أهم مخرجي الدراما الإذاعية والتلفزيونية

أهم مخرجي الدراما الإذاعية والتلفزيونية

عيد الإعلاميين ليس فقط عيد من يقفون أمام الكاميرا، سواء مذيع أو مذيعة أو قارئ نشرة، بل عيد لكل من أسهم فى بناء تاريخ للإعلام المصرى، سواء مرئى أو مسموع، ورفع شعار إذاعة مصر أو تليفزيون مصر.. فالإعلام ليس فقط برنامجا أو تغطية أحداث، بل رسالة،

وأشكال تقديم هذه الرسالة متعددة، ويمكن تقديمها فى قالب درامى، وهو القالب الأقرب لقلب وعقل المستمع أو المتفرج.. فى هذا الموضوع نلقى الضوء على أهم من أسهموا فى رسم صورة مرئية عبر شاشة التليفزيون أو مسموعة عبر ميكروفون الإذاعة، وحملوا على عاتقهم بناء تاريخ درامى أسهم فى تشكيل ووعى وثقافة ووجدان أجيال وأجيال.. والأهم أننا نلقى الضوء على نماذج مخرجات مبدعات أثبتن أنها ليست مهنة للرجال فقط، ولا ننسى نصيب المخرجين الرجال الذين أثروا تاريخ الدراما المصرية إذاعيا وتليفزيونيا.

  علوية زكى

التحقت المخرجة علوية زكى بكلية الآداب علم نفس لمدة عام، ولم تكمل دراستها، وتزوجت وذهبت إلى لندن، وأنجبت ابنتها الكبيرة “راوية”، وبعد عودتها من لندن التحقت بالعمل فى التليفزيون قبل افتتاحه، وعملت سكرتيرة للخبير الأمريكى “مستر ويليام مور” أثناء تخطيطه لبرامج التليفزيون.. وعندما بدأ الإخراج ساعدته فى السهرة التليفزيونية “صرخة مكتومة” تأليف عبدالفتاح البارودى، وبطولة زيزى البدراوى وصلاح قابيل، ثم جاء الخبير الفرنسى “مسيو أسكير”، واختارها للعمل معه لإجادتها اللغه الفرنسية، وبدأ عمل أقسام مثل التمثيليات والملابس.

عملت علوية مساعدة مخرج لفترة مع إبراهيم الصحن، ويوسف مرزوق وهو معلمها بمعنى الكلمة، وتعلمت منه الكثير فى مجال الإخراج، مثل الالتزام وقيمة الفن والرسالة، وكانت أول سهرة أخرجتها هى “المزيف” للكاتب جلال الغزالى، وكانت بمثابة شهادة ميلاد حقيقية لها كمخرجة دراما تليفزيونية، وانطلقت فى العمل الذى أحبته لدرجة العشق ومن السهرات المهمة “الغرباء لا يشربون القهوة” للراحل محمود دياب..  ومن المسلسلات “نهاية العالم ليست غدا” بطولة حسن عابدين، التى حققت نجاحا لدرجة أنه تمت كتابة تحية لمخرجة العمل فى نهاية التتر، و”ليالى الحصاد” بطولة سهير المرشدى، بالإضافة إلى مسلسل “لحظة اختيار” للكاتبة فتحية العسال وبطولة سميحة أيوب، واهتمت بقضايا المرأة فى بعض الأعمال، مثل سهرة “القانون لا يعرف عائشة” المأخوذة عن تيمة قدمتها حسن شاه، من خلال شخصية أمينة رزق فى فيلم “أريد حلا”، بالإضافة إلى اهتمامها بقضايا اجتماعية موجودة داخل مجتمعنا المصرى.

واجهت الهجوم على السماح للنساء بالعمل كمخرجات، حتى أثبتن كفاءتهن، وأخرجت سهرة تليفزيونية، وجاء سعد لبيب رئيس التليفزيون وشجعها على الاستمرار فى الإخراج، وأعطاها الفرصة، وأيضاً شجعها ممدوح الليثى على إخراج أفلام تليفزيونية وسينمائية لاقت نجاحا كبيراً.

 كانت المخرجة الوحيدة التى أخرجت تمثيليات قصيرة أثناء نكسة 1967، وكانت تذهب إلى التليفزيون وسمح لها بالعمل.

 شويكار زكريا

تخرجت المخرجة شويكار زكريا فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 1958، واستجابت لإعلانات التليفزيون عند افتتاحه، ونجحت فى مسابقته وكانت “مراقبة التمثيليات” الأكثر جاذبية لها داخل التليفزيون.

كان أول عمل لها “متابعة تنفيذ السيناريو أثناء التنفيذ”، وهى وظيفة شديدة الخطورة، فمهمتها مراقبة مطابقة السيناريو ومشاهده لما يتم تصويره، حتى فى ملابس الممثلين، وكانت زميلتها فى نفس الدفعة التدريبية المخرجة إنعام محمد على وكانتا تجلسان فى الاستديو حتى ينتهى الإرسال لكن نتيجة معارضة الأسرة طلبت النقل لإدارة العلاقات العامة، لكن مدير البرامج سعد لبيب رفض، فقد رأى أنها اكتسبت خبرة يحتاجها التليفزيون.

وجاءت الفرصة الأولى للمخرجة شويكار زكريا من خلال تماضر توفيق، رئيسة القناة الثانية، وكان هدف المسئولين أن تكون القناة مخصصة لكل ما هو ثقافى فى ظل وجود حركة ثقافية مزدهرة فى المسرح والسينما والأدب والترجمة فى الستينيات، وكان يوجد برنامج مخصص للقصة القصيرة يتناوب عليه مجموعة مخرجين، مثل يحيى العلمى وزكى خفاجة ووجيه الشناوى ومحمد رجائى، فأعطت لها تماضر توفيق فرصة إخراج إحدى قصص البرنامج، وبالفعل اختارت “موت موظف” قصة أنطون تشيكوف، وأعدها عبد الغنى قمر، ولفتت التمثيلية الأنظار. 

عادت شويكار لمراقبة التمثيليات، وتركت القناة، لأن المسئولين أرادوا تجميع كل أعمال الدراما فى مكان واحد، وبعد عدة تمثيليات صغيرة حصلت على فرصة إخراج سهرة كبيرة “حبات السنين” كتبها فتحى زكى أحد الأسماء اللامعة فى الكتابة الدرامية فى الستينيات، ثم بدأت تقدم التمثيلية الطويلة “خلف الجدار” للكاتب عبد الوهاب الأسوانى، وبطولة أحمد مرعى، وأثبتت قدرتها كمخرجة فى قيادة المجاميع، فقد أحتاج العمل التعامل مع 80 ممثلا وراقصا فى وقت كانت أغلب الأعمال لا يزيد عدد ممثليها على أصابع اليد الواحدة.

وجاءت مرحلة مهمة فى حياتها الفنية، بعد اختيارها لإخراج الأعمال الأدبية المقررة على طلبة المراحل الثانوية، وفى الثمانينيات عادت لإخراج الدراما بعد توقف 10 سنوات تقريبا منذ قدمت “الرجل الذى كان يفكر” عام 1973 وحتى 1982 حين قدمت “الحب فى الخريف” للكاتب محمود الشوربجى، وبعدها سافرت إلى أمريكا فى رحلة طويلة امتدت 9 سنوات وبعد عودتها أخرجت مسلسل “هى وهؤلاء” إنتاج صوت القاهرة ثم “عطاء بلا حدود” للكاتبة وفية خيرى، وعرض على شاشة التليفزيون عام 1996.

 نور الدمرداش

عملاق الإخراج التليفزيونى نور الدمرداش، أحد أهم صناع الدراما المصرية، وترك بصمة واضحة فى هذا المجال، مواليد طنطا فى 12 نوفمبر 1925، التحق بكلية التجارة وتخرج عام 1955، ثم درس بمعهد الفنون المسرحية، وعمل فترة فى مسرح زكى طليمات، وكان صاحب أول الأعمال الدرامية بعد بدء بث الإرسال التليفزيونى، وأخرج مسلسلات “هارب من الأيام”، ثم “الدوامة” و”لا يا ابنتى العزيزة”، و”لا تطفئ الشمس”، و”على باب زويلة”.  

بدأ الراحل رحلة التمثيل فى السينما بعدما اكتشفه الفنان أنور وجدى ورشحه لدور فى فيلم “ليلة العيد”، ثم بدأ يحقق حلمه الأكبر وهو الإخراج التليفزيونى، ومن أفلامه كممثل سينمائى “صغيرة على الحب” و”دقات على بابى” و”المولد” وغيرها، أيضا شارك بالتمثيل فى أعمال درامية مثل “رفاعة الطهطاوى” و”هارب من الأيام”.

تزوج الدمرداش من الفنانة كريمة مختار، بعد تعارفهما فى معهد فنون مسرحية، وكان يسبقها بعدة سنوات، كان فى السنة الرابعة وهى فى سنة أولى معهد، أنجبا 4 أولاد: الإعلامى معتز الدمرداش، والمهندس شريف، والمخرج أحمد، والابنة هبة.

وكان للمخرج نور الدمرداش دور كبير فى اكتشاف نجوم، وأعطى لهم فرصة حقيقية، مثل محمود عبد العزيز فى مسلسل “كلاب الحراسة” و”الدوامة”، وممدوح عبد العليم فى مسلسل “الجنة العذراء”، وعبد الله غيث بطولة فى مسلسل “هارب من الأيام”.

ورحل المخرج الكبير عن عالمنا فى 7 فبراير 1994 إثر أزمة قلبية، أثناء إخراجه مسلسل “السقوط فى بئر سبع”.

 إسماعيل عبد الحافظ

نشأ المخرج الكبير إسماعيل عبدالحافظ فى محافظة كفر الشيخ، والتحق بكلية الآداب قسم لغات شرقية جامعة عين شمس عام 1963، وبدأ عمله فى نفس العام كمساعد مخرج فى مراقبة الأطفال، وبعدها بعامين، انتقل إلى مراقبة المسلسلات، ثم عمل مساعد مخرج بالتليفزيون منذ عام 1964 وحتى 1969، وبدأ عمله كمخرج دراما عام 1970.

ارتبط اسمه فى مجال الإخراج برفيق مشواره الكاتب أسامة أنور عكاشة، وكان أول لقاء بينهما فى سباعية “أسوار الحب” عام 1977، ثم حدث النجاح الكبير فى مسلسل “الشهد والدموع” عام 1983، وحقق الثنائى نجاحا كبيرا فى الدراما المصرية خلال الثمانينيات والتسعينيات، ومازالت أعمالهما محفورة فى ذاكرة المشاهد.

أخرج الراحل الكثير من الأعمال التى أصبحت علامات مضيئة فى تاريخنا الدرامى مثل “ليالى الحلمية”، و”الشهد والدموع”، و”خالتى صفية والدير”، و”الوسية”، و”العائلة”، و”الأصدقاء”، و”امرأة من زمن الحب” وغيرها من الأعمال المهمة فى تاريخ الدراما المصرية.

كان عبد الحافظ يتعامل مع أعماله الفنية كأنها تأريخ لحقب زمنية مهمة فى تاريخ مصر، ونجح فى تقديم أجيال مختلفة فى كل عمل درامى له، خاصة فى جيل الوسط وحتى الجيل الجديد، فقدم ممدوح عبد العليم وهشام سليم.  وسيظل اسم إسماعيل عبد الحافظ حالة استثنائية فى تاريخ الدراما المصرية، ورحل عن عالمنا فى سبتمبر 2012.

 أحمد توفيق

ولد المخرج الكبير الراحل أحمد توفيق فى يونيو 1930، ودرس فى كليتى الحقوق والآداب، وحصل على بكالوريوس معهد الفنون المسرحية. بدأ مشواره ممثلا فى السينما فى فيلم “لا وقت للحب” إخراج صلاح أبو سيف، ثم شارك فى أفلام “القاهرة 30″ و”ميرامار” و”حافية على جسر الذهب” وغيرها.

توفيق من الجيل المؤسس للتليفزيون منذ عام 1960، عمل بداية فى التليفزيون بإدارة الاستديوهات، ثم بدأ عمله كمخرج بجانب عمله كممثل فى السينما، فأخرج العديد من الأعمال الدرامية المهمة على مدار مشواره، مثل “الحسن البصرى” و”لن أعيش فى جلبات أبى” و”عمر بن عبد العزيز” و”هارون الرشيد” و”محمد رسول الله” ومجموعة كبيرة من المسلسلات الدرامية.

استكمل توفيق إخراج مسلسل “السقوط فى بئر سبع”، بعد وفاة المخرج نور الدمرداش أثناء إخراجه، ورفض توفيق كتابة اسمه على التتر، وأخرج مسلسل “رد قلبى” عند تحويل الرواية لمسلسل، وآخر مسلسل شارك فيه كممثل كان “يا ورد مين يشتريك” إخراج زوجته رباب حسين، وبطولة سميرة أحمد.

شارك الراحل خلال مسيرته فى أعمال عديدة فى التليفزيون والإذاعة مثل المسلسل الإذاعى “عذراء وادى فيران”، ومسلسل “لما التعلب فات” و”الأمانة” و”الخروج من المأزق” وغيرها من الأعمال.

 يحيى العلمى

المخرج الراحل الكبير يحيى العلمى مواليد محافظة الزقازيق، وتخرج فى كلية الحقوق عام 1962، والتحق بالعمل فى التليفزيون فى النصف الأول من الستينيات، وينتمى للجيل الذى سافر فى بعثات لألمانيا وأمريكا لأخذ دورات فى الإخراج، وحصل على دبلوم من لندن عام 1971.

بدأ العلمى فى الإخراج الدرامى أوائل السبعينيات بمسلسل “أشجان”، ثم توقف وعمل بالإخراج السينمائى، وقدم أفلاما مثل “شلة الأنس” و”طائر الليل الحزين” و”المرأة التى غلبت الشيطان”، ووصل رصيده فى السينما ما يقرب من 30 فيلما.

عاد فى أواخر السبعينيات للدراما، وقدم مسلسل “برج الحظ” مع الفنان محمد عوض، ثم مسلسل “العملاق” مع محمود مرسى، ثم المسلسل الذى حقق له شهرة كبيرة فى الإخراج التليفزيونى “أديب”، عن قصة عميد الأدب العربى طه حسين، ثم “زينب والعرش”، وتوالت أعماله الدرامية، وأصبح من أشهر مخرجى الدراما فى مصر والوطن العربى.

حقق العلمى شهرة مدوية فى بداية الثمانينيات من خلال أعمال ستظل خالدة فى ذاكرة وتاريخ الدراما المصرية مثل “دموع فى عيون وقحة” مع الكاتب الكبير صالح مرسى والفنان عادل إمام، ثم ملحمة “رأفت الهجان” بأجزائها الثلاثة، ثم أعماله الأخرى مثل “لا” و”الزينى بركات” و”نصف ربيع الآخر” و”الحاوى”، وكان آخر مسلسلاته “بنات أفكارى”.

تولى العلمى العديد من المناصب داخل التليفزيون، منها إدارة استديو 5، ثم نائب رئيس قطاع الإنتاج، ثم رئيسا له، وحصل على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التشجيعية فى الفنون عام 1982، وجوائز عديدة من مهرجان الإذاعة والتليفزيون، وتوفى فى 2002 عن61 عاما.

أبرز مخرجى الدراما فى الإذاعة

 محمد علوان

ولد المخرج الإذاعى محمد علوان فى 12 أبريل 1924، وهو أحد أكبر مخرجى الدراما الإذاعية، تخرج فى معهد الفنون المسرحية، وعين أستاذا فى المعهد، بدأ عمله فى الإذاعة ممثلا بداية الأربعينيات، وعمل ممثلا بالسينما أيضا فى فيلم “المتهمة” للمخرج هنرى بركات، وعمل فترة مساعد مخرج له، ثم استقر فى العمل بالإذاعة مخرجا دراميا، وتحديدا بإذاعة الشرق الأوسط، وتولى إدارة مراقبة الدراما بها، ثم مستشارا للمحطة.

أنفرد علوان بتقديم نجوم وافقوا على الوقوف أمام الميكروفون لأنه هو المخرج، ومن أشهر أعماله التى أخرجها “فى بيتنا رجل”، و”حياتى” عن قصة حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب، و”أنف وثلاث عيون”، و”نحن لا نزرع الشوك”، و”ارجوك لا تفهمنى بسرعة” مع عبد الحليم حافظ وعادل إمام ونجلاء فتحى، وكان له تجربة تمثيل وإخراج فى الإذاعة من خلال البرنامج الغنائى “الفارس الموعود”، بطولة ملك الجمل وعباس فارس وغناء شفيق جلال وعصمت عبد العليم، وتجربة أخرى بعنوان “الجيش 20 مليون” تأليف طاهر أبو فاشا وغناء محمد الكحلاوى، و”الصيت” غناء هنيات شعبان و”الحاجة زهرة” وشاركت معه بالتمثيل لأول مرة زوجته الإذاعية آمال فهمى.

من أشهر الأفلام التى شارك فيها ممثلا “لا تطفئ الشمس، والبنات والصيف، وساحر النساء، وريا وسكينة، وأمير الانتقام، والخرساء”. تزوج علوان الإذاعية الكبيرة آمال فهمى، وتوفى فى 9 أغسطس 1979.

 يوسف الحطاب

ولد المخرج يوسف الحطاب فى 22 أبريل 1922، التحق بالإذاعة عام 1948، وهو من أوائل مخرجى الإذاعة المصرية الذين قدموا الدراما فى حلقات مسلسلة، وأخرج العديد من المسلسلات الإذاعية، ومن أشهر أعماله الأوبريت الغنائى “ألف ليلة وليلة ” والمسلسل الدينى “قصص الأنبياء” مع المؤلف محمد على ماهر بطولة أمينة رزق وعبد الرحيم الزرقانى وزوزو نبيل وتوفيق الدقن وآخرين، وظل يقدمه على مدار 25 عاما، فكان له نصيب كبير فى إخراج الملاحم الغنائية مثل ملحمة “أيوب المصرى” للشاعر زكريا الحجاوى.

يعد الحطاب أول من أدخل الأكشن فى الإذاعة بمسلسله الشهير “القط الأسود” وقدمه بشكل شيق، ونجح مع الجمهور، وقدم أيضا المسلسل الكوميدى “أبو الحسن العبيط “مع الفنان إسماعيل يس، الذى يقال إنه حقق أعلى نسبة استماع فى الإذاعة، وأيضا قدم فكرة جديدة فى تاريخ الإذاعة وهى برنامجه الشهير “46120.. إذاعة”، ويدور حول قصة درامية وبوليسية، تتضمن سؤالا للمستمعين فى نهاية الحلقة.

شغل الراحل مناصب عديدة منها إدارة التمثيليات فى الإذاعة، وأستاذ مادة الدراما الإذاعية فى معهد الفنون المسرحية، وإدارة معهد الإذاعة والتليفزيون، ووكيل وزارة الإعلام، واشتهر بإخراج المسلسلات الدينية فى الإذاعة، ومن أشهر أعماله الإذاعية “سمارة، القط الأسود، ابن الليل، أدهم الشرقاوى، الورثة المحترمون، فين العريس، أيوب المصرى”. وتوفى عن 92 عاما فى 26 فبراير 2014.

 عبده دياب

ولد المخرج عبده دياب عام 1941، وعمل أستاذا فى المعاهد الفنية، ثم التحق بالعمل فى الإذاعة، وتتلمذ على يد بابا شارو والمخرج يوسف الحطاب، وعمل مساعدا معهما، وكان أول عمل كتبه للإذاعة المصرية تمثيليات للأطفال تقديم أبلة فضيلة.

لم يكن دياب مخرجا فقط، بل مؤلفا لكثير مما أخرجه فى مسيرته بالإذاعة، فقدم مسلسل “ابن البلد” تأليفه وإخراجه، ثم أخرج “صابر” تأليف مصطفى مشعل وبطولة زوزو نبيل، وأخرج العديد من المسلسلات الإذاعية.

حقق الراحل نجاحا كبيرا فى برنامجه “أغرب القضايا” الذى استمر فى تأليفه وإخراجه أكثر من 30 عاما، وبدأت فكرته عندما قرأ فى الجرائد جريمة وقعت فى إحدى الدول الأجنبية حكم فيها بالإعدام على شاب وتنفيذ الحكم، لكن والدته لم تفقد إيمانها ببراءته، وتابعت خطوط القضية حتى وصلت للجانى، وبالفعل أثبتت هذه السيدة براءة ابنها، فتوقف عند هذه الحكاية، بدأت فكرة برنامجه “أغرب القضايا”، وقدمه أواخر الستينيات، ورأى أن هذه النوعية من البرامج فيها وعى للناس ورسالة حقيقية لهم، وأصبح ميعاد كل ثلاثاء مساء من المواعيد المهمة التى ارتبط بها المستمع، حتى وصل عدد الحلقات 800 حلقة، وحصل على جائزة الإخراج المتميز عام 1985، وشارك فى هذا البرنامج نجوم مثل سميحة أيوب وزوزو نبيل وإنعام سالوسة ورشوان توفيق وجمال إسماعيل، وكان الأبطال يتغيرون كل حلقة، وتوفى دياب فى 2 يناير  2003.

 محمود السباع

ولد المخرج محمود السباع فى 24 يناير 1911، وهو من أوائل المخرجين فى الإذاعة المصرية، وأسهم فى عمل صور غنائية مثل أوبريت “شهر زاد” تأليف بيرم التونسى ولحن سيد درويش وتوزيع محمد حسن الشجاعى، وشارك فيه بالغناء فايدة كامل وإبراهيم حمودة وحورية حسن، ثم بدأ يخرج أعمالا درامية إذاعية مدتها نصف ساعة، ومنها “قصة الغار” أشعار محمود حسن إسماعيل، وتلحين محمود الشريف، وغناء إسماعيل شبانة ونازك وثلاثى أضواء المسرح. بعد فترة من عمله فى الإذاعة، شق السباع طريقه للسينما كممثل، وليس مخرجا، فتميز بشدة فى تقديم أدوار الشر، ومن أشهر أدواره “التاجر المفلس” فى فيلم “الفتوة” عام 1957، ثم فيلم “حسن ونعيمة” عام 1959، ودوره الرائع فى فيلم “الرسالة” لمصطفى العقاد عام 1976، ودوره فى “البيضة والحجر” مع أحمد زكى، وكان له نصيب كبير فى الوقوف على خشبة المسرح فى أعمال مهمة مثل “هاملت” و”ترويض الشرسة” و”قنديل أم هاشم”، وتوفى عن عمر 78 عاما، فى 27 فبراير 1989.

 عبد الوهاب يوسف

التحق المخرج عبد الوهاب يوسف بالعمل فى الإذاعة عام 1941، بعد أن تخرج فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية جامعة القاهرة 1940، أنشأ أول فريق للتمثيل فى الإذاعة المصرية، وقدم العديد من اللقاءات.

كان يعشق التمثيل، لذلك اشترك بالتمثيل فى كل أعماله الإذاعية، ومنها مسلسل “قطر الندى” و”أوبريت على بابا” عام 1949، و”الحى الشعبى”. وكان أول مخرج يخرج بالميكروفون خارج استديو الإذاعة، وذهب به إلى أحد المعابد الفرعونية، فقد رأى أن الاستديو ليس به إمكانية لإحداث صدى المعبد “إيكو”، الذى يعطى للشخصية الفرعونية جمالها، كما سجل فى قلعة محمد على، كما قدم برامج دينية إذاعية عديدة مثل “السيرة العطرة” و”ظهور الإسلام” وحصل على جوائز عديدة، منها الجائزة الثانية فى مهرجان الإذاعى العالمى فى مدينة “باري” الإيطالية ممثلا مصر ببرنامجه المعروف “خوفو”، وتوفى عام 1951.

 السيد بدير

ولد الكاتب والمخرج والممثل الكبير السيد بدير فى 11 يناير 1915 بمحافظة الشرقية، وحصل على شهادة البكالوريا عام 1932، ثم التحق بكلية الطب البيطرى، وسرعان ما تركها حبا فى الفن، كان له باع كبير فى مجال الإذاعة والتليفزيون والمسرح، وتحققت شهرته فى شخصية “عبد الموجود كبير الرحيمية”، ونجح أيضا كمخرج ومؤلف.

اكتشف موهبته الفنية المخرج صلاح أبوسيف، واختاره فى العديد من الأفلام، وفى عام 1949 بدأ يكتب سيناريو لأفلام سينمائية مثل “جعلونى مجرما، شباب امرأة، وبائعة الخبز”.

كان للسيد بدير محطة مهمة فى مسيرته عندما عمل مخرجا بالإذاعة المصرية، وتدرج فى المناصب حتى وصل لدرجة كبير مخرجين، ثم مدير عام للدراما، ثم رئيس مؤسسة السينما والمسرح والموسيقى، ووصل عدد أعماله فى الإذاعة سواء كمؤلف أو مخرج إلى 3000 تمثيلية، وكان أول من أنشأ استديو للتسجيل الإذاعى بالقاهرة، وسمى باسمه، وأيضا كان له دور فى تأسيس فرق التليفزيون المسرحية، ومن أشهر أعماله بالإذاعة “بعد الغروب، والقيثارة الحزينة، وتفاريح رمضان، وأوبريت العشرة الطيبة”، إضافة إلى مسرحيات إذاعية مثل “حسن القرنفلى، وليلة رهيبة،  وما يعجبنيش، والجميلة ليلى، وفتاة الأطلس، وجعلونى مجرما، ورصيف نمرة 5”.

تزوج بدير مرتين الأولى من ابنة عمه، وأنجب منها 3 أبناء، والثانية الفنانة شريفة فاضل وأنجب منها ولدا استشهد فى حرب أكتوبر 1973. حصل على العديد من الجوائز، منها وسام الجمهورية، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق.