليوم تحت عنوان: “الإسلاموفوبيا في دائرة الضوء: كشف الانحيازات وتحطيم الصور النمطية”، والتي استهلها بنقل تحيات فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى المشاركين في المؤتمر، معربا عن دعائه الصادق بأن تكلل جهودهم بالنجاح والتوفيق في خدمة السلم والتفاهم الإنساني ومواجهة موجات الكراهية والتشويه.
وأوضح الدكتور نجم، أن عالم اليوم يموج بتحديات متسارعة، تصاعدت فيها موجات الكراهية والتحريض ضد الإسلام، مشددا على أن الحاجة باتت ملحة إلى خطاب ديني رشيد وفتاوى معتبرة تعلي من قيم التعايش وتواجه الأفكار المتطرفة بمنهج علمي رصين، وأضاف “لم تعد الفتوى مجرد بيان حكم شرعي، بل غدت منبرا عالميا لتصحيح المفاهيم المغلوطة، ووسيلة فاعلة لردع التطرف وتفكيك الصور النمطية عن الإسلام”.
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة أساءت استخدام الفتوى في السنوات الماضية، ما ساهم في تعزيز خطاب الكراهية، وتغذية نزعات الإسلاموفوبيا في الشرق والغرب على حد سواء، مؤكدا أن الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الدينية المعتدلة باتت اليوم تمثل حصنا فكريا لحماية المجتمعات من الانجراف وراء هذه التيارات.
وبين الدكتور نجم الدور المحوري لدار الإفتاء المصرية بوصفها مرجعية كبرى في العالم الإسلامي، لافتا إلى أنها لا تكتفي بالإجابة عن تساؤلات المسلمين داخل مصر، بل تمتد خدماتها إلى الجاليات الإسلامية في مختلف القارات من خلال فتاواها المترجمة وإصداراتها المؤسسية المتخصصة، مما جعلها قبلة للباحثين عن الرأي الشرعي الرصين والموثوق.
واستعرض جهود مرصد دار الإفتاء للفتاوى التكفيرية، الذي يقوم برصد وتحليل وتفنيد خطاب الجماعات المتطرفة، ومتابعة تحولات الفكر المتشدد، مؤكدا أن هذا الدور الاستباقي يسهم بفعالية في حماية المجتمعات، ونشر الفهم الصحيح للإسلام.
وفي ذات السياق، سلط نجم الضوء على جهود الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تحتضنها مصر، والتي تسعى إلى تنسيق جهود المؤسسات الإفتائية المعتدلة حول العالم في مواجهة الإسلاموفوبيا، من خلال تعزيز الحوار، تبادل الخبرات، توحيد المواقف، والتعاون مع الهيئات الدولية.
ونوه الدكتور نجم بأن مصر، من خلال دار الإفتاء والأمانة العامة، تقود عددا من المبادرات العالمية البارزة، مثل إصدار مواثيق دولية للتسامح، وتفعيل منصات للحوار بين الأديان والثقافات، والتعاون مع منظمات كبرى كالأمم المتحدة واليونسكو، لمجابهة خطاب الكراهية والعنصرية.
ودعا الدكتور نجم إلى اعتبار تفعيل الفتوى الرشيدة ودعم مؤسساتها المعتدلة أولوية دولية، مؤكدا أن “الإسلاموفوبيا لم تعد مجرد قضية دينية، بل باتت ظاهرة تهدد الاستقرار العالمي وتتطلب تكاتفا دوليا حقيقيا لترسيخ قيم التعايش، ونشر الفهم الرشيد للإسلام، وتحقيق السلام المجتمعي المنشود”.