أريج جبر: الولايات المتحدة تسعى للهيمنة على سوريا وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل

أريج جبر: الولايات المتحدة تسعى للهيمنة على سوريا وإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل

قالت الدكتورة أريج جبر، أستاذة العلوم السياسية، إن قرار وزارة الخزانة الأمريكية بتخفيف العقوبات على سوريا لمدة 180 يومًا يعكس التزامات قطعتها واشنطن منذ عهد الرئيس دونالد ترامب، وتحديدًا في العاصمة السعودية الرياض في 13 مايو، حيث وعد بتقليل القيود المفروضة على سوريا وإعادة إدماجها في البيئة الإقليمية والدولية.

وأوضحت أن هذه الخطوة جاءت في سياق ما وصفته بـ”سقوط نظام بشار الأسد”، وانسحاب النفوذ الإيراني تدريجيًا، ما أدى إلى إزالة أبرز رموز النظام السابق الذين ارتبطوا بدعم الإرهاب، وهو ما اعتبرته الولايات المتحدة لحظة مناسبة لتقليل الحصار الاقتصادي وفتح المجال أمام مرحلة جديدة في سوريا.

وأكدت جبر في مداخلة هاتفية من العاصمة الأردنية عمان عبر برنامج المشهد المذاع علي قناة النيل للأخبار، أن الولايات المتحدة تسعى من خلال هذا القرار المؤقت إلى تمكين النظام السوري الجديد من القيام بأدواره الداخلية بعد سنوات من الحرب والفوضى، بشرط تنفيذ اشتراطات أمريكية صارمة، أبرزها طرد المقاتلين الأجانب، ومكافحة الإرهاب، والتطبيع مع إسرائيل. ورأت أن واشنطن تستخدم العقوبات أداةً لضمان خضوع دمشق لاستراتيجياتها، ووضعها في حالة تبعية سياسية واقتصادية كاملة، وهو ما يجعل هذا القرار يحمل أبعادًا تتجاوز مجرد البعد الإنساني أو الاقتصادي.

وشددت على أن التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” كانت صنيعة أمريكية، صمّمتها الإدارات المتعاقبة من أجل تبرير استمرار الهيمنة الأمريكية على المنطقة مضيفة  أن كل إدارة أمريكية تحتاج إلى فزاعة “بعبع” لتبرير الصفقات العسكرية وتحريك سياسات الأمن والدفاع في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن المنطقة العربية تحوّلت إلى ساحة فوضى منظمة تعرقل إعادة البناء، وتجعل الدول بحاجة دائمة للحماية الأمريكية.

كما اعتبرت أن فترة التخفيف المؤقت للعقوبات مرتبطة بإجراءات قانونية معقدة، وأن واشنطن تستخدم هذه المدة لاختبار مدى التزام سوريا بالشروط المفروضة، في مقدمتها الانفصال عن الحلفاء التقليديين، خاصة روسيا وإيران، والانخراط في سياسة أمريكية جديدة في المنطقة. ولفتت إلى أن الرسائل الموجهة من واشنطن عبر هذا القرار ليست موجهة فقط لدمشق، بل أيضاً لموسكو وطهران، مفادها أن الولايات المتحدة ما زالت المتحكم الرئيسي في قواعد اللعبة الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وأنها لن تسمح لسوريا بأن تتحول إلى ساحة لتصفية الحسابات الروسية أو الإيرانية.

واختتمت جبر مداخلتها الهاتفية بالتأكيد على أن قرار تخفيف العقوبات ليس بادرة حسن نية بقدر ما هو أداة ضغط واستراتيجية إحلال، تستهدف فرض واقع سياسي جديد في سوريا، يعكس مصالح واشنطن وحلفائها، ويمهّد الطريق أمام تسوية شاملة وفق الشروط الأمريكية.

برنامج المشهد يذاع على شاشة قناة النيل للأخبار، تقديم الإعلامية أمل نعمان.

 

لمتابعة البث المباشر لقناة النيل للأخبار..اضغط هنا