“الإدمان: تهديد خفي للفرد والمجتمع” – ندوة في إعلام القليوبية

“الإدمان: تهديد خفي للفرد والمجتمع” – ندوة في إعلام القليوبية

نفذ مجمع إعلام القليوبية،اليوم الأحد،ندوة تثقيفية تحت عنوان”الإدمان خطر صامت يهدد الفرد والمجتمع”، بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة بالقليوبية،وذلك في إطار اهتمام قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات ببناء الإنسان والاستثمار في رأس المال البشري لإعداد أجيال جديدة قادرة على المشاركة بفاعلية في عملية التنمية الشاملة،تحت إشراف الدكتور/ أحمد يحيى – رئيس قطاع الإعلام الداخلي.

حاضر في الندوة:د/ وليد الفرماوي – وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية،ود/ مفيدة أحمد – رئيس قسم الأمراض الصدرية مسؤول القوافل الطبية بمديرية الصحة بالقليوبية.

بدأت الندوة بكلمة سماح محمد السيد – أخصائي الإعلام بمجمع إعلام القليوبية،والتي أكدت أن الإدمان من أخطرالمشكلات الاجتماعية والنفسية التي تواجه المجتمعات الحديثة،كونه لا يؤثر فقط على الفرد المدمن،بل يمتد تأثيره ليشمل الأسرة والمجتمع بأكمله،ورغم ما يُثار حوله من تحذيرات وتوعية لا يزال خطره يتنامى في صمت،مهددًا الاستقرار الأسري والصحة النفسية والإنتاجية والاقتصادية.

وأوضحت أن التوعية بمخاطرالإدمان ضرورة لا غنى عنها لحماية الأفراد،خاصة فئة الشباب من السقوط في فخ هذه الآفة المدمّرة،فالإدمان لا يهدد صحة الإنسان فحسب؛بل يُدمّر كيانه النفسي ويُفكك أسرته ويُضعف مجتمعه،ومن هنا تنبع أهمية نشر الوعي بمخاطره وأسبابه،وطرق الوقاية منه،لتكون المعرفة خط الدفاع الأول ضد هذه الظاهرة الصامتة التي تمتد بصمت وتنخر في أساسات المجتمعات.

وأشار د/ وليد الفرماوي إلى أن الشباب اليوم يواجه خطرًا متناميًا يهدد حاضرهم ومستقبلهم،وهو الإدمان؛ فهذا الخطر لا يطرق الأبواب بصوتٍ عالٍ،بل يتسلل بصمت عبررفاق السوء ووسائل التواصل وضغوط الحياة اليومية،فالشباب هم أكثر الفئات عُرضة للإدمان نظرًا لمرحلة التغيرات النفسية والجسدية التي يمرون بها،إلى جانب تأثير الأصدقاء،وغياب الرقابة الأسرية،والفراغ العاطفي أوالفكري،وفي كثير من الأحيان يلجأ الشاب إلى الإدمان كوسيلة للهروب من مشاكل دراسية أو اجتماعية.

وأكد الفرماوي أن الشباب هم طاقة الأمة ومستقبلها،وحين يهددهم الإدمان،فإن المجتمع كله يصبح في خطر. لذا فإن مسؤوليتنا جميعًا –أفرادًا ومؤسسات– أن نحميهم ونرشدهم إلى الطريق الصحيح قبل أن يُصبح الأوان قد فات.

وأوضحت د/ مفيدة أحمد أن الإدمان عبارة عن حالة من الاعتماد النفسي والجسدي على مادة أو سلوك معين يؤدي إلى فقدان السيطرة والرغبة المستمرة في التكرار رغم العواقب السلبية،ولا يقتصر على تعاطي المخدرات أوالكحول فقط، بل يشمل أيضًا الإدمان على الألعاب الإلكترونية،الإنترنت،التسوق،وحتى العمل.

فالمخدرات لا تؤثر فقط على العقل والسلوك؛بل تهاجم أجهزة الجسم الحيوية،ومن أبرزها الجهاز التنفسي المسؤول عن تزويد الجسم بالأوكسجين اللازم للحياة،ويؤدي تعاطي المخدرات،خاصة تلك التي تُستَنشق أو تُدَخَّن،إلى مشكلات صحية خطيرة في الجهاز التنفسي،بعضها قد يكون قاتلًا.

وأشارت د مفيدة إلى أن تعاطي المخدرات عبر الأنف أو الفم(عن طريق التدخين أو الاستنشاق)تمر المواد الضارة مباشرة إلى الجهاز التنفسي،وتبدأ بتدميرالخلايا والأنسجة،مسببة اضطرابًا في وظائف الرئتين والشعب الهوائية. كما أن بعض المخدرات تؤثرعلى مراكزالتنفس في الدماغ،مما يؤدي إلى بطء أو توقف التنفس، مؤكدًة أن الإدمان يدمرالإنسان صحيًا ونفسيًا واجتماعًا،واقتصاديًا.

وأكدت د/ مفيدة أحمد أن مكافحة الإدمان يتطلب تضافر الجهود بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني،من خلال تعزيز التوعية في المدارس والجامعات،وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للمراهقين،وتشديد الرقابة على تداول المواد المخدرة،بالإضافة إلى إنشاء مراكز إعادة تأهيل متخصصة،إلى جانب دعم الأسر وتدريبها على التعامل مع الحالات المعرضة للإدمان.

وفي ختام الندوة،أوضحت مسئول القوافل الطبية بالقليوبية أن الإدمان يظل خطرًا صامتًا يتسلل إلى المجتمعات دون ضجيج،لكنه يخلف وراءه دمارًا هائلًا،ولا سبيل إلى مواجهته إلا بالعلم والتوعية والدعم المجتمعي الشامل،فمستقبل الأجيال القادمة مرهون بقدرتنا على حماية عقولهم من هذا الخطر المتربص.