د. وائل النحاس: الاستثمار في العملات الرقمية يشبه الإمساك بجرعة من التراب

أكد الدكتور وائل النحاس المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال، أن قرار البنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بنسبة 1% على الإيداع والإقراض في جلسته الأخيرة يأتي في إطار سياسة تيسيرية تهدف إلى دعم الاقتصاد وتحفيز الاستثمار، مشيرًا إلى أن هذا القرار دفع البنوك إلى تعديل خططها الادخارية وتقليص العائد على الأوعية الادخارية بالجنيه المصري، بالإضافة إلى إلغاء الوعاء الادخاري الدولاري وصرف العائد عنه بالعملة المحلية.
أوضح النحاس أن هذا التوجه الجديد يشجّع المودعين على الاحتفاظ بمدخراتهم داخل البنوك، ويمنح البنك المركزي مساحة أوسع لتنشيط السوق وجذب الاستثمارات، خاصةً في ظل انتهاء الأوعية الادخارية مرتفعة العائد التي طرحت في مارس 2024، والتي جذبت شريحة كبيرة من المودعين. وأضاف أن الشريحة الجديدة التي ستدخل الأوعية الحالية بعد مايو ستتأثر بتغيرات العائد، لكنها لن تمتنع عن الادخار نظرًا لضعف البدائل.
أشار خبير أسواق الاموال من خلال برنامج ( مساء الخير ) إلى أن خفض الفائدة يعطي القطاع المصرفي حرية أكبر في توجيه الأموال نحو أدوات استثمارية آمنة مثل أذون الخزانة المصرية والأمريكية، كما يفتح الباب أمام المستثمرين للحصول على تمويل منخفض التكلفة، مما ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع النهائية التي من المتوقع أن تشهد انخفاضًا نتيجة تقليل تكاليف الإنتاج.
قال النحاس إن هناك ما بين 13 إلى 14% عوائد موجبة للمودعين بالجنيه المصري، مقارنةً بعدم وجود عوائد مجزية على الإيداع بالدولار خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعزز من جاذبية الجنيه المصري كأداة ادخار في الوقت الراهن، خاصةً مع توقعات باستمرار الاتجاه التنازلي في أسعار الفائدة خلال الفترات القادمة.
ولفت إلى أن أسعار الذهب لا تتأثر بشكل مباشر بتغيرات الفائدة، بل تتأثر بعوامل أخرى؛ أبرزها سعر الصرف والظروف الجيوسياسية الدولية، موضحًا أن البنوك المركزية الكبرى حول العالم تتجه إلى تعظيم احتياطاتها من الذهب على حساب الدولار الذي تراجعت نسبته في الاحتياطات العالمية من 67% إلى 56%، مما يعكس تحولا استراتيجيا في توزيع الأصول الاحتياطية.
وأضاف أن العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين التي تجاوزت 111 ألف دولار، لا تحظى بدعم رسمي في مصر بسبب غياب التشريعات المنظمة لها، مؤكدًا أن الاستثمار فيها يمثل مخاطرة كبيرة، واصفًا الأمر بأنه كمن “يمسك حفنة تراب”، في وقت يتجه فيه العالم إلى الاعتماد على الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بعيدًا عن سيطرة البنوك المركزية.
برنامج “مساء الخير” يذاع عبر أثير شبكة البرنامج العام، تقديم ميادة السعيد، ميكسر محمد السيد، إعداد عزيزة أبو بكر.